في ضوء تصاعد المواقف الدولية المتشددة من المواقف السلبية التي صدرت عن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية بخصوص دوره في المحادثات الجارية بشأن برنامجه النووي ولاسيما بعد صدور التقرير الاخير للوکالة الدولية للطاقة الذرية والذي أکد على إن طهران تسير في إتجاه معکاس لمايريدە منها المجتمع الدولي، أي إنه أکد على صدق المخاوف الدولية ومع اقتراب موعد اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فإن المخاوف تزداد بصورة ملفتة للنظر في الاوساط الحاکمة في طهران خصوصا من تبلور إجماع دولي صار حتى حليفهم الروسي يميل إليه ولاسيما بعد الانتقادات التي تجلت في التصريح الذي أدلى به نائب وزير الخارجية الروسي، ريابکوف والذي قال فيه محذرا طهران وداعيا إياها الى: “إظهار فهم جيد لاستئناف التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية”.
النظام الايراني وطوال 6 جولات من محادثات فيينا ومنذ أن تم تنصيب إبراهيم رئيسي کرئيس للجمهورية، فإنه يواصل نوعا من اللعب مع المجتمع الدولي يتميز بالمحافظة على الخيط الرفيع للمحادثات من دون قطعه من دون أن يقدم أي تنازل يٶکد مصداقيته بشأن المحادثات وحسن نيته، بل إنه يواصل المطالبة بحقوقه من دون أن يٶدي ماعليه من مهمام وحقوق، وهذا ماقد أثار على الدوام قلقا وتوجسا صار يزداد يوما بعد يوم وبشکل خاص بعد أن باتت المعلومات الواردة ومن مصادر مختلفة تٶکد على مواصلة النظام الايراني لمساعيه السرية المحمومة من أجل إنتاج القنبلة النووية، ولايبدو إن المجتمع الدولي صار مستعدا للإستماع الى المزيد من التصريحات الشاکية والباکية الواردة من طهران والتي ترکز على رفع العقوبات الدولية أولا وتأکيد مبهم وغير باعث على التصديق بشأن عدم نية النظام على القيام بأية مساع سرية، بل يبدو إن هناك في الافق مايدل على تبلور نمط جديد من التعامل مع النظام الايراني يعتمد على سياسة حازمة ورادعة ولاتسمح له بالمزيد من التلاعب والمناورة والقفز على الحقائق.
النقطة المهمة جدا والتي يجب الانتباه إليها مليا، هي إن النظام الايراني يدرك جيدا بأن المجتمع الدولي جاد تماما في عدم السماح له بإمتلاك الاسلحة النووية وعزمه القاطع على وضع حد لبرنامجه النووي، وهو أمر لايبدو إن النظام الايراني يرغب به ويريده وهذا هو سبب مماطلاته وتسويفه وتهربه من الحقائق وسعيه من أجل مشاغلة مفاوضيه بأمور وقضايا فرعية وترك المسألة والقضية الجوهرية وهي التأکيد على سلمية برنامجه النووي ووضع حد نهائي لجانبه العسکري، ولکن هل يمکن للنظام الايراني أن يواصل مسعاه هذا على الرغم من المجتمع الدولي؟ هذا ماسنجد جوابه عما قريب.