منع مجلس الادارة الذاتية الذاتية وفوج في الحشد الشعبي عودة وفد من الحزب الديمقراطي الكوردستاني وعدد من مرشحي الحزب للانتخابات البرلمانية في العراق من العودة الى سنجار، وأكدت القوات المقربة من حزب العمال الكوردستاني (PKK) في رسالة الى الديمقراطي الكوردستاني، “إذا كنتم مصرين على العودة سنقاتل ضدكم.”
وكان وفد من الحزب الديمقراطي الكوردستاني ضم مسؤولين من فرع سنجار للحزب وثلاثة من مرشحي الديمقراطي الكوردستاني لانتخابات البرلمان العراقي اضافة الى العشرات من كوادر الحزب، قد توجهو صباح يوم السبت، 2 تشرين الأول من محافظة دهوك الى قضاء سنجار بهدف التعريف بمرشحيهم وتنظيم حفل جماهيري في إطار الحملة الانتخابية، لكن الوفد تم اعتراضه من قبل مجلس الادارة الذاتية.
إدريس زوزاني، مسؤول قسم الاعلام في الفرع 17 للحزب الديمقراطي الكوردستاني في سنجار –أعضاء الفرع يزاولون مهامهم في دهوك منذ أحداث 16 أكتوبر 2017- قال لـ(كركوك ناو) “الهدف من الزيارة كان تقديم مرشحي الحزب الديمقراطي الكوردستاني والمشاركة في حفل جماهيري يقيمه الحزب في ذلك القضاء، لكن للأسف اعتُرِضنا من قبل حزب العمال الكوردستاني ومناصريه.”
وأضاف زوزاني، “أثناء اعتراض طريق الوفد اتصلنا هاتفياً بالمسؤولين الأمنيين في سنجار و نينوى، لكن دون فائدة، لذا قرر الوفد العودة الى دهوك بقرار من المكتب السياسي للديمقراطي الكوردستاني، وذلك لأننا أردنا تفادي حدوث توتر ومواجهات قد تؤدي لا سمح الله الى مقتل أو جرح بعض الأشخاص، نحن ضد الاقتتال الداخلي لذا عدنا بصورة سلمية.”
مجلس الادارة الذاتية في سنجار شُكِّل قبل سنوات من قبل عدة جهات ايزيدية وعربية ومن المكونات الأخرى ويعتبر مقرباً من حزب العمال الكوردستاني.
الهدف من تأسيس المجلس كان تشكيل إدارة لقضاء سنجار من خلال تعيين قائمقام و مدراء للنواحي التابعة للقضاء، رغم أن المجلس يتولى حالياً إدارة القضاء إلا أن حكومة اقليم كوردستان و الحكومة الاتحادية العراقية ترفضان الاعتراف به رسمياً.
حسو ابراهيم، نائب رئيس مجلس الادارة الذاتية في سنجار قال لـ(كركوك ناو) “قبل أن يزور وفد الديمقراطي الكوردستاني سنجار، أبلغنا جميع الأطراف مسبقاً من أن وفد الديمقراطي الكوردستاني غير مسموح له بزيارة سنجار أو تنظيم حملات انتخابية داخل القضاء، لأن أي أحد في سنجار لن يقبل بعودة الحزب الديمقراطي الكوردستاني الى سنجار.”
حول ما اذا كان المجلس وراء منع دخول وفد الديمقراطي الكوردستاني الى سنجار يوم السبت، قال حسو ابراهيم، “نعم، اعترضنا طريق وفد الديمقراطي الكوردستاني وليس بإمكانهم العودة الى سنجار.”
وشدد حسو ابراهيم قائلاً، “لو أنهم لم يعودوا الى دهوك بصورة سلمية و أصروا على المجيء الى سنجار، كنا سنقاتلهم ونمنع عودتهم الى القضاء، هذه رسالة نود أن يعلم بها الجميع لكي لا يندموا فيما بعد.”
ترتبط جذور النزاع بين القوات المقربة من حزب العمال الكوردستاني في سنجار و الديمقراطي الكوردستاني بالخلافات العميقة بين الديمقراطي الكوردستاني وحزب العمال الكوردستاني، لكن بعد مجيء عناصر العمال الكوردستاني الى سنجار وتشكيل قوة سياسية وأمنية للايزيديين وإسهامهم في طرد داعش من القضاء أواخر 2015، تعمقت تلك الخلافات بصورة أكبر.
يتهم حزب العمال الكوردستاني الحزب الديمقراطي الكوردستاني بـ”تسليم الايزيديين وسنجار لداعش”، فيما يرى الديمقراطي الكوردستاني بأن الفصائل المقربة من حزب العمال الكوردستاني هي السبب وراء تأزم الأوضاع الأمنية في سنجار و بأنها “تمنع” عودة الايزيديين الى ديارهم.
