مزق الاوراق التى كانت يكتب عليها للمرة الرابعة ليبدأ من جديد كتابة سيرته الذاتية بأسلوب جديد وكلمات غير كلمات التي كتبها بها في المرات الاربعة الماضية حينما كان ينقل من بين مجموعة من أوراق خاصة بسير ذاتية لشخصيات وسادة أخرين، بعد الانتهاء من الكتابة قرأ المكتوب لعدة مرات صحح تعابير جمل معينة ومسح العديد من الكلمات وأختار غيرها عند أخر الورق والتي ستفي بالغرض حسب قناعته، راجع ثانية المعلومات التي دونها من المربع الذهبي الخاص به في الاستمارة التي أرسلها له عمه (قريب لوالد زوجته) الئي شغل خلال السنين الماضية من حياته مناصب ومسؤوليات رفيعة عدة في مؤسسات ودوائر الدولة وهو الان متقاعد، كان ال(عم) في وقته شخصية متنفذة وصاحب علاقات متشعبة، أرسل مكتوبه (سيرته الذاتية) مرفقا أستمارة المعلومات على عجل عن طريق ألايميل الى الجهة التي أوصى عندها (عم)ه له ليكن بمقدوره أجتياز مراحل الاختبار والتقييم الصعبة كي يتسنى له تسنم المنصب العالي والمرموق والشاغر منذ سنين بأنتظار شخصية مؤهلة كفوءة لنيل مهام هذه المسؤولية المهمة ..
على أية حال، سجل في جداول أستمارة المعلومات المخصصة “أسمه الرباعي، مكان وتاريخ الولادة، ديانته، قوميته، شهادته ومستواه العلمي وغيرها من المعلومات”.
توقف عند فقرة ” أبرز النشاطات..” حيث كانت مقسمة الى عدد من مربعات:
الاولى ” أبرز النشاطات والدورات التي شارك فيها”.
تلتها “مؤهلاته”.
من ثم “أدواره السياسية والتنظيمية أيام النضال السري والحالي كل على حدة”.
لتنتهي عند ” هل خدمة في صفوف البيشمه ركه، عدد سنوات الخدمة، هل سجن أو جرح أثناء تأدية المهام الملقاة على عاتقه أيام المقاومة ..”.
فكر بجدية عن كيفية ملأ هذه المربعات وبمعلومات صحيحة ودقيقة لا يملكها في الحقيقة والواقع، تذكر كلام عمه (أنها مجرد معلومات، نعم روتين أداري لا غير) وأسترد الى أذهانه كل ما نصح به (بضم النون)، بدأ يستعيد ذكرياته وأيام شبابه وكانت البداية حادثة هروبه من الخدمة العسكرية الالزامية لمدة ومن ثم أنضمامه صفوف ألافواج الخفيفة- الجحوش (سرايا أبو فراس الحمداني التابعة للاستخبارات العسكرية) لحين سقوط النظام في نيسان 2003، كتب عن تلك المرحلة وعنون لها ب(مرحلة الحرجة والحساسة جدا من حياتي) ودون فيها (كان يساعد عوائل مقاتلي – البيشمة ركه)، وتناول حادثة سجنه لمدة أسبوع بسبب سرقته لدجاجات الجيران من كوخهم المتاخم لدارهم عند أطراف القرية متلبسا وهو لا يزال طالب في المرحلة المنتهية من الثانوية (أيام الامتحانات الوزارية عام 1984-1985) مسجلا تحت عنوان ” ثلاث سنوات سجن -بالتمام والكمال- قضاها في زنازين ومعتقلات النظام البائد وذلك لمعارضته وأنتقاداته الدائمة لسياساته الشوفينية الهوجاء”.
أما عن موضوع علاقاته المشبوهة والسرية مع أزلام النظام ومع الرفاق عند السيطرات المتاخمة لحدود أقليم كوردستان – العراق وفي نقاط التفتيش عن مواد التهريب حيث كان موقع بلدته قريبا من تلك النقاط حيث يشرف عليها الرفاق من أهل المنطقة في مناطق التماس عند (النوران) و(كيس قلعة) و(جلغان- ضراخانة) و(بيروززاظا) و(ئالمةمان) وعن تقاريره المفصلة عن أحوال الاهالي (المواطنين المدنيين ونشاطات المعارضين هناك) وأيصال المعلومات المؤكدة عن كل صغيرة وكبيرة تحدث في المنطقة وخاصة عن المهربين للبضائع والمحروقات، حيث دون عن الملاحظات التالية عن تلك الحقبة تحت بند ” مرحلة النضال السري والعمل التنظيمي” وأسترسل ” تمكنت خلال تلك الفترة من جمع المعلومات عن العدو وحركاته والتحري عن المعلومات العسكرية التي لا يعلم بها في المنطقة الا القليليين من الافراد المهمين ..” وكان صادقا فيما دونه ولكن عكس الاتجاه 180 درجة.
وبهذا أستطاع (على الاقل عن طريق المكتوب) تصحيح كنيته ومسح الغير مرغوب بها من معلومات وحول شخصه المهزوز والانتهازي بين ليلة وضحاها وبقدرة قادر الى مناضل عتيد وليحصل بعدها على التزكية الحزبية والموافقة من الجهات العليا لينال ويحصل على ما كان يخطط له منذ مدة غير قصيرة.
بقي أن أقول، تولى (حفظه الله ورعاه..) في السنين السبعة عشر الماضية أكثر من دور ومسؤولية في ألاجهزة والمؤسسات الامنية الحساسة تحديدا وذلك لمؤهلاته الخاصة في هذا المجال لينهي مسيرته الحافلة بالانجازات مرشحا للدورة البرلمانية المزمع أجراء أنتخاباتها تشرين الاول هذا العام، بقي أن أقول لوجهاء القوم من الايزيديين تجهيز أنفسهم لتهنئته بفوزه الانتخابات كون الموضوع محسوم مسبقا، كل ما في الامر – مسألة وقت ليس الا وهو عضو في برلمان العراق ..