الثلاثاء, نوفمبر 26, 2024
Homeمقالاتكامل زومايا : الموصل .... وثائق وشواهد كثيرة ، تؤكد ما حصل للمسيحيين...

كامل زومايا : الموصل …. وثائق وشواهد كثيرة ، تؤكد ما حصل للمسيحيين إبادة جماعية

في التاسع من حزيران 2014 تم احتلال مدينة الموصل ثاني أكبر مدينة في العراق من قبل تنظيم دولة الخلافة الاسلامية ورجال الطريقة النقشبندية التي أسسها عزة الدوري عام 2003 ، وبعد احتلال الموصل بعدة اسابيع تم الانقلاب على النقشبندية من قبلدولة الخلافة الاسلامية ، وقامت الخلافة الاسلامية في تركيز سلطتها في عموم الموصل واقضيتها ، فقد احتلت قضاء سنجار في الثالث من آب 2018 وفي السادس من آب 2018  أحتل معظم سهل نينوى آخر المناطق التاريخية للشعب الأعزل للشعب الكلداني السرياني الآشوري ، وبهذا اصبحت تقريبا جميع البلدات المسيحية للكلدان السريان الآشوريين والأرمن تحت قبضة دولة الخلافة الاسلامية بأستثناء بلدة القوش وضواحيها من السهل الشمالي لنينوى ودير مار متي من السهل الجنوبي لسهل نينوى،حيث تم تخريب وتدمير جميع الاديرة والكنائس والمزارات المسيحية التي يبلغ تعدادها ما يقارب 30 صرحا من كنيسة ودير ومزار ، وقد عمدت قوات الخلافة الاسلامية في استخدام دور العبادة المسيحية في اعمالها الحربية الى جانب انها كانت تستخدمباحات الاديرة والكنائس  كساحات للرمي وتدريب المقاتلين ، كما قامت قوات الخلافة الاسلامية بتسوية كنيسة الطاهرة للسريان الأرثوذكس مع الارض لتصبح مرآب لعجلاتهم في حي الشفاء في الساحل الأيمن من مدينة الموصل ، وهذا الحال ايضا بأمكان المشاهد والمهتم بقضايا حقوق الانسان ان يتلمسه عند زيارته لجميع الاديرة والكنائس التي وقعت تحت احتلال دولة الخلافة الاسلامية وعلى سبيل المثال في بلدات باطنايا وتلكيف وبرطلة وكرمليس وبخديدة / قرة قوش وبعشيقة وبحزاني .

قامت دولة الخلافة الاسلامية بتضييق الخناق والحصار على المسيحيين الذين لم يتمكنوا بالفرار لأسباب كثيرة منها المرض ،سوء التقدير، صعوبة الهرب والخوف ،  في بادئ الأمر من احتلال الموصل في التاسع من حزيران 2014 ، تم وضع اشارة حرف النون على جميع عقارات المسيحيين اعتقادا منهم بأنهم نصارى ولتمييزهم عن المسلمين ، وبعد  الانقلاب على النقشبندية تم قطع  الحصة التموينية وتجويعهم بهدف ان يلاقوا حتفهم ، وكذلك عمدوا الى عدم تزويد المرضى اصحاب الامراض المزمنة كالضغط والسكر والقلب بالادوية واصدار اوامرهم بعدم اعطائهم او بيع لهم تلك الادوية لانهم لا يستحقون ذلك ، وفي جانب آخر قطعوا ضخ المياه الصالحة للشرب من مشروعي نمرود والسلامية اللذان يمدون القرى والبلدات المسيحية والايزيدية ( في سهل نينوى الشمالي والجنوبي)  بمياه الصالحة للاستخدام البشري بهدف قتلهم جميعا وكذلك تدمير المشاريع الزراعية والصناعية جراء ذلك ..

لقد استباحت دولة الخلافة الاسلامية جميع ممتلكات المسيحيين وتم مصادرتها وختمها بأسم ” عقارات الدولة الاسلامية ” ، كما انها قامت بتسليب جميع المسيحيين مقتنياتهم من حلي وذهب وأموال ، بأعتبارها غنائم  الدولة الاسلامية حسب الشريعة ، كما حتى الاوراق الشخصية تم مصادرتها مثل ( هوية الاحوال المدنية ، شهادة الجنسية العراقية ، جواز سفر،….)

اما بالنسبة لدور العبادة للمسيحيين ، فقد تم في بادئ الأمر برفع اشارة الصليب من فوق الكنائس والاديرة ومن ثم تم رفع وتشويه جميع الصلبان اينما كانت في داخل حرم الكنيسة او الدير او المزار وكذلك قاموا بكسر وتشويه اشارة الصليب المتواجدة في باحات الكنائس والأديرة، ولم تسلم ايضا شواهد القبور لرجال الدين المسيحيين الذين تم دفنهم داخل باحات الكنيسة بالرغم من صغر اشارة الصليب على القبر ، الى جانب ذلك قامت دولة الخلافة الاسلامية بنبش القبور والتمثيل بهم ورميهم بالعراء دون احترام للذات البشرية واحترام رفاة المتوفين .

في تشرين الثاني / 2014 اصدرت دولة الخلافة الاسلامية اعلانا في محافظة نينوى لبيع السبايا المسيحيات والايزيديات بسبب انخفاض واردات دولة الخلافة وتم وضع جدولا بأسعار السبايا حسب الاعمار وقد حدد الاعلان بأن حق كل مسلم ان يشترى ثلاثة سبايا كحد اقصى ويستثنى من ذلك الاجانب والاتراك والخليجيين . تشير إحدى الدراسات التي صدرت مؤخرا ( المؤشر العالمي للفتوى ) التابع لدائرة الافتاء المصرية في العاصمة القاهرة الى أن 100% من أحكام الفتاوى التي كانت تصدرها دولة الخلافة الاسلامية بشأن المسيحيين تحرض على العنف بحقهم وقتلهم ، وأشارت الدراسة أن فتاوى دولة الخلافة الاسلامية تركز على المسيحيين وكان من ابرزها فتوى اعتبارهم ليسوا أهل الذمة ، وبالتالي يجب قتالهم وهدم كنائسهم وعدم ترميمها ، وعدم توليهم مناصب داخل الدولة ، وتكفير الحاكم الذي لاينفذ هذه الفتاوى .

في زيارتي الاولى للموصل بعد التحرير وبالرغم تم تحريرها قبل أكثر من سنة ، مازال الكثير الكثير من الادلة الجنائية في مسرح الجريمة تبرهن بأن ما تعرض له المسيحيين يعتبر جريمة إبادة جماعية ، وبسبب عدم الاهتمام بتلك الادلة والدمار الكبير في المدينة يصبح من السهولة العبث بتلك الادلة من اي مجموعة او افراد او من له مصلحة في طمس تلك الادلة ، أو من خلال الاسراع بأعمال الترميم من قبل رجال الكنيسة لدور العبادة التابعة لهم، وهذا خطأ فادح ، مطلوب ان تتجنبه الحكومة المحلية والمركزية والمؤسسات الكنسية لتفويت الفرصة في اندثار او محو تلك الادلة الجرمية ، لهذا يجب توثيق جميع تلك الدلائل الجرمية من خلال خبراء في جمع الادلة للجرائم الدولية وحفطها ، وأن تقوم المؤسسات الكنسية بتجنب الاخطاء التي  قامت بهاالمؤسسات الكنسية في سهل نينوى بعملية الاسراع في رفع الانقاض بغية ترميم  الكنائس وبذلك تزول تلك الادلة التي تدين دولة الخلافة الاسلامية .

