.
يخشى عراقيون من أن يؤدي إطلاق لعبة إلكترونية جديدة تدور حول معركة الفلوجة التي خاضتها القوات الأميركية ضد مسلحي القاعدة في 2004، إلى “فتح جروح قديمة” تذكرهم بالويلات التي عانوا منها جراء الحروب في بلادهم.
ومن المقرر أن تطلق شركة أميركية ناشئة تُدعى “VICTURA” لعبة “6 أيام في الفلوجة” نهاية العام الجاري.
وكانت شركة “كونامي” الشهيرة المتخصصة بألعاب الفيديو قد أعلنت اللعبة في عام 2009، لكنها تراجعت عن طرحها بسبب حملة اعتراضات آنذاك.
عندما سمعت العراقية نجلاء باسم عبد الإله، البالغة من العمر 28 عاما، هذا الإعلان شعرت بالذعر، وبدأت باستعادة ذكريات الحرب في بلادها ومشاهد الجثث المنتشرة في الشوارع وحادثة إصابة صديقتها بالرصاص اثناء ذهابها للمدرسة.
تقول نجلاء، التي تسكن اليوم في أتلانتا بولاية جورجيا لشبكة “سي.أن.أن” إنها تشعر بـ”الاشمئزاز” لأن القائمين على اللعبة “يريدون تحقيق الأرباح على حساب معاناة أشخاص من الحرب مثلي”.
لكن الشركة المطورة للعبة تقول إن هناك سوء فهم من المنتقدين، وتؤكد أنها تحاول من خلال طرح اللعبة التعريف بما جرى في تلك الفترة.
وتضيف أن “لعبة 6 أيام في الفلوجة عبارة عن مزيج من الوثائقيات وروايات شهود عيان وطريقة اللعب، نحاول من خلالها مساعدة الأشخاص الذين لم يختبروا القتال مطلقا على فهم سبب كونه مكلفا للغاية للجميع”.
ويقول مطورو اللعبة إنهم تعاونوا مع نحو 100 عنصر من أفراد الجيش الأميركي، تحدثوا عن مشاهداتهم في تلك المعركة بالإضافة لصور ومقاطع فيديو، من أجل ضمان إعادة تصوير الأحداث بموثوقية واحترام.
ويؤكد المطورون أنهم تحدثوا مع 27 عراقيا، 23 منهم من سكان الفلوجة للغرض ذاته.
وخلال اللعبة، يمكن للاعب الاختيار إما أن يكون جنديا أميركيا يقود وحدة خاصة لمكافحة المتمردين، أو أبا عراقيا أعزل يحاول الهروب مع عائلته إلى بر الأمان.
ويؤكد المطورون أن اللعبة ستنتهي، ويعتبر اللاعب خاسرا في حال أطلق النار على مدني عراقي، مشيرين إلى أن العراقيين الوحيدين الذين يمكن قتلهم هم المتمردون.
تتفهم نجلاء فكرة لعبة “ستة أيام في الفلوجة” والأساس الذي أطلقت من أجله، لأنها أصلا تمارس ألعاب الفيديو، لكنها مع ذلك ترى أن الاستعانة بقصة حقيقية، عانى خلالها الناس أو ماتوا، وتحويلها إلى لعبة يقلل من أهمية هذه التجربة.
وتضيف أن هناك طرقا أكثر احتراما ومصداقية للتعرف على ما حدث في الفلوجة، من بينها القصص الإخبارية والكتب والأفلام الوثائقية التي تم إنتاجها حول المعركة.
يشعر محمد حسين، وهو أميركي من أصل عراقي أيضا، بالقلق من أن المتمردين في اللعبة يبدون وكأنهم مدنيون عراقيون عاديون.
وتظهر لقطات من اللعبة بعض المسلحين وهم يضعون غطاء رأس تقليديا (عقال) باللون الأسود والأبيض، الذي يعتبر زيا شائعا في العراق والدول العربية الأخرى.
يقول حسين (26 عاما) “إن اللعبة تجرد العراقيين من إنسانيتهم وتظهر كيف أن بعضهم متمردون وبعضهم من القاعدة والبعض مدني ولا سبيل للتمييز بينهم”.
وتصور أحداث اللعبة ستة أيام من الصراع عاشتها قوات المارينز الأميركية أثناء محاولتها استعادة الفلوجة من عناصر تنظيم القاعدة، وتتيح للاعبين العيش في أجواء المعركة عبر قيادة فريق من مشاة البحرية يخوض معركة ضد المتمردين.
وتستند اللعبة إلى أحداث حقيقية وقعت خلال معركة الفلوجة الثانية في العراق عام 2004، وتم استقاؤها من مقابلات مع أكثر من 100 عنصر من مشاة البحرية الأميركية وجنود ومدنيين عراقيين.
ومن المقرر طرح الإصدار الجديد من اللعبة التكتيكية على أجهزة الحاسوب وبلاي ستيشن وإكس بوكس خلال عام 2021.