يجب على القادة والمسٶولين في نظام الجمهورية الاسلاميـة الايرانية أن يشعروا بالکثير من مشاعر الاحباط المفعمة بالخجل وهم يجدون أنفسهم ليس في حالة حرج بل وحتى في حالة خوف من السفر الى بلدان في العالم توجسا من إعتقالهم على خلفية ماقد إرتکبوه في ماضيهم جرائم وإنتهاکات يحاسب عليها القانون الدولي، خصوصا بعدما تيقن هذا النظام من جدية الموقف الدولي بهذا الصدد ولاسيما بعد أن لاذ محمود شهرودي الرئيس الاسبق للسلطة القضائية بالفرار من ألمانيا خوفا من إعتقاله وکذلك بعد إعتقال حميد نوري، المسٶول السابق في النظام في السويد على خلفية دوره في مجزرة عام 1988، ومحاکمته بسبب من ذلك.
ابراهيم رئيسي، يبدو إنه لايريد أن يسير في نفس الطريق الذي سار فيه حميد نوري ولايريد أن يصبح فريسة سهلة أمام القانون الدولي ولذلك فإنه فضل عدم الذهاب الى نيويورك لإلقاء کلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة وقام بدلا من ذلك بإلقاء کلمته عبر الانترنت وإنه ولئن برر عدم ذهابه بوباء کورونا لکن العالم کله وفي المقدمة الشعب الايراني يعلمون بأن رئيسي قد تخوف من الذهاب الى هناك لکي لايقع في شباك القانون الدولي کما وقع من قبله حميد نوري، وإن کل تبرير بخلاف هذه الحقيقة تبعث على السخرية والاستهزاء وليس أي شئ آخر.
مايعاني منه القادة والمسٶولون في النظام الايراني من جراء تخوفهم من السفر للخارج ولاسيما المتورطون منهم في جرائم ومجازر وإنتهاکات بحق الشعب الايراني يحاسب عليها القانون الدولي، هو نتيجة وحاصل تحصيل النضال المستمر لمنظمة مجاهدي خلق بهذا الصدد والدور الذي قاموا به من حيث کشف وفضح الماضي المشبوه لقادة ومسٶولين في النظام الايراني، والذي يلفت النظر ويعتبر بمثابة مفارقة غير عادية وبمثابة صفعة قوية بوجه النظام إن الاخير کان قد ضيق الخناق على منظمة مجاهدي خلق طوال 15 عاما بفعل صفقات وإتفاقيات مشبوهة وظالمة وغير قانونية من أساسها خصوصا عندما تم إدراج المنظمة في القائمة السوداء، لکن وکما يبدو فإن السحر قد إنقلب على الساحر وإن الکيد قد إرتد الى نحره بعد أن تمکنت المنظمة وبعد معرکة قضائية أمام المحاکم الاوربية والامريکية من الخروج من القائمة السوداء ونجاحها في إثبات إن النظام الايراني هو بٶرة التطرف والارهاب وهو من يجب وضعه في القائمة السوداء ومن دون شك فإنها قد حققت نتائج باهرة من خلال إدراج العديد من مٶسسات وقادة ومسٶولي النظام ضمن القائمة السوداء، والذي يعزز موقف المنظمة ويمنحها المزيد من القوة والاعتبار إنها تستند على المصداقية الکاملة بعکس ماکان النظام قد بنى مواقفه عليها ضد المنظمة حيث کان يستند على الکذب والخداع والتمويه، واليوم عندما يحذر ويتخوف رئيسي من الذهاب لنيويورك فإن سبب ذلك لأنه يعلم بأنه مطارد بموجب القانون الدولي کسفاح قاتل ويجب محاسبته کما جرى مع مجرمين آخرين من نفس الشاکلة ويقبعون الان خلف قضبان العدالة الدولية.