1
وما الحل …؟!
بعد الفرمان الاخير لابناء الديانة الايزيدية في شنكال (حملة ابادة الايزيديين الثالث مم أب ٢٠١٤) سنة ونيف على أيدي مجرمي العصر عصابات داعش الارهابيين أصحاب النهج القذر والفكر العفن اللعنة على من والاهم (موالاة) ومن مولهم (تمويل) واثناء مشاركتي في كونفرانس خاص حول التراث العراقي واصالة مكوناته (اقلياته) ممثلا عن مكتب شؤون الايزيدية والذي نظمته وزارة الثقافة العراقية في اربيل برعاية مكتب يونسكو في العراق وبحضور نخبة من الشخصيات الثقافية واصحاب الشاْن من الممثلين عن منظمات المجتمع المدني لغالبية اطياف الشعب العراقي المكون اصلا من فسيفساء متنوع الاشكال والالوان، ورد مسامعي خلال مناقشات اغلب المتحدثين الجملة المبهمة (البحث الحل…؟!).
في الحقيقة ان ما لمسته مما قدم من الافكار وعن قرب وما احسست به من صدى وتفاعل في مهمة البحث عن الحلول للحالة التي يرثى لها من الوضع الحياتي الصعب لعموم الشعب العراقي ولابناء اقلياته على وجه الخصوص من المحافظة على الاستقرار الامني والقضاء على التهديد الدائم لاعمال ونشاطات عصابات داعش الاجرامية كمهمة انية ملحة الى مسالة تقديم الخدمات وبناء واعمار ماتم تدمره من العمران الحضاري والبنية التحتية للوطن ومعالجة الاثار المدمرة لظاهرة الهجرة الجماعية المنظمة لطاقات والامكانيات العراقية الهائلة والتي لا تقدر بثمن لاحقا ومن ثم طرح مسالة جدا مهم وتستدعي الوقوف عندها فموضوع التسهيلات التي تقدم للمواطن للقيام بالهجرة لابد تداوله ومناقشته كي يتم رفع الستار عما يحاك من دسائس ومخططات عدائية لجهات (خارجية – اقليمية) وبمساعدة اخرى (داخلية) لتسريع عملية تفريغ مناطق الاقليات الدينية (الايزيدية والمسيحية تحديدا) من المواطنين الاصليين امام عيون العالم اجمع دون ان يحرك احدا ساكنا …؟!
هنا اؤكد ان الجميع (افرادا كانوا ام جماعات) يتحمل قدرا” من المسؤولية ويملك جزءا” من الحل، اذن ليبدا كل واحد منا من نفسه اولا قبل القيام باتهام الاخر وعرض الحالات الماساوية والانتقاد المجرد ليتحول لاحقا الى مرحلة الاستسلام للمصير المجهول الذي ينتظره، فالمهمة تقع على عاتقنا جميعا دون استثناء لكون مسالة البحث عن الحلول تهمنا جميعا ايضا ..
يؤسفني ان ادون الاسطر هذه حيث ان اشد ما يؤلمني هذه الايام الاحساس ببوادر لحالات من (فقدان الامل) لكثير من الشباب الايزيدي والمثقفين والذين يعدون انفسهم في خانة القادة والصف الاول من المسؤولين عن الشان الايزيدي في العراق على وجه الخصوص، ما يهمني اكثر في الامر تغيير قناعات ذلك الابطال من الاوفياء لبني جلدتهم وتبدل في مواقف ذلك المضحين من الشباب الذين كانوا الى الامس القريب اشد المتحمسين الى مواجهة المخططات العدائية المبرمجة والمتبعة في مناطقنا (الايزيدية) بارادة فولاذية والتصدي للسياسات المغرضة المنتهجة ضد ابناء ديانتنا بكل بسالة دفاعا للعقيدة والانتماء والتضحية بكل غال ونفيس في سبيلهم، اكرر واقول ان خشيتي من قادم الايام والمستقبل الذي ينتظرنا كنسيج اجتماعي ايزيدي له خصوصية تزداد واذ نتلمس التلاشي في الهمم مستمرا وكان الهجرة اصبحت مصيرا لا مفر منه ..؟!.
2
قبل ايام راجعت محكمة شيخان لزيارة صديق (محامي ايزيدي) يعمل موظفا هناك لامر يخص بعائلة ايزيدية تم الحجز على مجموعة من المقتنيات والرموز الدينية خاصة بالايزيدية عامة والعائدة لعائلتهم التي تعود لطبقة الشيوخ خاصة في مطار السليمانية الدولي، حيث طالبنا ادارة المطار برفع الحجز بعد ان وضحنا لهم حقيقة الحالة بكتاب تاييد من مكتب المرجع الديني الايزيدي الاعلى (باباشيخ)، حيث راودت ادارة المطار والموظفين فيها الشكوك ان يكون في الامر عملية تهريب لاثار ايزيدية قديمة ونقل المقتنيات المقدسة من الرموز الدينية القيمة الخاصة بهم بحجة السفر.
ما يهمني اكثر من ذكر هذه المعلومة والاشارة اليها، ما دار بيني وبين السيد المحامي الشاب من نقاش حول الراهن من الوضع الايزيدي، لقد استوقفني حديثه واسلوب سرده لما جرى ويجري على الايزيديين من ماسي وويلات بكل حسرة وشجون :
” يا صديقي العزيز .. ازيدك علما ان الكثير من الدور في محلتنا اصبحت على وشك التفريغ الكامل حاليا، هل بقي معنى لوجودنا هنا بدون اهلنا وابناء جلدتنا..؟!
ما العمل …؟! لم يبقى من عائلتي واقاربي هنا غيري واطفالي، لابد من الهجرة و الالتحاق بهم ..؟!.
لا اخفي عليكم الامر .. لقد تالمت كثيرا لسماع هذه الكلمات المؤثرة في وجدان كل ايزيدي شريف، لابد من الاعتراف وتدوين هذه الحقائق المرة التي نعيشها لحظة بلحظة لتكن شهادات حية للاجيال القادمة عن واقعنا المؤلم والانسانية في الفيتها الثالثة ..!!.
اخيرا لم يبق لي شيئا اخر اضيفه لشؤوني وشجوني كفرد ايزيدي مغلوب على امره هذه المرة غير التساؤول البريْ :
” ا ليس الوقت مبكرا الان لرفع رايات الاستسلام ..؟!”.
قدمت هذه المذكرة أثناء أنعقاد المؤتمر بخصوص اختيار معبد لالش المقدس كأحد الاماكن المقدسة في العالم ودرجها من قبل منظمة يونسكو التابع للامم المتحدة.
حرامات تفكر بالهجرة شيخ عزيز ,احنا راح نرجع وبعدك تفكر , الي باقي بانتظار فرصة او عنده تصفية حساب مالي او مصلحة معينة , ازيدك علما , المجتمع هنا اصبح مثل المجتمع عندكم , جايخانات و قمار و تعازي و اعراس و جمع مال و نفاق من الصباح للمساء.