أفرزت الانتخابات النصفية الأمريكية وجوها سياسية جديدة كانت مفاجأة هذه المحطة السياسية، أبرزها الديمقراطية إلهان عمر التي انتخبت عن ولاية مينيسوتا، وهي لاجئة سابقة وصلت إلى الولايات المتحدة الأمريكية في الثامنة من العمر.
اكتشف العالم إثر الانتخابات النصفية الأمريكية وجها سياسيا لشابة من أصل صومالي، وصلت إلى الولايات المتحدة في عمر الثماني السنوات كلاجئة بصحبة أسرتها التي فرت من الحرب الأهلية في بلادها. ويتعلق الأمر بإلهان عمر، 36 عاما، التي انتخبت للكونغرس في هذا الاقتراع عن ولاية مينيسوتا.
وهي المرة الأولى التي يتم فيها انتخاب امرأة محجبة، كانت لاجئة، في الكونغرس الأمريكي. لتعزز بذلك صفوف الديمقراطيين في هذا المجلس، القوة السياسية المعارضة للرئيس الحالي دونالد ترامب. وتعتبر عمر من أشرس المعارضين لسياسة الهجرة المتشددة التي يعتمدها سيد البيت الأبيض.
وقالت إلهان عمر في تعليق لها معتزة بإنجازها “أول لاجئة يتم انتخابها في الكونغرس، وواحدة من بين أولى النساء المسلمات التي يتم انتخابهن في الكونغرس، نحن نعمل من أجل حماية عائلات المهاجرين وجيرانهم وأطفالهم، ومن أجل الدفاع عن كوكبنا والدفاع عن الأقليات”.
سياسية من “الجناح اليساري” للديمقراطيين
وإلهان عمر حاصلة على دبلوم في العلوم السياسية، وعملت عند تخرجها مديرة للحملة الانتخابية لأحد القياديين الديمقراطيين في ولاية مينيسوتا، قبل أن تترشح بدورها للانتخابات في هذه الولاية وتفوز بمقعد في برلمان الولاية في 2016. وكانت بدايتها في العمل الحقوقي، حيث برز اسمها ضمن منظمة “الدفاع عن الحقوق المدنية”، وهي إحدى المنظمات الحقوقية المعروفة محليا.
وركزت وسائل الإعلام الدولية في الحديث عنها على هويتها الدينية كأول مسلمة تنتخب في الكونغرس الأمريكي، إلا أنها لم تتوقف كثيرا عند معاركها النضالية التي خاضتها في مسارها الحقوقي والسياسي حتى الآن، حيث تدافع عن التعليم المجاني وإصلاح المنظومة القضائية والحق في السكن للجميع.
وطبيعة أفكارها التي تطرح الكثير من القضايا المجتمعية للنقاش السياسي، قادت المراقبين في بلادها لتصنيفها ضمن الجناح اليساري لحزب الديمقراطيين، وهي أفكار تعني لها الشيء الكثير كلاجئة سابقة. وتقول إلهان: “عندما يسألني الناس عن أكبر منافس لي، لا أذكر أسماء، بل أقول لهم إنها الإسلاموفوبيا والعنصرية وكراهية الأجانب وكره النساء، لا يمكننا السماح لحاملي هذه الأفكار بالفوز”.
“مغرمة بالسياسة”
طريق الفوز بمقعد في الكونغرس الأمريكي لم يكن سهلا بالنسبة لها. وواجهت عبر مسارها السياسي الكثير من الهجمات. لكن ذلك زاد من تمسكها بصواب اختيارها ممارسة السياسة والدفاع عن أفكارها بدون هوادة. وتوضح ذلك في تصريح لها نشرته مجلة “إيل” في أيلول/سبتمر، قالت فيه “أنا مسلمة وسوداء، أغرمت ببساطة بالسياسة وما يمكن أن تنجزه”.
وتنتظر البرلمانية الجديدة في الكونغرس الأمريكي مهمة سياسية في غاية الصعوبة إلى جانب الديمقراطيين، لاسيما في ظل الأجواء التي أصبحت تخيم على الوضع السياسي العام في أمريكا مع وصول دونالد ترامب إلى الرئاسة، والذي سبق له أن وجه اتهامات للجالية الصومالية في ولاية مينيسوتا، بأنها “تنشر أفكار متطرفة”.
وتبدو هذه السياسية الشابة كخزان من الطموح في تغيير بلادها نحو ما يناسب أفكارها السياسية، التي ظلت تذود عنها لعدة سنوات. وقالت بهذا الخصوص إن ممارستها العمل السياسي كانت بهدف أن “تظهر ما يجب أن تكون عليه الأنظمة الديموقراطية التمثيلية فعلا