عزيزي المتابع الكريم، دعني أنقل لك مقتطفات مما قاله غير الكورد عن كركوك، وأولهم إنسان عربي شريف وهو من أوائل العرب الذين كتبوا عن الشعب الكوردي الجريح وعدالة قضيته ألا وهو الدكتور (شاكر خصباك) الذي قال عنه الأكاديمي الكبير الدكتور القانوني (نوري الطالباني): إنه معروف بنزاهته العلمية التي يصعب التشكيك بها. عزيزي القارئ، لو لا يعلم الدكتور خصباك أن للكورد عمق حضاري وتاريخي في المنطقة لا يذكرهم بهذه الصورة المشرقة، يقول الدكتور (شاكر خصباك) في كتابه (الكُرد والمسألة الكردية) ص 14 طبع في بغداد عام 1959م:”إن الگوتيين هم الذين شيدوا هذه المدينة” يعني مدينة كركوك. ويكرر الدكتور (شاكر خصباك )هذا الكلام في كتابه (العراق الشمالي) باعتراف السومريون بمملكة الگوتيين ومركزها أراپخا- أرابخا. لمن لا يعلم، أن الگوتيين قبيلة قديمة من القبائل الأمة الكوردية. لقد ذكر الدكتور (كمال مظهر أحمد) في كتابه القيم “كركوك وتوابعها حكم التاريخ والضمير”ص(11) نقلاً عن الكتاب المنهجي المصري عن “الجغرافية السياسية ” للدكتور (أحمد صادق وآخرون) الطبعة الثانية سنة1961ص 458:”الأكراد سلالة منحدرة من أصل شمالي. وكانت لهم دولة قديمة عاصمتها “أرابخا- Arapkha “- هي كركوك الحالية-. تأكيداً على ما جاء أعلاه، ينقل الدكتور كمال في المصدر السابق ص 10 الآتي: يؤيد السر سدني سمث قائلاً: إن قلب المملكة الگوتية كان مربعاً وواقعاً بين نهري الزاب الأسفل ودجلة، وبين جبال السليمانية ونهر ديالى وكانت عاصمتها أرابخا تقع حيث مدينة كركوك الآن. ويذكر الدكتور (كمال مظهر أحمد) في كتابه المذكور ص5 قبيلتين كورديتين أخريين شاركا ببناء مدينة كركوك، يقول: من الثابت تأريخياً أن مدينة كركوك تم بناؤها من قبل اللولوبيين، أو من قبل الخوريين… . وفي نفس المصدر ص 6 يقول الدكتور كمال: ومن الضروري أن نشير هنا أن معظم المدن القديمة الشمالية التي تمتد إلى الشرق من نهر دجلة قد تم تشييدها من قبل شعوب المنطقة الأصليين، أي من قبل شعوب زاگروس، أو من قبل الشعوب الآرية. ويستمر في ص 7و8: إن الخوريين شيدوا عدداً من توابع كركوك أهمها خورماتو التي تحمل اسمهم إلى اليوم. ويقول الدكتور كمال: فقد سجل الرحالة الإنجليزي جيمس بكنغهام في عام 1816م الاسم هكذا – خورماتو-. وفي عام 1896م نشر موسوعته (قاموس الأعلام) في آستانه (إسطنبول) المؤرخ والرحالة التركي العثماني المعروف (شمس الدين سامي) الذي زار كركوك بنفسه، يقول في موسوعته المذكورة – وهو عبارة عن دائرة معارف عثمانية- المجلد الخامس:” كركوك مدينة في ولاية موصل بكردستان. ويضيف سامي: نفوس كركوك 30,000 نسمة ثلاثة أرباعهم من الكُرد أما الربع الباقي خليط من الترك -لاحظ لم يقل التركمان (التركمانستيون)؟- والعرب والأقليات الأخرى. انتهى الاقتباس.أدناه طابعاً رسمياً صدر باسم (شمس الدين سامي) وعليها صورته، وذلك احتراماً وتقديراً وتكريماً لأعماله الخالدة وفي مقدمتها موسوعته الشهيرة (قاموس الأعلام) بأجزائها الستة:
لاحظ؛ أن المؤلف (شمس الدين سامي) يقول ليست كركوك فقط بل أن موصل أيضاً مدينة كوردية وكلتاهما تقعان في كوردستان وتحديداً في جنوب كوردستان، الذي له موقع إستراتيجي عسكري وجيوبوليتيكي (الجغرافية السياسية) هام. وهذا موجود في الخارطة العثمانية التي صدرت من قبل الدولة العثمانية قبل أكثر من قرن من الآن، الخارطة موجودة في حلقة ثمانية في هذا المقال. وقال شيئاً شبيهاً لما قاله (شمس الدين سامي) الشخصية البريطانية (سي.جي.أدموندز) في كتابه ( كوردٌ وتركٌ وعربْ 1919- 1925) كان مستشاراً لوزارة الداخلية في العراق بين أعوام 1935- 1945:إن كركوك كانت في القرن الـ18 مركزاً لإيالة شهرزور التي كانت تضم كلاَ من كركوك وأربيل والسليمانية. انتهى الاقتباس. وفي ص 239 يقول أدموندز: لقد طرأت عدة تغيرات على الحدود الإدارية على كركوك سواء في الفترة التي يستغرقها هذا الكتاب أو ما بعدها. أتلاحظ عزيزي القارئ الكريم، أن كركوك تعرضت دائماً لسياسات عنصرية من قبل الأتراك العثمانيين، ومن ثم البريطانيين، وبعدهم العرب إلى يومنا هذا حيث تتقلص حدودها باستمرار!!. ليطمئن القارئ لكلامنا، بأن هناك سياسة عنصرية تطبق ضد الكورد منذ اليوم الأول لتأسيس الكيان العراقي. بهذا الصدد يقول أدموندز في ص 249: منذ عام 1940 وما بعدها أنشأت مديرية الري العامة نظام الأقنية المعروف (مشروع الحويجة) وكان كله يدخل في ناحية (مالا) مما أوجب تحديداً أدق وأكثر ثباتاً للحدود الداخلية ولما بدأ بتوزيع الأراضي التي يرويها المشروع أعطيت الأولوية لعشائر الجبور المستوطنين وللچچن (شيشانيون!!) ثم العبيد!!!. ليس بينهم الكورد أهل المنطقة الأصلاء، لقد فضلوا عليهم الچچن الذين جاءوا من القفقاس؟؟؟!!!. بهذا الصدد، يقول المؤلف أدموندز:إن هؤلاء الچچن هاجروا في منتصف القرن التاسع عشر من القفقاس عندما ضم الروس بلادهم. عزيزي القارئ، أن هؤلاء الچچن أقرباء الأتراك، بلا شك الآن يسمون تركماناً (تركمانستيون) لأن لا وجود اليوم لاسم الچچن في كركوك؟. الذي أريد أن أقوله هنا، أن هؤلاء الذين يسمون من قبل الكورد وغيرهم بالتوركمان يجب أن يسمون بتوركمانستانيين لأنهم جاءوا من وطنهم الأم توركمنستان، فعندما يسمون بالتوركمان يضيع على الآخر من أين جاءوا أول مرة، أن اسم التوركمان في كركوك والمناطق الأخرى في كوردستان صيغت أول مرة لكي لا يعرف منشأهم الذي إذا عرف بين عموم الشعب يكشف أمرهم ولا يخدم أجندتهم السياسية المرتبطة بالكيان التركي اللوزاني؟؟. وفيما يخص الجانب العربي في كركوك، لو كان العرب موجودون في كركوك، لماذا لم يكونوا ملاك أراضي فيها حتى عام 1958؟، جاء هذا في كتاب قيم ومعتمد بعنوان: ( العراق الطبقات الاجتماعية والحركات الثورية في العهد العثماني حتى قيام الجمهورية) تأليف (حنا بطاطو)، الكتاب الأول، صفحات 81،82،83،84،85، 86، جدول 5-3 تحت عنوان العائلات الرئيسية المالكة للأراضي في العراق عام 1958. يذكر المؤلف العوائل الكوردية التي امتلكت كل الأراضي الزراعية في كركوك: كالكاكائية، والبابانية، والطالبانية، والجاف، البيكزادة، والخانقاه الخ ولم يذكر عربياً واحداً صاحب أرض في كركوك؟. وعن الجانب الإيماني الروحي، يقول الدكتور كمال مظهر في المصدر السابق ص 17: فكانت مساجد كركوك وتوابعها وتكاياها وأوقافها ومدارسها الدينية بيد رجال الدين الكورد أساسا. وتأكيد على أصالة الكورد في كركوك،يقول الدكتور كمال مظهر أحمد: وعند عائلة كوردية في كركوك سجادة النبي محمد، حتى أن هذه العائلة عرفت بخادم السجادة. وعن عراقة المدن الكوردية ومنها كركوك، يذكر الدكتور كمال في كتابه المشار إليه ص 40 الاسم الآخر الذي عرف به كركوك في الأزمنة السابقة وذلك نقلاً عن (عباس العزاوي) في كتابه الشهير (تأريخ العراق بين احتلالين) ج7 ص 168: كركوك وكانت تسمى لواء شهرزور (شار زۆر).
01 06 2021
يتبع