يمکن وصف الخطوة الغريبة من نوعها التي أقدم عليها المرشد الاعلى للنظام الايراني بتنصيب إبراهيم رئيسي کرئيس للنظام من أجل أن يوقف السياق التراجعي للنظام على مختلف الاصعدة ويخرجه من الازمة الخانقة التي يواجهها، بأنها خطوة ليست غير حکيمة وفي غير وقتها فقط بل وحتى إعتبارها بمثابة مغامرة طائشة ولاسيما وإن رئيسي المشهور في داخل إيران بلقبي “قاضي الموت” و”السفاح”، ومطلوب ليس لعدالة الشعب الايراني بل وحتى للعدالة الانسانية لکونه کان أحد أعضاء لجنة الموت التي نفذت مجزرة عام 1988، بحق أکثر من 30 ألف سجين سياسي من أعضاء وأنصار مجاهدي خلق.
الحقيقة التي يجب على المجتمع الدولي القبول والاذعان لها، هي إنه ولولا الجهود النوعية الحثيثة والدٶوبة لمجاهدي خلق في کشفها وفضحها لما قام ويقوم به النظام من أعمال ونشاطات سرية مخلة ومٶثرة سلبا على السلام والامن والاستقرار على مستوى المنطقة والعالم، لکان هذا النظام قد فرض نفسه کقوة شريرة على المنطقة والعالم ولأصبحت مقاومته والوقوف ضده قضية صعبة وبالغة التعقيد، وإن المنطقة والعالم مدينان حقا لهذه الجهود المخلصة والصادقة التي سعت وتسعى في خطها من أجل خدمة السلام والامن والاستقرار في المنطقة والعالم، وهذا هو السبب في إن النظام وبعد إصطدامه بقوة الرفض الشعبي الذي صنعته وتصنعه مجاهدي خلق فإن مايواجهه على صعيدي المنطقة والعالم هو أيضا بالاساس حاصل تحصيل دور وجهد ونضال المنظمة، ومن الواضح إن تنصيب رئيسي يعني إن خامنئي يريد وبحسب تصوره مواصلة قد قام به النظام في صيف عام 1988، والقضاء على المنظمة لکن من الواضح إن مايريده خامنئي يمکننا وصفه بأضغاث أحلام.
هذا النظام الذي کان للأمس يتمختر بخيلاء ويتصرف وکأنه لايأبه بأحد، لم يعد بخاف على أحد الحالة التي وصل إليها اليوم حيث يعاني من الضعف والعزلة والانطواء على نفسه ويواجه أوضاعا صعبة على مختلف الاصعدة، وکل ذلك بفضل النضال المستمر والمتواصل لمجاهدي خلق ضده، ولو تتبعنا خط ومسار النضال الذي خاضته هذه المنظمة ضد هذا النظام وطوال العقود الاربعة المنصرمة لرأينا کيف إنها إستخدمت طرقا وأساليبا مختلفة من أجل مواجهة هذا النظام وإفشال مخططاته وجهوده المشبوهة.
اليوم إذ تتصاعد في داخل إيران الاحتجاجات المتواصلة والتي تصحبها نشاطات معاقل الانتفاضة حيث جرى ويجري مهاجمة مقرات وأماکن ومناطق أمنية ودينية للنظام وإحراقها، فإن بلدان العالم أيضا تشهد تجمعات وتظاهرات ومٶتمرات للمقاومة الايرانية تشارك فيها الجالية الايرانية بصورة فعالة وقوى وشخصيات سياسية عالمية تدعو العالم کله من أجل مساندة وتإييد نضال الشعب الايراني والمقاومة الايرانية لإسقاط النظام الايراني، والحقيقة إن مايقوم به خامنئي ورئيسي من أجل إنقاذ النظام إنما هو أشبه بالانشغال عبثا بمشکلة لاحل لها وإن الحل الوحيد الممکن هو الحل الذي يرعب النظام هو إسقاط النظام.