وتزامن الحادث الذي وقع يوم السبت مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية في 10 تشرين الأول الجاري، حيث يملك الديمقراطي الكوردستاني ثلاثة مرشحين ايزيديين ويتطلع لحشد أصوات الناخبين الايزيديين من أجل زيادة عدد مقاعده في البرلمان العراقي. أما القوات المقربة من حزب العمال الكوردستاني في سنجار، من ضمنهم رئيس حزب الحرية والديمقراطية الايزيدية فتشارك مرشح واحد في القضاء.
حول السبب وراء قيامهم باعتراض دخول وفد الديمقراطي الكوردستاني الى سنجار، قال رئيس حزب الحرية والديمقراطية الايزيدية عمر صالح في تصريح لـ(كركوك ناو)، “قلنا لوفد الديمقراطي الكوردستاني في مدخل كوهبل بين دهوك وسنجار لماذا لا تسمحون لمرشحينا بالترويج لأنفسهم في دهوك و زاخو، نحن أيضاً لن نسمح لمرشحيكم بالدعاية الانتخابية في سنجار.”
يعد حزب الحرية والديمقراطية الايزيدية من الجهات المقربة من حزب العمال الكوردستاني يملك مرشحاً عن قضاء سنجار خارج إطار مقاعد الكوتا ويطمح بضمان مقعد للايزيديين.
وأكد عمر صالح بأن مجلس الادارة الذاتية في سنجار، حزب الحرية والديمقراطية الايزيدية وأنصار وحدات مقاومة سنجار (اليبشة) هي التي منعت دخول وفد الديمقراطي الكوردستاني الى سنجار.
اليبشة، قوة عسكرية مقرب من حزب العمال الكوردستاني (PKK) وأغلب مسلحيه ايزيديون، وقد أدرج قسم كبير منهم في إطار هيئة الحشد الشعبي العراقي.
خوديدا جوكي، مدير ناحية سنوني –تابع لمجلس الادارة الذاتية في سنجار- شدد على أن “الفوج 8 للحشد الشعبي شارك ايضاً في منع دخول وفد الديمقراطي الكوردستاني.”
يشكل مقاتلو اليبشة أغلبية عناصر الفوج 8 للحشد الشعبي. في 16 آب الماضي، قتل قائد الفوج سعيد حسن وابن شقيقه كما جرح ثلاثة اشخاص آخرين بعد أن استهدف قصف تركي مركبتهم وسط قضاء سنجار.
وأوضح خوديدا بأن “اعتراض طريق وفد الديمقراطي الكوردستاني لم يحدث من قبل الـ(PKK) كما يدعي بعض مسؤولي ذلك الحزب… الـ(PKK) لا يتواجد في سنجار بل في قنديل.”
وأكد إدريس زوزاني، مسؤول الفرع 17 للديمقراطي الكوردستاني في سنجار لـ(كركوك ناو)، “سنتخذ اجراءات قانونية ضد ما قام به حزب العمال الكوردستاني وسنبلغ المفوضية العليا المستقلة للانتخابات بذلك رسمياً، لأن ما حدث انتهاك لحملة حزبنا الدعائية.”
“للأسف، لم يستطع المسؤولون الأمنيون في نينوى وضع حد لما قام به الـ(PKK)”، حسبما قال زوزاني.
وفقاً لقانون الانتخابات، يُحظر الاعتداء على صور المرشحين أو برامجهم المنشورة في الأماكن المخصصة لها لحساب آخر أو جهة معينة بقصد الإضرار بهذا المرشح أو التأثير على سير العملية الانتخابية، ويعاقب المخالف بالحبس أو الغرامة المالية أو بكلتا العقوبتين. لكن ليس من الواضح بعد كيف ستتعامل مفوضية الانتخابات مع ما حدث في سنجار.
وقال ادريس زوزاني، “لا نستطيع القول الآن بأننا سنحاول العودة مجدداً الى سنجار.”
وكانت هذه المرة الأولى التي يحاول فيها الحزب الديمقراطي الكوردستاني العودة الى سنجار منذ أحداث 16 أكتوبر 2017، التي شهدت عودة القوات العراقية الى كافة المناطق المتنازع عليها في أطار عملية فرض القانون وانسحاب القوات التابعة لحكومة اقليم كوردستان منها، كما أخلت تنظيمات الحزب الديمقراطي الكوردستاني مقراتها في جميع المناطق المتنازع عليها.
كركوك ناو