الجمعة, نوفمبر 29, 2024
Homeمقالاتمعضلة الانتخابات البرلمانية الجارية  : المشاركة أم المقاطعة ؟؟ !!:جمعة عبدالله

معضلة الانتخابات البرلمانية الجارية  : المشاركة أم المقاطعة ؟؟ !!:جمعة عبدالله

 
من مفارقات الزمن بالديموقراطية العراقية ,  الغريبة في نوعها وشكلها ولونها وطعمها , بأن العملية الانتخابية التي تحدد مصير العراق , سواء بالمشاركة الواسعة , أو بالمقاطعة الواسعة , لا تعني شيئاً ولم تغير شيئاً في الواقع والمناخ السياسي , سوى الى الاسوأ وأكثر فداحة وخطورة على مستقبل العراق , لم تكن نتائجها سوى تدوير النفايات القديمة مجدداً. لعدم وجود نية وطنية صادقة للأحزاب الطائفية المتنفذة في الإصلاح والبناء والتغيير . ولكن هناك حقيقة دامغة بين هذه الاحزاب الحاكمة , رغم الشحن والخلاف الشديد  والشقاق و التطاحن العنيف  , وكل حزب ينشر الغسيل الوسخ والقذر للاحزاب الاخرى  , ولكنها يجمعها توافق واحد بالاجماع : في بقاء نظام المحاصصة الطائفية الركيزة الثابتة لهم ولوجودهم  . بقاء  الفساد والرشوة والفرهود يلعب ويجول بحرية مطلقة . التمسك بوجود المليشيات المسلحة , رغم دعواتها المنافقة  بحصر السلاح بيد الدولة ونزع سلاح المليشيات المارقة والوقحة , التي  تتصدر مقدمة المسرح السياسي . ان هناك احباط عام وعدم الثقة بهذه الاحزاب من قطاعات واسعة من الشعب  , عدم سعي الأحزاب  الحاكمة  الى ضمان البيئة الديموقراطية , تحمي حرية التعبير وحقوق المواطن وحمايته من بطش المليشيات المسلحة . لا توجد ظروف المنافسة الشريفة والعادلة في العملية الانتخابية ,  حتى تدفع العملية الديموقراطية الى الأمام . عدم وجود عناصر كفوءة تملك النزاهة والوطنية وتملك الإخلاص للوطن , وتشعر بهموم ومعاناة المواطن , والعمل على انفراج في  الأزمات  والمشاكل التي يعاني منها العراق والعراقي , سوى إغراق المواطن بالامال والاحلام والوعود العسلية , تتبخر ساعة اغلاق صناديق الاقتراع. عدم الجدية في العمل في توفير فرص العمل للعاطلين . عدم الجدية والإخلاص في توفير الخدمات الاساسية التي تحسن الظروف المعيشية . لا توجد نية في معالجة الأزمات والمشاكل التي يعاني منها المواطن. ثم ان هذه الانتخابات البرلمانية لا تختلف عن سابقاتها , في استخدام نفوذ الدولة والمال المسروق في شراء الذمم أو شراء البطاقات الانتخابية , والصرف الباذخ والمجنون على دعايات الترويج للمرشحين والمرشحات  , بما فيها ضخامة وتزاحم صور المرشحين في كل مكان وزاوية  , والولائم والهدايا بشرط ضمان التصويت للمرشح , في استغلال عدم وجود قانون الأحزاب السياسية , مما يخلق الإحباط وعدم الثقة بالعملية الانتخابية برمتها  , لأنها ستدخل وبكل الاحوال في عملية التلاعب والاحتيال والتزوير. وتصبح العملية الانتخابية  عبارة عن توزيع مغانم  البرلمان في توزيع المقاعد البرلمانية فيا بينهم  , بحيث لا تستند الى القاعدة التصويتية أو الانتخابية , وهنا تكمن المشكلة الحقيقية في الخلاف الشديد , استعرت بنيرانه فيما بينهم  , في الاتهام في التزوير قبل حدوث يوم الانتخاب , والمشكلة الاخرى أكثر تعقيداً وأكثر صعوبة , , بأن هناك فريقين مختلفين تماماً على اختيار  الشخصية التي تتسلم رئاسة الحكومة , هناك فريق يدعم اختيار  شخصية مصطفى  الكاظمي , وهناك فريق يدعم اختيار  شخصية نوري المالكي . ربما هذا التخوف يقود الى التناحر السياسي والعسكري . وبالتالي تكون ايران هي الحكم في الاختيار شخصية ثالثة, ويكون الموقف الايراني هو الحاسم , ولكن تبقى النيران السياسية مشتعلة بالفوضى والانفلات سيد الموقف  , ربما تقود العراق الى الانتحار السياسي . وستكون هذه الانتخابات نقمة على العراق والعراقي , سواء كانت المشاركة واسعة , أو كانت المقاطعة  واسعة , نفس الشيء , هما وجهان لعملة واحدة …………………..  والله يستر العراق من الجايات !!
    جمعة عبدالله

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular