-على مر العصور والمثقف الذي يعمل على توعية وتطوير المجتمع نحو مستقبل افضل ويتحمل لأجل ذلك الكثير من الأضطهاد والعنف وحتى القتل على يد من يريد بقاء التخلف لأجل بقاء مصالحه . هذا الصراع دفع ثمنه الكثير من التنويريين سابقأ ولاحقأ مثل ابن رشد وكريم مروه وطاهر ابو زيد والوردي …..الخ .من حارب هؤلاء المتنورين هم اصحاب السلطة سواء الحاكمة أو السلطة الدينية التي تريد بقاء التخلف لأجل التحكم بعقول الناس وضمان أستمرار مصالحها .
-عملية التنوير هذه لم تقتصر على افراد فقط بل قامت وتقوم بها منظمات وأحزاب لأجل بناء مجتمعات متحضرة بعيدأ عن اللعب بمشاعرها الدينية لأجل تكريس التخلف .
من أكبر الأسلحة اتي تلعب بها هذه السلطات الدينية ومن خلفها أحزاب ومنظمات وافراد يساهمون ببقاء هذا التخلف بل وحتى زيادة نسبته اكثر واكثر من السابق هو اللعب على الموروث الديني والطائفي الذي كتب وصيغ بطريقة تناسب تكريس هذا التخلف.
-لا غرابة بكل ما ذكرت أعلاه وهو واضح للجميع ،ولكن أن يتصدى مثقف وسياسي واعلامي يساري (وزير سابق للأعلام) ويكتب بصفته الحزبية موضوعأ يساهم في تكريس هذا الخطاب الذي يساهم في تكريس تجهيل المجتمع عبر تظخيم أحداث حتى وأن كانت ذات شعور حساس لدى طائفة معينة،بل وحتى تهويل الحدث واعطاء صبغة العالمية بتاثيره على مجمل البشرية ( مأثرة الامام الحسين، لم تكن شأنا كربلائيا محليا محدودا، ولا عربيا ـ اسلاميا مجردا، انها امثولة انسانية، ذات بعد عالمي، وعلى امتداد العالم وعبر الأجيال) فهذا حقأ يدعو للأستغراب والتوقف.
-من اين أتت للكاتب هذه الحقائق عن هذا التأثير العالمي والأنساني لهذا الحدث؟
-قبل أن تستلم أحزاب الأسلام السياسي مقاليد السلطة هل سمح هذا الكاتب لنفسه ان يكتب موضوعأ بهكذا صيغة؟
-طيلة عمره الحزب الذي هو نائب سكرتيره طيلة عمره قدم الكثير من الشهداء دفاعأ عن قيم التحضر والوعي والثقافة حتى أصبحت هي سمة لأعضاء الحزب في أوساط الناس (حزب المثقفين والواعين).ما الذي حدى بهذا المسؤول أن يكتب هذا النص بهكذا طريقة التي لم يكتب مثلها من قبل اي رفيق أخر سواء كان من قواعد الحزب أو قيادته لابل حتى قادته الذين ينحدرون من كربلاء والنجف ورغم كل خلفيتهم الأجتماعية الدينية لم نسمع بواحد منهم كتب بنفس الصيغة.
*هل يتعلق الموضوع بقضية الأنتخابات والتي قاطعها الحزب وبالتالي هنالك توجس من عدم رضى الأطراف الأسلامية من موقف الحزب والخشية من ردود أفعالهم بعد الأنتخابات و لهذا كان هذا الموضوع كعربون لحسن نوايا الحزب من هذه الأحزاب الدينية لما بعد الأنتخابات ؟
*قد يقرأ البعض الموضوع من زاوية أخرى وهي أن الكتابة كانت نوعأ من التحريض على قوى الفساد التي تتحكم بالسلطة من خلال اللعب بنفس الورقة التي يلعبون بها بمشاعر الناس وهي أستغلال الأحداث الدينية والطائفية لأغراضهم السياسية. لكن ألم يكن الأجدر عدم المساهمة بتضخيم هذا الحدث وتهويلة وجعل الكاتب نفسه بنفس مستوى خطاب المعممين ؟ ألم يكن بخطابه هذا معمم أكثر من المعممين؟
*هنالك اشكال عدة لتحريض الناس ضد الفاسدين وحتى استخدام مشاعرهم الطائفية بهذا التحريض ولكن دون المساهمة بتعميق الجهل والتخلف لأحداث كلنا نعلم بأن الكثير منها هو مزور وجرت صياغته لأجل التخندق الطائفي ولمصالح القوى والأفراد المسيطرين على هذه الطوائف.
*ان دور المثقف هو دحض الأباطيل وتعريتها وكذلك وضع الحقائق بصيغتها المعقولة دون تضخيم وتهويل لأجل ان تفكر الناس بكل أفعالها من خلال عقولها وليس عواطفها .
*ما يثير الأستغراب هو أن يكون هكذا موضوع من شخص يراد منه ومن يمثلهم(كتب المقالة بأسمه الحزبي )أن يكونوا دعاة للتوعية والنتوير والنضال ليس بالساحات فقط وانما بكل وسيلة وطريقة تساهم بزيادة وعي الناس لأجل الخلاص من هكذا زمر باغية تتلاعب بمشاعر المواطنين سواء عن طريق الطائفة والدين او غيرها من الوسائل .
*أن أكثر العوامل التي ساهمت وتساهم في بقاء هذه السلطة الفاسدة بالحكم لسنوات طويلة رغم كشف فسادها وسرقاتها للمال العام هو قلة الوعي لدى الناس والذي يقف حائلأ دون أن تلعب القوى المتنورة وأحزابها وجمعياتها الدور المؤثر والحاسم في أبعاد هؤلاء عن السلطة فهل يا ترى كان المقال يصب في خانة التنوير والتوعية أم في زيادة التخندق الطائفي ؟.
تبقى كلمة لابد منها للحزب الذي يمثله هذا الكاتب :
هل ضعت أم ضيعوك ؟
مازن الحسوني 2021-9-23