الخميس, نوفمبر 28, 2024
Homeاخبار عامةنواب عرب في البرلمان الألماني ما أهمية ذلك؟

نواب عرب في البرلمان الألماني ما أهمية ذلك؟

نواب عرب في البرلمان الألماني ما أهمية ذلك؟

نواب عرب في البرلمان الألماني ما أهمية ذلك؟
.

الانتخابات الألمانية الأخيرة أفرزت زيادة في عدد النواب من أصول مهاجرة في البرلمان الألماني «البوندستاغ» خلال الانتخابات العامة التي شهدتها البلاد في 26 أيلول/سبتمبر الجاري. وحسب دراسة نشرها موقع «Mediendienst Integration» الإلكتروني الألماني، الأربعاء، بلغ عدد النواب من ذوي الأصول المهاجرة عقب انتخابات «البوندستاغ» 83 نائبًا، بعد أن كان 58 في الدورة التشريعية السابقة.
ومن أصل 7.4 مليون شخص من أصول أجنبية ويحق له التصويت، أي بمعدل 12 في المئة من مجموع الأصوات الانتخابية في ألمانيا، تشير الإحصاءات إلى وجود أكثر من خمسة ملايين مسلم في البلاد، وهو ما قد يشير إلى أهمية الصوت الذي يلعبه المهاجرون العرب والمسلمون في هذه الانتخابات.
وذكرت منصة «إنتغراتسيون» المعنية بتوفير معلومات وبيانات للصحافة عن اللجوء والهجرة والاندماج في ألمانيا، أن نسبة النواب ذوي الأصول المهاجرة بلغت بالتحديد 11.3 في المئة من إجمالي نواب البرلمان الجديد. واستندت المنصة في بياناتها إلى معلومات غير كاملة من الأحزاب والكتل البرلمانية وكذلك إلى أبحاثها الخاصة. ووفقا لحسابات المنصة، هناك 31 عضوا منحدرين من دول أخرى في الاتحاد الأوروبي. وينحدر 18 عضوا آخرين من تركيا، بينما ينحدر ستة نواب من إيطاليا، وخمسة نواب من بولندا.

نواب من أصول عربية

ومع إغلاق صناديق الاقتراع وصدور النتائج، ظهر فائزون تعود أصولهم لدول عربية، وهو ما رحب به الكثير من العرب والمسلمين، واعتبروه نوعا من التحول الديمقراطي للسياسة الألمانية. من بين الفائزين كانت ريم العبلي رادوفان والتي تنحدر أصولها من العراق، حيث فازت العبلي ضمن قائمة الحزب الاشتراكي الديمقراطي وفازت في الانتخاب المباشر عن دائرة شفيرين – لودفغزلوست في شمال ألمانيا، كما تمكنت سناء عبدي المرشحة عن دائرة بورتس في مدينة كولونيا من الفوز بمقعد في البرلمان ضمن قائمة حزبها الاشتراكي الديمقراطي. وحسب صحيفة «كولنر روندشاو» سناء عبدي المولودة عام 1986 في تطوان بشمال المغرب، درست القانون وهي مديرة مشاريع، والدها ألماني ووالدتها مغربية.
أيضا فازت رشا نصر وهي ألمانية من أصول سورية تبلغ من العمر 29 عاما، وهي أول مرشحة عن الحزب الاشتراكي الديمقراطي من أصول مهاجرة في مدينة دريسدن. كما تمكنت المرشحة من أصل سوري لمياء قدور من الفوز بمقعد في البرلمان الألماني ضمن حزب الخضر. كما نجح مهند الحلاق، وهو من أصول عراقية في ضمن مقعد في البرلمان ضمن الحزب الديمقراطي الحر «الليبراليين». ونجح المرشح عن قائمة اليسار علي الدليمي في الفوز بمقعد في البرلمان الألماني، وينحدر الدليمي من اليمن، وهو ناشط في الحزب اليساري «دي لينكه» كذلك أعلن المرشح من أصول عراقية قاسم صالح، فوزه والحصول على مقعد في البوندستاغ الألماني ضمن قائمة حزب الخضر.

تحول إيجابي ديمقراطي

وغالبا ما يصوت الألمان من أصول عربية ومسلمة وشرق أوسطية لأحزاب تؤمن بالتعددية الثقافية والأثنية في ألمانيا ولا تنتهج سياسة معادية للأجانب. وهو أمر منطقي بكل تأكيد، إلا أن المرحلة الجديدة في ألمانيا أظهرت تحولا إيجابيا، فهذه الجاليات تحولت من متفرجة فقط على المشهد السياسي إلى جاليات تصنع الرأي السياسي من خلال تقديم مرشحين للبرلمان.
سعيد عبد الله، وهو ناشط ألماني من أصول عربية، كما عرف نفسه، أكد في حوار أنه لم ينتخب حزب ميركل، بالرغم من ما قدمته للاجئين، واستقبالهم لها. ويضيف: «علينا التفرقة بين المستشارة الألمانية المنتهية ولايتها ميركل وبين موقف حزبها من الناخبين العرب. فالحزب المسيحي الديمقراطي، الذي تمثله ميركل لم يدفع بمرشحين من أصول عربية عبر قوائمه الانتخابية، وهو ما يبين للناخبين العرب، موقعهم السياسي في هذا الحزب، وفشل الحزب في استقطاب ودمج العرب في صفوفه بالرغم من دعوته المتكررة للعرب واللاجئين القادمين إلى ألمانيا بالاندماج في المجتمع».
أما سناء حمران، فرأت أن استطاعة الصوت العربي الدفع بمرشحين له ضمن القوائم الانتخابية للأحزاب الألمانية، والحصول على مقاعد في البرلمان، هو تحول إيجابي داخل المجتمع الألماني، وهو ما قد يدفع بالمزيد من المرشحين من أصول عربية مستقبلا، محذرة في نفس الوقت من رغبة الصوت اليميني المتطرف من إفشال هذه التجربة. وترى حمران والتي تقطن في مدينة شتوتغارت، عاصمة ولاية بادين فورتيم بيرغ أن على النواب العرب في البرلمان طرح مشاكل العرب في ألمانيا، وضرورة إيجاد قوة برلمانية مناصرة لهم داخل البرلمان، ولا يتأتى ذلك سوى بالتحالف مع نواب آخرين من أصول إسلامية، وهو ما قد يمكن من تداول مشاكل الجاليات العربية، وهي على سبيل المثال لا الحصر، أحقية الأبناء في دراسة اللغة العربية، وعدم محاربة الحجاب، وتفهم أكبر لأحقية العرب والمسلمين الاحتفال بأعيادهم الرسمية، ومكافحة العنصرية المتفشية ضدهم في المجتمع.
ومن أصل ثلاثة نواب مسلمين فقط يتواجدون حاليا في البرلمان الألماني تمكّن 18 مرشحاً من أصول تركية، من الفوز بمقاعد في «البوندستاغ» خلال الانتخابات الأخيرة. كما فاز 9 نواب من أصول تركية بمقاعد في برلمان برلين المحلي خلال انتخابات 26 ايلول/سبتمبر الجاري، بالإضافة إلى النواب العرب. وجدير بالذكر أن هناك مجموعة كبيرة لم تؤخذ بعين الاعتبار ولا تقل حجماً عن الناخبين من أصول مهاجرة، وهي فئة المهاجرين الذين يعيشون في ألمانيا ولا يحق لهم التصويت، لعدم امتلاكهم جواز سفر ألماني. ويقدر حجم هذه الفئة بنحو 8.7 مليون شخص، من بينهم كثير من اللاجئين الذين فروا إلى ألمانيا.

القدس العربي

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular