عزيزي المتابع الكريم، البارحة بعث لي أحد الأخوة الأعزاء، هو صديق عزيز، وكاتب محترم لا يشق له غبار رسالة الكترونية فيها مقال ذلك الشخص الذي نحن الآن بصدد الرد على ما زعم فيه، وطلب مني بأدب جم: إذا وجدته يستحق الرد أن ترد عليه رداً مفعماً تلجم به فمه.
حقيقة في البدء لم أرغب أن أرد عليه، وذلك بسبب ردودي الكثيرة على أولئك الذين مسوا القامة الكوردية بسوء، وبعد نشر ردودي على منشوراتهم الصفراء التي تقطر سماً زعافاً اتخذوا جانب الصمت وكأن ردودي لا تعنيهم قط!!. لكن الذي حفزني على كتابة هذا الرد، هو طلب الصديق العزيز، ومن ثم رأيت في سياق مقاله أنه تجاوز الخطوط الحمر عندما تهكم وتندر بالأمة الكوردية العريقة وبوطنها كوردستان الذي من الأوطان النادرة اسمه مقترن باسمها؟ أن هذا التجاوز السافر على حياض الأمة والوطن ما لا يغتفر لكائن من كان قط. لكن، نتيجة لتربيتي الكوردية الديمقراطية،ممكن أن لا أرد حين يمس أحدهم القيادات الكوردية في كل من السليمانية وأربيل، لأننا نعرف إنها قيادات علمانية وديمقراطية ولا تغتاظ أبداً حين يكتب أو يقال عنها كلاماً ينتقدها في وسائل الإعلام، لكن شريطة أن لا يخرج هذا الكلام من إطار الأخلاق والقيم النبيلة.
عزيزي القارئ، إن ردنا لهذا اليوم سيكون على شخص موتور يدعى قاسم محمد الكفائي نشر بتاريخ 30 سبتمبر 2021 مقالاً بعنوان: مؤتمر أربيل للسلام. للأسف الشديد، إن الموقع الذي وجدت فيه هذا المنشور الأصفر، الذي سخر بأسياده الكورد وبوطنهم كوردستان يشرف عليه شخص كوردي، لكن يظهر أن هذا الكوردي فاقد لإحساس الانتماء لشعبه الكوردي ولوطنه كوردستان؟!، فلذا نستطيع أن نصفه بكورد الجنسية؟.
قبل أن ندخل في صلب الموضوع، يستحسن أن نلقي نظرة على انتماء كاتب المقال القبلي الذي هو الـ”كفائي” أو البو كفاية، وهذا يعني أنه سيد زيدي حسيني. أي ليس عراقيا، كما الإمام علي وولديه الحسن والحسين وآخرون من العرب الذين جاءوا من شبه جزيرة العرب إلى أرض العراق كغزاة في صدر الإسلام، ومن ثم توالت مجيء العرب إلى بلاد الرافدين دون توقف إلى يومنا هذا. لكي يعلم من لا يعلم، أن الإمام علي الذي وصف شيعته بأشباه الرجال، بعد أن صار خليفة للمسلمين ترك الحجاز وجاء إلى أرض الكوفة واستقر فيها كمعسكر للغزاة العرب المسلمين، وهكذا، نجله الأكبر الإمام حسن، الذي أصبح خليفة للمسلمين لمدة 45 يوم، وبعدها تنازل بإرادته الحرة عن خلافة المسلمين إلى معاوية كي يصبح خليفة للمسلمين، ولم يبق بعد تنازله عن الخلافة في الكوفة، بل عاد من حيث جاء أول مرة إلا وهي المدينة (يثرب). إن الإمام الحسن بعد أن خذلته شيعته وطعنوه قال: أرى ولله أن معاوية خير لي من هؤلاء يزعمون أنهم لي شيعة ابتغوا قتلي وانتهبوا ثقلي وأخذوا مالي، ولله لئن آخذ من معاوية عهداً أحقن به دمي وأؤمن به أهلي، خير من أن يقتلوني فتضيع أهل بيتي وأهلي. جاء هذا الكلام في الاحتجاج للطبرسي ج 2 ص 290. وبعد الإمام الحسن هذا هو الإمام الحسين هو الآخر يسخط عليهم قائلاً: تباً لكم أيتها الجماعة وترحاً وبؤساً لكم استصرختمونا ولهين، فأصرخناكم موجفين، فشحذتم علينا سيفاً كان في أيدينا الخ، الاحتجاج للطبرسي ج2 ص300. هناك أئمة شيعة آخرون سخطوا على شيعته ووصفوهم بأقذع الأوصاف، لكن ليس مكان ذكره هنا. لقد بينا من خلال هذه الجزئية المقتضبة أن صاحبنا السيد ليس عراقياً لأن كل من يدعي أنه عربي موطنه ليس العراق بل هو جزيرة العرب.
