بقلم د. عسكر بويك *
ترجمة من الكورمانجية أومر رشيد
من احداث مذبحة عام 2014 التي حلت بالايزيديين ظهرت مواقف عدة تستدعي الوقوف عندها ( في داخل الوطن وفي الخارج ايضا) كشروط للحفاظ على الايزدياتي ، مهما تكن تبعاتها قاسية ، يجب أن تكون برنامجا للحياة اليومية .
يجب ان يكون هناك مجلس ديني – مجتمعي – متعلم يتمتع بقوته وينتخب من قبل فئات المجتمع المتعددة وان يحصل على ثقة الاكادميين وكافة شرائح المجتمع كي يستطيع أن يفرض آرائه على الجميع وبكل ثقة في داخل الوطن وخارجه . مجلس يستمد قوته من الشعب وينال مصداقيته وشرعيته من مواطنيه ، مجلس يستطيع أن يكون الممثل الشرعي وصوت الشعب الحقيقي ويعمل من أجل ايصال القضية الايزيدية إلى رؤساء العالم . والجانب الآخر المتمثل بالهجرة والتي تعد ايضا من احدى القضايا الحالية المهمة جدا . على المثقفين ورجال الدين والشخصيات الاجتماعية المؤثرة توعية الايزيديين بعدم ترك أراضي الآباء والأجداد وعدم بيعها فهي ميراثهم التي ورثوها من آبائهم واجدادهم أصحاب الأرض الاصلاء . فعلى اللاجئين التفكير كثيرا حول هذه القضية والرجوع أيضا إلى اراضيهم ومعهم أيضا جميع الايزيديين في العالم ان يقصدوا لالش النوراني وشيخان وشنگال وعليهم زيارة مقدساتهم وبرفقة اطفالهم ولو لمرة واحدة في السنة لتقوية شعور انتمائهم بارضهم وتمسكهم بعقيدتهم، وعلى ايزيدية المهجر ان لا يكونوا مرة أخرى هدفا للباطل وللحقد الديني والسراق ولمجاميع الأفكار المظلمة بل يجب عليهم أن يعرفوا العالم بحقيقة واعتقاد ديانتهم الايزيدية وكشف زيف الادعاءات التي الصقت بهذه الديانة الأصيلة من كذب وتزوير الحقائق وفتاوي رجال الدين في المجتمعات المتسلطة الذين حاولوا باسم الله وبشتى الطرق زج أفكارهم وتعاليمهم لتظليل الحقائق حول هذه الديانة الأصيلة الموحدة بالله ، يجب على الايزيديين كشف هذه التلفيقات المزورة أمام العالم أجمع . ان التاريخ هو الشاهد بأن الطرف الإسلامي هو الذي يلحق الويلات والكوارث بحق هذه الديانة المسالمة لا للإيمان بالله كما يدعون وإنما لغرض نهب وسلب الممتلكات والاستحواذ على الاراضي .
ان من واجب المثقف الايزيدي ورجل الدين الذي يجب عليه أن يكون متعلما وملما بالمعرفة الدينية ايصال صوت الايزيديين إلى الجهات العليا وكشف حقيقة الايزيديين بأنها ديانة قديمة تعبد الله ويجب أن تكون لها مكانة بين جميع المعتقدات الأخرى في كافة أرجاء العالم . يجب أن يكون في الحسبان دائما بان الاتفاق ، الاتفاق ثم الاتفاق هو من إحدى الشروط الأساسية للحفاظ على الايزيدياتي . ان أواصر الاتفاق في المجتمع بطبيعتها يجب أن لا تتأثر بالتغييرات في المجتمع وللاسف نشاهد اليوم الخصام والتسقيط قد فرضا نفسيهما على الساحة والتي بدورها عرضت المجتمع إلى خناقات نحن في غنى عنها ! واللوم يعق على رجال الدين أيضا لكونهم ايضا غير متفقين فيما بينهم وهم السبب في تظخيم معظم القضايا ! وحتى في القضايا الشخصية أحيانا يتم تعميق المشاكل أكثر . لدينا قناتين تلفزيونتين فهما غير صديقتين لبعضهما وكلى التلفزيونين يعمقون عدم الاتفاق أكثر ولا يتنازل أحدهما للآخر ! أن الذين يحسبون أنفسهم مسؤولين على الايزيديين وايضا المجلس الروحاني الايزيدي لا يخطون أية خطوة في هذا المجال ، حقيقة لا يعرف الإنسان ما هي فكرتهم ووجهة نظرهم في هذا الصدد !!
