عزيزي المتابع، بدليل أن كركوك كانت مدينة كوردية ميدية عندما مر بها أبو التاريخ (هيرودوتس) 484-425 ق.م. ذكر نارها الأزلي التي تخرج من باطن الأرض، وقال: إن الغربيين يسمون النفط بـ”الزيت الميدي” نسبة إلى الميديين الكورد. ذكر هذا المؤرخ الروسي (ا.م. دياكونوف) في كتابه القيم (تاريخ ماد) ص 83. عزيزي القارئ،إذا لم يكن الميديون في كركوك كيف تنسب نفطها لهم وباسمهم؟؟. ثم، لاحظ الصورة في الأسفل نصب تاريخي لملك ميديا في كهف المعروف باسم “قزقەپان- قزقَپان” في جبل سَرسير (سەرسیر) في منطقة “چەمی ڕێزان” في جنوب ناحية سورداش التابعة لقضاء دوكان التابع لمحافظة السليمانية. حسب المصادر التاريخية، ومنها كتاب (تاريخ ماد) تأليف الروسي (ا.م. دياكونوف) ص 294 يقول: إن النصب المذكور يرى على الجانب الأيمن منه الملك الميدي -الكوردي- “کەی خەسرەو= كَيْ خَسْرَو” (كياكسار). وفي مصادر أخرى تقول: الذي يقف أمامه في الجانب الأيسر من الصورة يكون الملك الليدي”آرتميس” والنصب يعود لعام 585- 580 ق.م. أثناء عقد اتفاقية سلام بينهما، ويشاهد كل منهما يسلم على الآخر بطريقة آرية كرمز للسلام وهو سائد إلى الآن عند الكورد، وفي وسطهما يشاهد موقد النار الزرادشتية المقدسة، وفي الأعلى على الجدار يشاهد نحت للهلال الذي اقتبسه الآخرون فيما كالاقتباسات الأخرى من الكورد وجعلوه رمزاً لعقائدهم،؟ مع أن هؤلاء يزعمون بأن أولئك الكورد كانوا أناس وثنيون!!:
أدناه صورة أخرى للهلال وتحته نحت لـ(بوق) الذي ذكر في الكتب القديمة بأن الملاك إسرافيل ينفخ فيه يوم القيامة، وعلى جانبي الهلال وصور إسرافيل ملاك بجناحين على الأيمن والأخرى على الأيسر؟؟؟ هذه آثار كوردية ساسانية 226- 651م موجودة في “طاق بستان” قرب مدينة كرمانشاه (كرماشان ) في شرق كوردستان. عزيزي المتابع، أنا أنشر صور مع المقال لأن الصورة تنقل الحقيقة كما هي لا تكذب ؟. وأنا كما قال الكاتب الكوردي المصري (عباس محمود العقاد) لا يهمني كم من الناس أرضيت، ولكن يهمني أي نوع من الناس أقنعت:
أدناه خارطة، اللون الأصفر فيها يبين لك عزيزي القارئ اللبيب المدى التي وصلت إليه دولة ميديا الكوردية قبل الميلاد بقرون عديدة على الأرض. طبقاً للمصادر ومنها (أرنست هرتسفيلد): بعد تحرير نينوى إلى سقوط بابل بيد كورش الأخميني عام 539 ق.م. كانت حدود دولة ميديا الغربية تمتد من بتليس چاي – في شمال كوردستان- لحد ديالى – في جنوب كوردستان- إن الخارطة أدناه تبين بكل وضوح أن كركوك والمدن الأخرى في گەرمیان (جرميان) هي امتداد جغرافي وتاريخي لكوردستان:
وبعد الميديين الكورد حكمت كركوك أسرة كوردية أخرى باسم “الساسانيون” وكان ذلك بين أعوام 226- 651م ودعوها “گەرمەکان= Garmekan” المحرفة عربياً إلى “باجرمي” كما أسلفنا، بسبب افتقاد اللغة العربية لحرف الـ”گG= “.وسيراً على التسمية الساسانية ذكرت عند السريان وفي مصادرهم باسم “بيت گرماي ” للعلم، أن كلمة “بيت” في اللغة السريانية والعبرية تعني منطقة، كبيت لحم، وبيت لاهيا، وبيت الدين، وبيت حانون، وبيت ساحور الخ، إذاً الاسم يعني بالسريانية المقتبس من الساسانيين المنطقة الحارة؟. وكانت كركوك جزءً من الإمارة الكوردية أردلان، التي تأسست عام 617هـ وأفل نجمها عام 1284هـ. ومن ثم أصبحت جزءً من إمارة بابان وعاصمتها (سليمانية) التي تأسست عام 1106هـ وانتهت من الوجود عام 1367هـ وكانت تضم الإمارة المذكورة المدن التالية:كركوك، أربيل، قەڵاچوڵان= قلاجولان، رواندز ، كويسنجق، كفري، قەرەتەپە= قرتبة، مندلي، داوده، شوان،چەمچەماڵ = جمجمال، سەرپوول زەهاو= سربول ذهاب، قەسری شیرین، بانه، المدن الثلاثة الأخيرة تقع اليوم في شرق كوردستان (إيران). واعتبر ملك (محمود الأول) ملك مملكة كوردستان الجنوبي مدينة كركوك من ضمن مدن مملكته، وأكد هذا العلامة (محمد جميل روژبياني) في ص 10 في كتابه الذي بعنوان: كركوك في العهد الاستعمار البريطاني والعهود التالية وذلك في فصل: الإعلان عن تشكيل حكومة كوردستان في السليمانية: في يوم 1/تشرين الأول/ 1921 تسلم الشيخ محمود مقاليد الحكم في بلاد باسم (حاكم كوردستان)، وأعلن عن تشكيل مجلس الوزراء، وعندها توجه معظم رؤساء العشائر (السليمانية وكركوك وأربيل) إلى السليمانية للتهنئة والتبريك من هذه العشائر نذكر منها: (شيوخ الطالبانية،رؤساء داوده، والكاكائية ورؤساء وشيوخ البرزنجة، قره حسن، شيوخ العبيد والحويجة، وشوان ورؤساء الجباري وشيخان وبيات وشيوخ كاني قادر هؤلاء جميعاً توجهوا إلى السليمانية، إضافة إلى رؤساء هماوند والشخصيات البارزة داخل مدينة كركوك. حقاً أن قوة الكلام من قائله يا روژبياني. السؤال هنا: إذا لم تكن كركوك جزءً من كوردستان، لماذا شيوخ عشيرة العبيد والحويجة العربية وبيات التوركمانستانية تأتي لتبريك الشيخ على تبوأه مهام منصبه الجديد؟؟؟. ويضيف العلامة ڕۆژبەیانی = روزبياني في نفس المؤلف ص 14: كان (نوري برزنجي) عم – الشخصية الكوردية ونائب رئيس وزراء العراق – (فؤاد عارف) مفتشاً لمديرية معارف كوردستان، وكانت دائرته في كركوك. ومن هناك كان يشرف على مدارس كركوك والسليمانية وأربيل وأقضية الموصل. أدناه صورة تذكارية للملك (محمود الحفيد – محمود الأول) مع شيوخ العشائر العربية:
وبعده اعتبر القائد الخالد ملا (مصطفى البارزاني) كركوك جزءً لا يتجزأ من أرض كوردستان، وقال قولته الشهيرة: كركوك بالحرف الواحد كوردية. وفي عام 2003 حررها الكورد بسواعد أبنائه البررة واندحر الحكم العروبي العنصري المقيت في العراق، وهرب المستوطنون العرب إلى صحاريهم في جنوب وغرب العراق. لكن للأسف الشديد، أن قائداً كوردياً طمئنهم وأعادهم إلى كركوك مجدداً. وفي عام 2017 ساوم عليها كورد الجنسية؟، عندما أصبحوا أدلاء للجيش والحشد العراقي…، الذي قاده القزم حيدر العبادي لاحتلالها مجددا. لكن، بلا أدنى شك، أن كركوك وجميع المناطق الكوردية المحتلة من قبل الكيان العراقي… ستعود إلى حضن الوطن الأم كوردستان مادام هناك رأس كوردي يشم الهواء. أدناه خارطة تبين حدود دولة “آل ساسان” الكوردية التي كانت عاصمتها في المدائن قرب بغداد:
وهذه أيضاً صورة لـ”طاق كسرى” في المدائن (سلمان باك) التي ضمت سبعة أحياء وواحدة منها أطلق عليها الساسانيون اسم الشعب الذي انتموا إليه وسموه: “كورد آباد” أي: معمورة الكورد- الحي الكوردي. لقد ذكره العديد من المؤرخين منهم (ياقوت الحموي) في كتابه الموسوعي الشهير (معجم البلدان) ج7 ص 413 وهو يذكر الحي الذي بناه الساسانيون الكورد ضمن أحياء المدائن السبعة باسم “كورد آباد = Kurd Abad “كما قلنا، بمعنى معمورة الكورد. وبنا هؤلاء الساسانيون الكورد مدينة أخرى في منطقة نينوى = مووسیل= موصل باسم ملكهم “خەسرەو- خَسْرَو= كسرى” وسموها خسروآباد أي: معمورة الملك خسرو، لكن بمرور الزمن تحول الاسم على لسان العرب الذين جاءوا بعد الإسلام من شبه جزيرتهم في الخليج واستوطنوا نينوى إلى خورسباد؟. أدناه صورة الطاق، الذي صمم على غراره المعمار الكبير (رفعت الچادرچي) 1926- 2020 بأمر من الزعيم عبد الكريم قاسم نصب الجندي المجهول القديم. هذا هو مَعْلَمْ من معالم الكورد في بغداد تاريخ بناءه يلامس الـ2000 عام. هناك قصيدة للبحتري 204-280هـ يصف فيها جمال طاق كسرى، القصيدة معروفة بسينية البحتري لأن كل بيت فيها ينتهي بحرف السين، يقول في إحدى أبياتها:
ليس يدري أصنع إنس لجن
عزيزي القارئ الكريم،لا أجزم، لكني أقول عند قراءة هذا البيت الشعري فكر فيما قالته العرب عن الكورد بأنهم من جنس الجن؟. وهذا يعني أن يد الكوردي الجني بَنَتْ هذا المعلم الحضاري، أو بني من قبل آل ساسان بأمر من الملك الكوردي الساساني “خەسرەو- كسرى” وربما بناها الفرثيون247 ق.م. 224 ب.م. قبل آل ساسان:
01 06 2021
يتبع