مازلت التشكيلة الوزارية ناقصة العدد والعدة , وتتراوح في مكانها بين الشد والجذب والتلويح بالفيتو . رغم ان السيد عبدالمهدي بدأ بالطموح في السقف العالي في اختياركابينة الحكومة , في اطلاق حريته في الاختيار , دون تدخل من الاحزاب الطائفية المتنفذة , الطامعة بالكرسي والنفوذ والمال الحرام . فقد بدأ حملته في اختيار تشكيل حقائب وزارته , عبر البوابة الالكترونية , في الترشيح عبر وسائل التواصل الاجتماعي الانترنت , في اختيار شخصيات مستقلة , خارج بيوت الاحزاب الطائفية . ولكنه تلقى ضغوط هائلة اجبرته ان يترك هذا الاختيار ويتنازل عنه , وأن يعود الى الاختيار عبر كابينة الاحزاب الطائفية المتنفذة , ثم تطور الحال الى فرض شخصيات واسماء معينة عليه في التشكيلة الوزارية , بذلك انحدرت اختياراته الى الاسفل , الى الاختيار من الاسطبل المحاصصة الطائفية , بأن يفرضوا عليه , الوزير الفاسد والمجرم والارهابي والميليشياوي , وبعضهم يحملون تاريخ أسود من الاجرام وسفك الدماء الابرياء , ورغم ذلك , لم يفلح بالقبول والتسوية والترضية , وانما ادخلوه في مأزق عميق وعويص وصعب للغاية . وهذا يدل بالبرهان الدامغ , بأن الاحزاب الطائفية , لم ولن تتخلى عن حكم المحاصصة الطائفية , قيد أنملة , حتى لو احترق العراق من شماله الى جنوبه , وحتى لو ماتت الملايين بالسموم , مثل الاسماك والحيوانات . ولا يمكن ان يتنازلوا عن حكم الفساد والفاسدين , وحتى لن يوافقوا ان يخدش جدار المحاصصة المتين , لو بشيء بسيط جداً , وهذا يدل اسطع دلالة , بأن نظام المحاصصة الطائفية , تعمق في الاعماق والجذور , واصبح قدر العراق لا مناص منه , ولا يمكن ان يزول , يعني زوال الاحزاب الطائفية المتنفذة , حتى لو ذرفوا دموع التماسيح على الهوية العراقية , والمصالح الوطنية الضائعة , التي هم مزقوها وطمروها في التراب , ولا يمكن التفريط في مصالحهم في الكراسي والنفوذ والمال الحرام , بعدما اصبحت الحقائب الوزارية , تدر عليهم السمن والعسل والدولار , الذي اعمى بصرهم وبصيرتهم . وداسوا على الاصلاح والبناء والخدمات للمواطن والوطن , رغم بهرجة نفاقهم الاعلامي الزائف بالتهريج الغبي والساذج , بأنهم يقفون مع جبهة الشعب وفي خدمته , وهم فقدوا ثقة الشعب بهم , والمقاطعة الانتخابات الاخيرة , خير دليل بأنهم يمثلون إلا أقل من 20 % من السكان , الذين شاركوا في الانتخابات المهزلة والمزيفة بالاحتيال , فقد ذاق الشعب منهم الاهوال والويلات وضاق ذرعاً بهم , وتجلت حقيقتهم , بأنهم عصابات سرقة وقطاع طرق وقرصنة والاختطاف , وليس رجال دولة أبداً .
ان غياب الافق في معالجة ازمات الشعب ومشاكله , حقيقة لا يمكن اغفالها , ووصلت الى ويلات الجحيم . لا كهرباء . مياه ملوثة ومسمومة , ووصلت جرائمهم الى نفوق الاسماك والحيوانات , وصلت الحالة المأساوية الى حد الانفجار , ورغم الحالة المزرية التي يمر بها العراق , عيونهم مازالت مفتوحة على مغارة افتح ياسمسم . ولا يمكن ان ينجح السيد عادل عبدالمهدي في مهمته , رغم انه لايختلف عن طينتهم , ومن مستنقع نظام المحاصصة الطائفية المقيت , ولا أحد يعتقد بأنه في مساعيه المبذولة في اتمام حقائب الوزارية الناقصة , بأنه يسعى الى تحقيق بعض الصفات البسيطة من ( المدينة الفاضلة ) , وهذا وهم الخيال السيريالي الغرائبي , وكل المساعي والشد والجذب وتلويح بالعصا والفيتو , هي في الحقيقة البحث , عن شكل من اشكال المدينة الديستوبية ( المدينة الفاسدة ) لترضية بالموافقة والقبول والتسوية , من الاحزاب الطائفية المتنفذة . لذلك وجدت ضالتها , في شخصية السيد عادل عبدالمهدي , عجينة طيعة ومطاوعة ( بالسمع والطاعة ) شخصية لينة , لكي يكونوا هم الكبار اللاعبين في الساحة السياسية العراقية , وما السيد رئيس الوزراء إلا لعبة ودمية بينهم , وينطبق عليه المثال الشعبي ( أسمه بالحصاد ومنجله مكسور ) , ودوامة الفوضى تتعمق وتتصاعد في العراق , في هذه الظروف الصعبة للغاية , ضمن الازمات الداخلية والخارجية . ولكن هل يرفض السيد عادل عبدالمهدي , ان يكون بيدق شطرنج بيد الاحزاب الطائفية , ويقدم استقالته , حتى تكون الازمة والازمات في ملعب الاحزاب الطائفية المتنفذة , التي هي تتحمل كامل المسؤولية , عندها يحدث انفجار شعبي عارم ضدهم , ان كل الافاق سوداء ومخيبة للآمال …………….. والله يستر العراق من الجايات !!