ان لغتنا الكورمانجية المحبوبة التي حافظنا عليها لآلاف السنين من خلال اعتقاداتنا واقوالنا الدينية أصبحت اليوم اللغة الثانية ، الثالثة والرابعة لدينا وهي في طريقها إلى الزوال واننا نشاهد كثيرا وخاصة الكتاب والمثقفين الايزيديين المعضلة عندهم أكبر لكون كتاباباتهم باللغة العربية وفي روسيا واوربا أيضا اللغة الكورمانجية أصبحت ثقيلة بالنسبة للناطقين بها . وقضية تقوية اللغة تعد من إحدى القضايا الرئيسية أيضا وهناك احتمالات في ال 15إلى 20 سنة القادمة ان يتعامل الايزيديين في هذه الدول مع بعضهم بواسطة المترجمين . وضع سيء ومقلق لغياب تعليم الأبجدية الكورمانجية بين الايزيديين. ان ايزيدية أوربا والسوفيت سابقا وايزيدية الوطن أيضا لا يفهمون على بعضهم البعض ولا يفهمون على كتابات بعضهم ! فيجب على كل عائلة ايزيدية ( أينما تكون في الوطن او في الخارج ) التركيز على تعليم لغة الام وان التعامل مع بعضهم على هذا الاساس هو شرط للتقدم والنجاح . والحفاظ على المجتمع الايزيدي بين مجتمعات العالم على اساس التعليم والمحافظة على اللغة .
ان المجتمع الايزيدي دون إرادته انتشر في عموم أرجاء العالم وأصبح اليوم باكمله جزءا من ألتراث العالمي للقرن 21 والمجتمع شاء ام أبى فهو يحتاج إلى تغييرات تتناسب مع هذا الاندماج ، تغييرات تتمثل بالقضاء على بعض العادات الدخيلة على هذه الديانة والتي لا ترتبط بها لا من بعيد ولا من قريب والتي من خلالها لا يستطيع المجتمع الايزيدي التماشي مع العالم المتحضر وأن القيام بهكذا امور مهمة تحتاج إلى العقلانية والعمل بصدق وايضا عدم معارضة الآخرين ومحاولة كسب الأصدقاء للحيلولة دون وقوع صدامات ، والشئ الأهم هو عدم الاستغناء او الابتعاد عن القومية لأن الابتعاد عن القومية يعني فقدان الأرض نهائيا وفقدان اللغة وفقدان فلكلونا الغني والزاهي والتي تعني فقدان الصلة مع الأصل.
قضايا وتساؤلات مجتمعنا كثيرة وتتطلب تغييرات مهمة جدا ! تغيير ما يعوزه المجتمع من ناحية التعليم ، الدين ، السلم الاجتماعي ، التقاليد الاجتماعية ، النظام الديني ، الاتفاق ، والأكلات والمشروبات الممنوعة … الخ . هذه القضايا وغيرها من القضايا المعلقة امام الايزيديين لا أحد يستطيع حلها لنا وليس بمقدور أحد ان يفك شفر اتها المعقدة إلا إذا نحن نتحرك ونحلها بأنفسنا وأن الذين يحسبون أنفسهم اليوم مسؤولين عن إدارة المجتمع الايزيدي يجب عليهم النظر إلى هذه القضايا والتساؤلات بجد وايجاد حلول مناسبة والابتعاد عن بعض الامورات التي يخدعون بها مجتمعهم ! فمنذ يوم 3 / آب / 2014 المشؤوم التي تمر عليها أربعة أعوام ، لم تخطى أية خطوة عملية إلى الآن ، خطوة مجدية لإيجاد حل لمآسي المجتمع الايزيدي !!
يا ترى ينتظرون من ؟
يا ترى ينتظرون ماذا ؟
____________________________________________
* مسؤول مركز الدراسات الايزيدية في البيت الايزيدي في اولدنبورك