يقول قاسم محمد الكفائي في الجزئية أدناه:
في يوم الجمعة الفائت الرابع والعشرون من أيلول الجاري 2021 تم عقد مؤتمر في مدينة أربيل بشمال العراق التي هي عاصمة الأكراد البرزانيين… .
ردنا على ما سطر الكفائي أعلاه:
إنه يصف عاصمة إقليم كوردستان بمدينة، نقول لا ضير في هذا رغم أن فيه شيء من التندر، بلا شك أنه مدينة، لكنها عاصمة الإقليم الكوردستاني. وفي جزئية أخرى من الجملة، لم يحترم نفسه ولا دستوره الاتحادي الدائم حين قال: أربيل في شمال العراق. لم يكن الحديث عن شرق وغرب وجنوب العراق حتى يقول شمال العراق؟ ثم، أن الدستور الاتحادي الدائم لم يقل قط شمال العراق، لقد ذكر خمس مرات بهذه الصيغة: إقليم كردستان. دون شمال، ودون لاحقة العراق؟. لكن، ماذا نقول لمن لا يحترم ذاته. بل زاد طين بِله بعد أن وصف أربيل بعاصمة الأكراد البرزانيين. يا من لا أدري من أي ثقب من ثقوبك التسعة تتكلم، إن مدينة أربيل كواحدة من أقدم مدن العالم هي عاصمة إقليم كوردستان، ولا علاقة له بأحد حتى تنسبها له. إن القيادات الكوردية من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، من أقصى الإسلاميين إلى أقصى العلمانيين، كل كوردستان التي من البحر إلى البحر تعتبر وطنها ووطن شعبها الكوردي الأبي.
وفي الجزئية التالية يزعم الكفائي:
وكان المشاركون هم نخبة لا يعرفها المجتمع العراقي تكاد تكون نكرة لا تمثل العراق ولا العراقيين.
ردنا على ما زعم الكفائي أعلاه:
قبل أن أجيب على هلوسة الكاتب، إن الكورد غير معنيين بالمؤتمر لا من قريب ولا من بعيد، إن وزارة الداخلية في الإقليم أصدرت بياناً توضيحياً بهذا الشأن، وكان البيان موضع قبول واحترام من قبل الحكومة الاتحادية في بغداد. لأن بغداد تعرف جيداً أن الكورد رأس مالهم مصداقيتهم. ثم،كيف لا يعرفهم المجتمع العراقي يا الكفائي وهم شيوخ عشائر، وكان لهم دور مشهود في الصحوات؟. وكان فيهم شخصيات مدنية ورسمية معروفة. لم يظهر في قنوات التلفزة التي بثت المؤتمر شخصاً واحداً بالزي الكوردي، كلهم كانوا بالزي العربي، العقال والكوفية البيضاء، وفي مقدمتهم رئيس مؤتمر صحوة العراق. ومنهم الخبير القانوني كاظم الجحيشي الذي انسحب من المؤتمر قال في قناة زاجروس: إن انزعاج الإقليم جاء نتيجة الدعوة للمؤتمر بشكل وعلى المنصة واليافطة المعلقة صار بشكل آخر. وجاء في وسائل الإعلام بالبنط العريض: بغداد وأربيل ترفضان دعوة عشائر عراقية سنية وشيعية للتطبيع مع إسرائيل. إن المشاركين في المؤتمر فاق عددهم 300 شخصية من بغداد، موصل، ديالى، حلة، الأنبار، صلاح الدين. لا توجد بينهم عشيرة كوردية، لا توجد بينهم شخصية كوردية واحدة. لقد اتضح فيما بعد أن الهدف من عقد هذا المؤتمر خلسة لتوريط الإقليم، ومن ثم تعريف المؤتمر للشارع العراقي والعربي بطريقة ما لتشويه صورة الإقليم عندهم، ومن هذه الأصوات التي تصطاد في الماء العكر كاتب المقال الذي نحن نرد عليه الآن إلا وهو قاسم محمد الكفائي.
05 10 2021
يتبع