يلاحظ عند مرافقة رجال الدين لبعض المسؤولين الحكوميين او ممثلي المنظمات الحقوقية والمانحة ينحصر اطلاعهم لهم  فقط على حجم الدمار والتخريب في البنى التحتية دون الاهتمام في ابراز الادلة الجنائية التي تدين دولة الخلافة الاسلامية بجرمها لمحاولتها لأبادة الجنس البشري للمسيحيين ، وبالرغم ان هذا الدمار يعد من الخسائر الكبيرة لهذه الطائفة او تلك ولكن هذا الدمار لا يساوي شيئا امام الادلة الجرمية الاخرى التي تدل ببدء اوالشروع في المرحلة الاولى من الابادة الجماعية للمسيحيين ،وعلينا ان نفهم ان حجم الخراب الكبير الذي يعتصر قلوبنا الما عليه،  ماهو إلا نتيجة للأعمال الحربية لا غير نرجو الانتباه الى ذلك!!! يعني بالمختصر المفيد سوف لا تُجرم دولة الخلافة الاسلامية بسبب تلك الأعمال التي تدينها بجريمة الإبادة الجماعية، ولكن سنكون من ضمن ضحايا جرائم الحرب، وبهذا سوف يضيع حق الضحية ورد الاعتبار لها في التوصيف القانوني وكذلك انعكاساتها السلبية في مستقبل الاقليات وخاصة المسيحيين والايزيديين في العراق .

الخلاصة

إن تدمير أي مجموعة عرقية حسب تعريف الإبادة الجماعية ضمن القانون الدولي ليس بالضرورة التدمير الفوري للأمة او القومية او المجموعة بعينها جميعا ، الا إن الفعل الجرمي القصدي مع الخطة المنسقة لأفعال تهدف الى تدمير اسس جوهرية في حياة الجماعات القومية بغرض إبادة تلك الجماعات وتشمل الخطة في تحطيم المؤسسات السياسية والاجتماعية والثقافية ، اللغة ، المشاعر القومية ، الدين ، الوجود الاقتصادي للجماعات القومية ،  تدمير الأمن الشخصي ، الحرية ، الصحة ، الكرامة ،وعلينا ان نعلم إن للإبادة مرحلتان وهي :-

المرحلة الاولى تتصف بتدمير المُثل القومية او الدينية للجماعة المضطهَدةَ وهذا الذي حصل بالمسيحيين في العراق وسوريا ايضا

المرحلة الثانية فرض المُثل القومية او الدينية للمضطهِد وقد يقع هذا الفرض على السكان المضطهَدين الذين سمح لهم بالبقاء بعد طرد سكانها واستيطان المنطقة من قبل افراد الجماعة المضطهِدة .

وللحديث بقية ولكن ارجو ملاحظة بعض الصور التي التقطها في الموصل في 3/ تشرين الثاني /  نوفمبر 2018  لبعض الكنائس مع ملاحظة بشكل نقاط وكما يلي :-

  1. يوجد لدينا سبايا وناجيات لطالما تحدثنا ووثقنا ذلك ولكن المؤسسات الكنسية والسياسية لم تأخذ الامر بمحمل الجد الى جانب انها لم تتعامل مع الناجيات والمختطفات والضحايا وذوي الضحايا بروح المسيحية ولا في احتضان الضحايا الذين يحتاجون منا الكثير في دعمهم ورعايتهم وايصال قضيتهم وابراز معاناتهم .
  2. تكسير الصلبان الكبيرة في اعلى الكنائس .
  3. اتزاع وتشويه الصلبان الصغيرة والتي لا تعد اشهار من  داخل الكنائس وباحات الكنيسة.
  4. بطلان زيفهم بان اهل الذمة المسيحيين بامكانهم اعطاء الجزية مقابل بقاءهم احياء وايمانهم ،  بالوقت انهم قاموا بتحويل الكنائس لساحات رمي وتدريب المقاتلين .
  5. تم نبش الرفاة ورفع الصلبان منها انظر لتلك الحفر انها رفات لرجال الدين في كنيسة الارمن والكنائس الاخرى من السريان والكلدان الكاثوليك .
  6. لاحظ تم تغيير الكنائس لدوائر الحسبة لدولة الخلافة الاسلامية
  7. تم تمزيق جميع الكتب الدينية للمسيحيين والمدرسية للتلاميذ .

كامل زومايا

عنكاوا/ 8/ تشرين الثاني /2018

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular