نعيش في بلد يسير في خط تنازلي نحو الهاوية ، وحظوظ النجاة او الامل في التغيير والاصلاح يكاد يصيح مستحيلا ، وسواء جرت انتخابات سابقة او ستجرى مستقبلا او حتى تم تزويرها ، فواقع الحال خير دليل على تقدم .
مع قرب موعد اجرى الانتخابات القادمة تتزايد المخاوف من وجود تحركات لبعض الجهات او الجماعات تروم تزويرها ،وكانت رئيسة بعثة الأمم المتحدة (يونامي) هينيس بلاسخارت قد حذرت من مغبة تزوير الانتخابات المتوقع إجراؤها في 10 تشرين الأول المقبل، داعية واشنطن إلى زيادة عدد المراقبين الأجانب للانتخابات بما يضمن نزاهتها, ومن أجل ضمان سلامة الانتخابات المبكرة استعانت الحكومة العراقية بفريق أممي لمراقبة الانتخابات البرلمانية المقبلة للحد من حالات التزوير المتوقع حصولها بسبب سطوة الكثير من الكتل السياسية ، وفعلا قبل أكثر من خمسة أيام تقريبا ألقى جهاز الأمن الوطني القبض على عصابة لديها معدات لتزوير الانتخابات البرلمانية المبكرة، حيث لا يزال أفراد هذه العصابة تحت التحقيق ،وقد اطاحت السلطات القضائية الخميس الماضي بمجموعة من الأشخاص يحترفون الابتزاز الالكتروني، كان هدفها الأول الإعداد للتلاعب بنتائج الانتخابات القادمة وتغيير نتائجها، فيما كان هدفها الثاني الفوضى السياسية ,وفي إطار ذلك أطاحت لجنة مكافحة الفساد التي يقودها الفريق احمد أبو رغيف بالعضو السابق في مجلس مفوضية الانتخابات، مقداد الشريفي في مطار بغداد، وتناولت وسائل إعلام مختلفة أن أسباب الاعتقال تتعلق بتزوير الانتخابات بعد شكاوى كثيرة وصلت حول فساده وتزويره النتائج والأرقام لصالح جهات سياسية.
بعيدا عما تقدم ، وهي اولا خطوات جيدة لضمان شفافية ونزاهة الانتخابات لمنع حالات التلاعب بنتائجها ، لكن علينا ان نترك قضية تزوير الانتخابات القادمة ، وننظر لواقع البلد ، لأنه مراة حقيقي لواقع وحال شعب يعيش الازمات الواحدة تلو الاخرى ، والنكبات التي تزايد في ضحايانا ، واعداء الثكالى واليتامى , وتزداد المخاوف من قادم الايام في ظل حكم الاحزاب ، وتدخل الاخرين .
لو فرضنا جدلا تم اجرى الانتخابات سواء كان في موعدها المقرر او تم تأجيلها ، وكانت انتخابات جيدة من حيث اجرها او نسبة مشاركتها ، وقبول نتائجها من الاغلبية ، بسبب اجراءات الحكومة ، ودعم المنظومة الدولية ، ولم يكون حالها كحال الانتخابات الاخرى من اتهامات التزوير ، وحالات الحرق ،وما هو معروف من الجميع ،ووصول شخصيات وطنية وذو كفاءة وخبرة ، وخسارة ممن كانوا افي الدورات الاولى مراكزهم ،السؤال الذي يطرح نفسه بقوة ماذا بعد ذلك ؟ ، هل سيبدأ عهد جديد في عمر الدولة العراقية ؟ وتبدا رحلة الاصلاح والتغيير في العلمية السياسية لما بعد 2003، وهل ستنهي حقبة الإخفاقات والدمار ؟ والاهم مما تقدم هل سينتهي التدخل الخارجي ؟ وهو بصراحة موضوع اشبه بالمهمة المستحيله للحكومة القادمة والحكومات السابقة.
جواب في جملة واحدة لن يتغير حال البلد واهله ما لم تتغير قواعد اساس قيام الدولة العراقية ما بعد 2003 ، ووضع حد جذريا للتدخل الخارجي سواء زورت الانتخابات او لم تزور ، من اجل ان يتغير حال العراق ، والا الله يستر من قادم الايام في ظل معطيات الوضع الحالي .
ماهر ضياء محيي الدين