هذا هو سرّ الجزء المجوف بين شفتك وأنفك؟
يتكون جسم الإنسان من عدد كبير من الأعضاء يؤدي كل واحد منها وظائف محددة بدقة متناهية. وإذا كان معظم هذه الأعضاء، وكذا الوظائف التي تقوم بها معروفة، فإن الغموض ما زال يكتنف بعضها، مثل هذا الشكل الأخدودي الواقع أسفل الأنف وفوق الشفة العليا مباشرة هو الجزء المجوف الانف والشفة.
سرّ الجزء المجوف بين شفتك وأنفك
وإذا كان بعض العلماء يقولون إن هذا الجزء، من الناحية العملية، لا يمثل أي أهمية، فإنه يكشف الطريقة التي تشكلت بها وجوهنا داخل الرحم، حيث يتغير شكل الجنين بعد شهرين أو ثلاثة من تكونه. فبعد تكوّن الفم وفتحة الأنف يمهدان الطريق لتكوّن الأنف والشفتين. وتبدأ النثرة في الظهور بعد أن يظهر مكان الأنف والأذن في الوجه. وأحياناً قد لا يتناسق مكان الأنف مع الشفتين، ما تنجم عنه شفتان مشقوقتان.
تسمى هذه المنطقة “النثرة” (Philtrum) وهي في علم التشريح الفرجة ما بين الشاربين حيال وترة الأنف. وأكد بعض الباحثين المتخصصين أن لهذا التجويف أهميةً كبيرة، إذ لولاه لما استطعنا أن ننطق معظم الحروف، فهو يساعد في تحريك الشفتين بصورة معينة تسمح لنا بنطق الأحرف بطريقة صحيحة، كما يساعد في تشكيل قوة حاسة الشمّ.
وقد أعطت بعض الحضارات القديمة لهذا التجويف تفسيرات دينية، إذ ذهبت إلى أن “ملاكا وضع إصعبه على شفتَي الطفل قبل ولادته لإسكاته وجعله ينسي كل ما يعرف عن الجنة”. وفى العصور الإغريقية القديمة كانوا يظنون أن الـ”Philtrum” يرتبط بالحب، لأنه يقترب كتابةً من الـ”Philtron”، التى كانت تعني حينذاك “القبلة” أو “سحر الحب”.
وبالعودة إلى وقتنا الراهن، أشار متخصصون إلى أن لهذا الشكل أهمية كبيرة، فبدونه لن نستطيع أن ننطق معظم الحروف، فهو يساعد في تحريك الشفتين بطريقة معينة وتجعلها تنطق الحروف نطقا صحيحاً.
يشار في الأخير إلى أن “النثرة” ليست موجودة في جسم الإنسان فقط، بل إنها شائعة لدى معظم الثدييات وتمثل أهمية لدى كثير منها، بمثل دورها بالنسبة للإنسان، إذ لها دور كبير في زيادة حاسة الشم لدى الكلاب والقطط، على سبيل المثال.