في مركز اقتراع مخيم شاريا بمحافظة دهوك الذي كان المركز الانتخابي الوحيد المخصص للتغطية الاعلامية، لم يتمكن 500 ناخب على الأقل من الإدلاء بأصواتهم في التصويت الخاص بسبب عدم ورود أسمائهم في سجلات الناخبين.
في الساعة السابعة من صباح اليوم، الجمعة 8 تشرين الأول بدأت عملية التصويت الخاص في انتخابات برلمان العراق، حيث فتحت أبواب مراكز الاقتراع أمام 120 ألف و 126 ناخب نازح، يقيم 69 ألفاً منهم في محافظة دهوك.
ألياس قاسم، من أهالي مجمع تل البنات التابع لقضاء سنجار، لكنه يعيش حالياً في مخيم شاريا، قال لـ(كركوك ناو)، “كنت أحمل بطاقة الناخب البايومترية، توجهت الى مركز اقتراع في مخيم شاريا، لكنهم أخبروني بأن اسمي غير موجود هناك… ذهبت الى مركز اقتراع آخر في نفس المخيم، ولم يرد اسمي هناك أيضاً، وأخبرني أحد موظفي المفوضية بأن علينا الذهاب الى سنجار للتصويت، لأن اسمي موجود هناك.”
هذه المشكلة واجهت ما لا يقل عن 500 نازح في مخيم شاريا، وألمح مراسل (كركوك ناو) بأن نفس المشكلة واجهت نازحين آخرين في 31 مركز انتخابي داخل و خارج مخيمات دهوك.
“احترقت اصواتنا في انتخابات 2018، والآن منعونا من اختيار مرشحينا”، على حد قول ألياس قاسم.
حسب متابعات (كركوك ناو)، من مجموع 450 ألف ناخب نازح، لم يتمكن أكثر من نصفهم من المشاركة في الانتخابات السابقة التي أقيمت في أيار 2018 بسبب عراقيل عدة، من بينها عدم امتلاكهم وثائق رسمية، وجود معوقات أمنية، عدم امتلاكهم بطاقات الناخب، بُعد مراكز المفوضية عن مناطق سكناهم والضغوط التي مارستها بعض الأحزاب، كما أن أغلب الذين شاركوا في العملية تم إبطال أصواتهم بحجج مختلفة من ضمنها التزوير من قبل الأحزاب.
وقالت بسي بيسو، وهي نازحة من سنجار تقيم في مخيم شاريا، “كان اسمي موجوداً في سجل الناخبين، لكن الجهاز لم يكن يقرأ بصمتي، فقالوا لي بأنه لا يمكنني التصويت حسب قرار المفوضية.”
وكانت المفوضية قد فتحت مركزين انتخابيين في مخيم شاريا الذي يضم سبعة آلاف ناخب، لم يتمكن 500 منهم من الإدلاء بأصواتهم رغم امتلاكهم بطاقات الناخب البايومترية، وذلك بسبب عدم ورود أسمائهم في سجلات مراكز اقتراع المخيم.
جيمن خليل، مديرة مركز انتخابي في مخيم شاريا، قالت لـ(كركوك ناو)، “إجمالاً، سارت العملية بصورة جيدة ودون خروقات، نحن غير مسؤولين عن عدم ورود اسماء البعض في مركز الاقتراع، لأن هؤلاء النازحين لم يراجعوا المفوضية للتأكد فيما إن كانت اسماؤهم قد وردت في سنجار أم في المخيم.”
وأوضحت جيمن بأن “حق هؤلاء النازحين لن يضيع وبإمكانهم الإدلاء بأصواتهم في سنجار…”، وأضافت “الأجهزة لم تقرأ بصمات 15 الى 20 نازح فقط وحرموا بذلك من التصويت.”
حق هؤلاء النازحين لن يضيع وبإمكانهم الإدلاء بأصواتهم في سنجار
وقال روزهات قادر، أحد مراقبي تحالف كوردستان في مخيم شاريا “لم اصادف وجود أي حالة تزوير أو ممارسة ضغوط على الناخبين داخل مركز الاقتراع، لكن كانت هناك ضغوط خارج المركز الانتخابي لحث النازحين على التصويت”، دون ذكر اسم اية جهة معينة.
حسب احصائيات مراقبي الانتخابات، وصلت نسبة النازحين المشاركين في التصويت قبل ساعة من إغلاق مراكز الاقتراع الى 60 بالمائة.
وقال جلال حلو حنتو، أحد المراقبين التابعين للحزب الديمقراطي الكوردستاني في المخيم، “عدم تمكن 500 نازح من التصويت يمثل خسارة كبيرة للأحزاب الكوردية، لأن اصواتهم كانت لصالح الأحزاب الكوردية.”
عمار عزيز