منفذو تفجير مخيم قاديا لم يتم اعتقالهم بعد، فيما يقول الضابط الذي “استُهدِف” في الانفجار بأن الحادث وقع بسبب “تهاون إدارة وشرطة المخيم”، وفي المقابل نفت الشرطة تلك التهم و من المقرر أن يتم تشديد المراقبة في المخيم بالكاميرات.
وانفجرت ليلة 30 آب، 2021 كمية من مادة الـ”T.N.T” تحت احدى الكرفانات في مخيم قاديا للنازحين بمحافظة دهوك وأفادت مصادر بأن التفجير استهدف ضابطاً رفيع المستوى في قوات الأمن (الآسايش) وأسفر عن إصابته مع أحد أبنائه بجروح، ومصرع اثنين من أحفاده، الى جانب جرح مواطنَين آخرَين.
رغم مرور تسعة ايام على الحادث، إلا أن القوات الأمنية لم تلق القبض على أي متهم لحد الآن.
الرائد حسن حيدر، ضابط قوات أمن غرب دجلة الذي أصيب بجروح في الانفجار قال لـ(كركوك ناو) “ألوم مسؤولي مخيم قاديا وشرطة المخيم، كانوا مقصرين وما كان من المفروض أن يقع هذا الانفجار داخل المخيم، يجب أن يكونوا أكثر يقظة لتلافي تكرار مثل هذه الحوادث مستقبلاً.”
الضابط المستهدف في الانفجار يداوم في دهوك لكن مقر واجبه الرئيسي هو ضمن قوات أمن (آسايش) غرب دجلة التابعة لمجلس أمن اقليم كوردستان في سنجار ومناطق غرب نينوى التي يدار ملفها الأمني منذ عدة سنوات من قبل القوات التابعة للحكومة الاتحادية العراقية.
تعرضت أربع كرفانات تسكن فيها عائلة الضابط وأبنائه لأضرار جسيمة الى جانب بعض الأضرار التي لحقت بالكرفانات المجاورة.
وقال الرائد حسن حيدر، “لدي كرفانة لاستقبال الضيوف يكون في أغلب الأحيان خالياً، استغلوا ذلك و زرعوا كمي من مادة الـ “T.N.T” تحتها و فجروها عن بعد باستخدام سلك، أثناء الانفجار كنت متواجداً داخل تلك الكرفانة.
وأضاف “فجأة سمعت دوياً قوياً و فقدت الوعي،…استعدت وعيي في المستشفى والحمد الله أنا الآن بصحة جيدة وكذلك الأشخاص الخمسة أو الستة الذين اصيبوا بجروح جراء الانفجار.”
القوات الأمنية لم تتهم لحد الآن شخصاً أو جهة معينة بتنفيذ الانفجار.
المتحدث باسم شرطة محافظة دهوك هيمن سليمان قال لـ(كركوك ناو)، “قضايا الانفجارات، الأعمال الارهابية، المواد المخدرة و قضايا أخرى تتعلق بالأمن، لا نستطيع كشف أي معلومات لوسائل الاعلام بشأن تفجير مخيم قاديا، الشرطة متواجدة داخل المخيم لكنها لا تدلي بتصريحات.”
وأوضح قائلاً، “إن كان لذلك الضابط أية شكاوى فستبقى الأمور بيننا فقط.”
لم تتمكن (كركوك ناو) من الحصول على تصريحات من قوات الأمن (الآسايش) حول الحادث.
المتضررون من تفجير مخيم قاديا سجلوا دعاوى دون توجيه تهم الى شخص أو جهة معينة.
وقال الرائد حسن، “سجلت دعوى لكنني لا اعر فمن نفذ تلك العملية، أهي جهة سياسية أم حماعة إرهابية… لم تتضح الأمور بعد و الأجهزة الأمنية تجري متابعات دقيقة.”
المتضررون من التفجير حصلوا على تعويضات مادية من قبل حكومة اقليم كوردستان.
كاروان زكي، مسؤول إعلام مركز التنسيق المشترك للأزمات التابع لوزارة الداخلية في حكومة اقليم كوردستان –والذي يشرف على جميع مخيمات النازحين- قال لـ(كركوك ناو)، “المتضررون حصلوا على تعويضات وتمت معالجة الجرحى بالتنسيق مع دائرة صحة دهوك وهم الآن في صحة جيدة.”
“الأجهزة الأمنية تجري تحقيقاتها، لكن لم تُكشف هوية المنفذ الرئيسي للتفجير، لذا لا نستطيع توجيه اصابع الاتهام لشخص أو جهة معينة”، حسبما قال كاروان زكي.
يقع مخيم قاديا ضمن الحدود الادارية لمحافظة دهوك ويضم أغلبية من النازحين الايزيديين من سنجار ومناطق أخرى من محافظة نينوى.
خليل محمود، قائممقام قضاء سيميل التابع لمحافظة دهوك قال لـ(كركوك ناو)، “مخيم قاديا يقع ضمن حدودنا ولم يحصل أي تقصير أو تهاون من قبل الشرطة أو إدارة المخيم، مع احترامي لما قاله ذلك الضابط.”
وقال خليل بأن لجنة عليا قد تشكلت للتحقيق في الحادث، مضيفاً بأن رئيس حكومة الاقليم أعطى توجيهات لإدارة دهوك لعمل كل ما هو ضروري لحماية المخيم.
“سنقوم في غضون الأيام القليلة القادمة بإحكام محيط المخيم عن طريق نصب أسيجة و كاميرات مراقبة، .. لكي يكون المخيم تحت السيطرة بصورة افضل”، وفقاً لما قاله خليل محمود.
يتواجد أكثر من 664 ألف نازح في اقليم كوردستان، يشكل الايزيديون نسبة 30 بالمائة منهم، وأكثر من نصفهم ينحدرون من محافظة نينوى، بالتحديد من سنجار، متوزعين على 26 مخيماً للنازحين، وذلك حسب احصائيات مركز التنسيق المشترك للأزمات التابع لوزارة الداخلية في حكومة اقليم كوردستان.