عندما نقول “سن اليأس”، نفكّر تلقائياً بالنساء، اعتقاداً منا أن هذا الموضوع يخصهن فقط وهو يعني مرحلة انقطاع الطمث لدى المرأة.
ولكن سن اليأس لدى الرجال ليس وهماً، بل حقيقة فعلية. في الواقع، التغيرات الهرمونية تحصل عند الرجال كما عند النساء، ولو بشكلٍ أبطأ وتدريجي عند الرجال.
فما هو سن اليأس لدى الرجال؟
أوضح أخصائي معروف في جراحة الكلى والمسالك البولية، أن سنّ اليأس لدى الرجال مرتبط بهرمون الذكورة “التستوستيرون”، وتحديداً تناقص مستوياته. وقال: “تنخفض مستويات هرمون التستوستيرون لدى الرجال بعد سن الأربعين بنسبة 1 في المئة كل سنة، وهذا لا يعني أنها دائماً تنخفض لتصل الى مستويات أقل من الحد الأدنى”. وتابع قائلاً: “وبالتالي قد تبقى هذه المستويات ضمن النطاق الطبيعي لدى معظم الرجال، لذلك فإن 10 الى 25 في المئة فقط من الرجال سيعانون هذه المشكلة”.
وكشف الدكتور عن الأعراض التي قد تشير الى نقص هرمون التستوستيرون لدى الرجال، وهي: انخفاض الرغبة الجنسية والنشاط الجنسي، تراجع كثافة شعر الجسم، اكتئاب المزاج والقلق، فقدان الطول وهشاشة العظام، الهبات الساخنة، التعرّق. إضافة الى انخفاض الطاقة، ضعف التركيز، انخفاض حجم العضلات، زيادة النعاس وفقر الدم مجهول السبب.
وهنا لا بدّ من الإشارة الى أن تشخيص انخفاض هرمون التستوستيرون لدى الرجال يحصل بعد خضوعهم لاختبار دم. وفي هذا الإطار، أوضح أخصائي جراحة الكلى والمسالك البولية الدكتور شربل دبل للـLBCI أنّ الأطباء لا يفحصون مستويات هرمون التستوستيرون لدى جميع الرجال فوق سن الأربعين، ولكن يخضع فقط الرجال الذين لديهم أحد هذه الأعراض لهذا الاختبار، وقال: “وفي حال كانت المستويات منخفضة نقوم بفحص مستويات الهرمونات الأخرى لمعرفة ما إذا كانت هي السبب وراء انخفاض مستويات التستوستيرون. وفي حال ثبت أن هذا الانخفاض مرتبط بالعمر، فهناك علاجات عدة أبرزها العلاج بحقن التستوستيرون”.
مشدداً على أنّ “الشخص الذي لا يعاني أي عارض لا يخضع للعلاج، حتى ولو تبيّن من اختبار الدم وجود انخفاض في هذه المستويات لديه”.
وفي ختام الحديث، أوضح الدكتور أنّ خضوع الشخص لعلاج حقن الهرمون ينطوي على عددٍ من المخاطر، إذ قد يُسبّب هذا الأمر سرطان البروستات، سرطان الثدي بشكلٍ أقل، أو حتى اضطرابات في جهاز الأوعية الدموية، وهذا الأخير قد يزيد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتة الدماغية.