الجمعة, نوفمبر 29, 2024
Homeمقالاتيتمتع الطالبان بقاعدة إجتماعية في أفغانستان:ترجمة عادل حبه

يتمتع الطالبان بقاعدة إجتماعية في أفغانستان:ترجمة عادل حبه

 

لقاء صحفي مع قيادي في حزب الشعب الأفغاني الجديد

الكاتب والشاعر الأفغاني عبد لله النايبي

المصدر :صحيفة اللومانيتيه الفرنسية

ترجمة عادل حبه

الكاتب والشاعر الأفغاني عبد الله النايبي

من بين التعليقات التي أدلى بها النشطاء السياسيون الأفغان حول استيلاء طالبان على كابول هذه الأيام ، كانت تصريحات عبد الله النايبي، زعيم حزب الشعب الجديد في أفغانستان، في مقابلة مع صحيفة اللومانيتيه الناطقة بلسان الحزب الشيوعي الفرنسي، وهي تصريحات مهمة، حيث  أشار: “لم يرغب الشعب الدفاع عن حكومة فاسدة”.وكتبت صحيفة اللومانيتيه في مقدمة المقابلة: “لقد سقطت كابول في يد طالبان بدون مقاومة ولا حرب”. وبالنسبة لقادة حزب الشعب الأفغاني الجديد تبرز مهمة تنظيم المقاومة ضد طالبان. إن عبد الله النايبي، الذي طالما شجب فساد دولة المجاهدين، يحاول الآن حشد التقدميين ضد طالبان.

الإنسانية: هل فوجئت بالانهيار السريع للحكومة الأفغانية؟

عبد الله النايبي: في الواقع لا. لقد كان هذا الانهيار متوقعاً وأقول إن هذا أمر جيد. كانت الحكومة الأفغانية فاسدة. لقد وضع قادتها المجتمع في حالة من التدهور الكامل. وابتليت البلاد بالفساد. لهذا لم يدافع الأفغان عن الحكومة. كما أن الإنهيار هو نتيجة استراتيجية الولايات المتحدة والناتو في أفغانستان. لقد تلاعب هؤلاء بمصير الأمة. ولا يمكن أن يؤدي إنخراط طالبان في اللعبة الدولية إلى أية نتيجة أخرى. ويلاحظ أيضاً أن باكستان لعبت معهم بورقة “الحداثة”، ومع تنامي الترويكا للولايات المتحدة وروسيا والصين، صرحت باكستان بأنها لا تريد إقامة إمارة طالبان الإسلامية في أفغانستان. وفي الوقت نفسه، كان لواقع استيلاء طالبان على السلطة عواقب فورية، مما يشير إلى أن الصورة الديمقراطية التي كانت موجودة لم تعد لها وجود الآن. وإن القوى التي سمحت لنفسها بالخداع وأرادت الإيمان بهذه الصورة الديمقراطية أدركت الآن ما هو واقع الحال. لقد كان تحليلنا صحيحاً. قاتلنا ضد الحكومة الأفغانية وطالبان. لقد قلت قبل عشرين عاماً إن مجيء الولايات المتحدة إلى أفغانستان لن يحل أية مشاكل. فهي أرادت إقامة دولة وطنية وديمقراطية مع مجاهدي ذلك الوقت، خاصة مع جماعة مسعود الإسلامية، وكان ذلك تناقض رهيب، لأنهم لم يريدوا ذلك. أراد الشعب الأفغاني انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان، وكان ذلك بالضد من الأهداف الإستراتيجية للولايات المتحدة.

الإنسانية: ما هو تأثير عودة طالبان إلى السلطة؟

عبد الله النايبي: لم يعد بإمكان طالبان التصرف كما اعتادوا عليه في السابق. لقد مرت 20 سنة ولا يمكنهم إغلاق أبواب العالم الخارجي أمام أنفسهم والناس.

وللمفارقة ، فإن صعودهم إلى السلطة يمكن أن يؤدي إلى السلام في أفغانستان، والقضاء على الفساد ، وإقامة العدل الذي يثق به الناس ، رغم أنها عدالة إسلامية وفق الشريعة.

لكن يجب ألا نخفي الحقيقة. فلدى الناس في المناطق الريفية أفكار قريبة من طالبان، بما في ذلك النساء. إنهم يشعرون أن لديهم نوعاً من التأمين على الحياة معهم ، ويعتقدون أنهم ينعمون بالأمن في ظل طالبان، ولديهم ما يكفي من الطعام لتربية أطفالهم. آمل وسنعمل على خلق وعي سياسي جديد وإقامة شراكة جديدة. ويجب على الشباب الذين لا يعرفون شيئاً سوى الحكومة التي تحتلها الولايات المتحدة والنساء المتعلمات، أنه يتهين عليهم  النضال. تسلط الطالبان على زمام الأمورسيفتح صفحة جديدة بكل تناقضاتها. ويتيح التحليل الدقيق إمكانية تحديد المسار والهدف، ولكن الخوض في مقاومة مسلحة هو ليس على جدول العمل حالياً.

الإنسانية: كيف سيتصرف حزبكم؟

عبد الله النايبي: من جانبنا، بعد اجتماع اللجنة المركزية لحزب الشعب الجديد، سنقترح عقد مؤتمر تدعى إليه كل القوى اليسارية والتقدمية في أفغانستان داخل وخارج البلاد. نحن نقود النضال من أجل تنظيم الشباب والنساء وكل أولئك الذين يعارضون أيديولوجية طالبان ونظرتهم للعالم، بحيث يمكن طرح منظور مختلف، وهذا يتطلب نضالًا كبيراً.

الإنسانية: ماذا سيكون الموقف الدولي؟

عبد الله النايبي: لا تريد باكستان والصين وروسيا خروج طالبان عن السيطرة. إسلام أباد بحاجة إلى السلام في أفغانستان والسلام الدائم لأسباب اقتصادية. وتسعى الصين إلى إقامة علاقات حسن الجوار مع طالبان للوصول إلى الموارد الطبيعية لأفغانستان. أما بالنسبة لروسيا ، فإن الاستقرار في جمهوريات جنوب وسط آسيا ومنع تسلل المقاتلين الإسلاميين المتطرفين إلى الأراضي الروسية أمر يثير قلقها. يجب على الدول الغربية أن تواصل الضغط على كابول لمنع قيام دكتاتورية تقليدية قديمة في البلاد.

يجب أن يعتمد الاعتراف الدولي على موقف القادة الجدد في كابول على مدى مراعاة حقوق الإنسان وحقوق المرأة في المجتمع الأفغاني ، وأعتقد أن هذه نقطة أساسية. ويجب على أوروبا ، وخاصة فرنسا ، دعم القوى الديمقراطية الأفغانية في نضالها من أجل الديمقراطية والتقدم.

 

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular