شكل المسيحيون نحو 80% من سكان قضاء تلكيف قبل هجوم تنظيم داعش عليها، وذلك الوجود الكثيف للمسيحيين يعود الى بداية انتشار المسيحية في شمال العراق حيث ان تاريخ وجودهم يمتد الى القرن الرابع الميلادي، لكن مع هجوم تنظيم داعش على تلك المنطقة التي تعرف بسهل نينوى وتضم العديد من البلدات المسيحية ، اضطر سكانها للنزوح الى بعض محافظات اقليم كردستان، وعقب تحرير القضاء من داعش لم يعد غالبية المسيحيين بسبب الوضع الامني المتردي والاقتصادي وعوامل اخرى لا مجال لذكرها هنا ، نتيجة عدم عودة غالبية المسيحيين النازحين مجددا الى مناطقهم بسهل نينوى تقلصت اعداد المسيحين بتلكيف لتصل نسبتهم الى 3% فقط من السكان الاصليين في القضاء الذي يضم قرى تللسقف، باطنايا، باقوفا، وشرفية خلال فترة هجوم تنظيم داعش وسيطرته على تلكيف منتصف حزيران من العام 2014 ،بدأت مرحلة الانتعاش الاقتصادي بارتفاع معدلات النمو من خلال زيادة الإنتاج وتوفير فرص العمل والمبيعات وتحقيق الأرباح ، وغيرها من المؤشرات الاقتصادية الكلية. ويتم الحديث عن هذه المرحلة بعد فترة من الركود الاقتصادي وخاصة ان قضاء تلكيف شهد ركوداً اقتصادياً نتيجة العمليات العسكرية و الصراعات السياسية اضافة الى قلة الدعم الحكومي للقطاع الخاص وتطويره ، لكن دعم المنظمات والمؤسسات الدولية لعبت دورا كبيرا في تنمية القطاع الخاص وخلق فرص العمل وخاصة ما تقوم به الوكالة الامريكية للتنمية الدولية التي كانت لها لمسات خاصة في تفعيل القطاع الخاص ودعمه وتطويره ولعل اهم المشاريع التي نفذت من قبل الوكالة الامريكية للتنمية الدولية وبتنفيذ منظمة الآفاق للتطوير الاقتصادي هي المعامل الصناعية لانتاج البرغل والجريش والحبية و بدعم الوكالة الامريكية ، حيث تعتبر مشاريع تجهيز معامل انتاج البرغل والجريش والحبية من قبل الوكالة الامريكية للتنمية الدولية في دعم القطاع الخاص وانتعاشه من اهم المنجزات الاقتصادية اليوم في هذا القضاء
باعتبار ان هذه المعامل هي من اقدم المعامل الانتاجية في قضاء تلكيف حيث قامت باعادة تاهيل المعامل التي كانت قد تعرضت الى الدمار ابان الاحتلال الداعشي للقضاء ، وايضا تجهيزها بالمكائن والمعدات الانتاجية من الطراز الحديث والمتطور حيث سوف يساهم تشغيل المعامل الى خلق وتشغيل الايدي العاملة في قضاء تلكيف ويعتبر هذا المشروع من المشاريع المهمة في عودة الحياة الاقتصادية وانتعاشها من جديد والعمل على تشغيل اكبر عدد ممكن من الايدي العاملة من اهالي القضاء ، وهذا ما من شأنه ان يلعب دورا هاما ومفصليا في الاستقرار المجتمعي والاقتصادي في القضاء نظرا لاهمية هكذا مشاريع في تفعيل الاقتصاد المحلي في قضاء تلكيف وعودة واستقرارالحياة الطبيعية للسكان . ويتفق الكثير من المتابعين لواقع المسيحيين، في أن مشكلة عدم عودة المسيحيين الى مناطقهم، لا تتعلق بمخاوف المكونات تجاه بعضها البعض او بغياب التعايش المشترك بين المسيحيين بتنوعه الاثني وجغرافيته المتميزة .