حقيقة لا أريد في هذه المقالة أن أتحدث عن أخطاء وشطحات و…؟ جلال الطالباني، الذي رحل عنا قبل أربعة أعوام إلى عالم اللا عودة. إن جلال هذا؛ عشق في حياته السلطة والقيادة، وبسبب هذا العشق الجنوني، عبث بالقضية الكوردية، وألحق بها الأذى الكثير في حياته السياسية التي امتدت لعدة عقود، وانتهت به على كرسي متحرك بدون حركة وبدون نطق حتى رحيله الأبدي.
الطامة الكبرى، رحل الذي قال في حضور الأتراك الطورانيون في أنقرة: إن قيام الدولة الكوردية حلم العصافير والشعراء!!!. وجاء بعده مَن دون هذا أيضاً!!!. لقد رحل الذي ولد وترعرع في جانب كبير من حياته في كوردستان وبين الشعب الكوردي. لكن الآن يقود الاتحاد الوطني الكوردستاني صبيان السياسة، ولدوا في بلاد المهجر، لم ولن ولا يعرفوا شيئاً عن الكورد وكوردستان، بل حتى لغتهم الكوردية ركيكة إلى حد الذي عندما عزى نجل طالباني الأكبر بافل شخص كان قد توفى والده قال له: لا تهتم للأمر هذا لا شيء؟!. وغير هذا، أن هذا الغلام أبو نص عقل وشقيقه الملتحي وابن عمه عامل المطعم وشقيق ابن عمه الأثول المدعو آراس وبنت عمته المدعوة آلا أسدي أفرغوا الحزب حتى من مضمون اسمه وأصبح بفضل قيادتهم الصبيانية لا متحداً ولا وطنياً ولا كوردستانيا، لذا عاقبهم الشعب في الانتخابات الاتحادية التي أجريت البارحة في العراق وجنوب كوردستان. ليعلم هؤلاء الآن جيداً، هذا هو نهاية كل من يتهور ولا ينصت إلى صوت الشعب، وصوت قاعدة حزبه التي انتقدته وانتقدت قيادة الحزب مرات عديدة على سياسته العوجاء، وذلك في مواقع التواصل الاجتماعي، لكن الغلام الأبله كان مشغولاً بملذات الحياة ولم ينتبه للنقد البناء.
دعنا عزيزي القارئ الكريم، أن نسرد بعض النقاط التي احتفظ بها الشعب الكوردي في ذاكرته وما أن جاء وقت الحساب عاقب عليها حزب الاتحاد الوطني الكوردستاني. من هذه النقاط التي لا تمحى من ذاكرة الكوردي. 1- اتفاقهم المشين والمعيب مع رئيس مجلس وزراء العراق القزم المدعو حيدر العبادي وتسليمه كركوك في 16 أكتوبر 2017 بدون قتال، كركوك التي والدهم الراحل سماها خطأ بقدس كوردستان. 2- مؤتمر الرابع للحزب، الذي كان عبارة عن مهزلة، أبعدت قيادات تاريخية وجيء بصبية لا يجيدون ألف باء السياسة، ليس هذا فقط، بل سلمت قيادة الحزب لصبيين اثنين من عائلة واحدة!!! كنا ننتقد حزب البعث لأنه نصب الرئيس ونائبه من منطقة واحدة في تكريت، قلنا أليس في العراق شخص آخر من منطقة أخرى يكون نائباً له. لكن الجماعة نصبوا رئيسي الحزب ليس من منطقة واحدة بل من عائلة واحدة!!!.3 – الخلاف الصبياني بين رئيسي الحزب ابني العم طمعاً بالجاه والسلطة والمال. 4- التسيب واللا مبالاة في صفوف الحزب منذ قيادة والدهما وإلى الآن لم تعالج وكبرت شيئاً فشيئاً ككرة الثلج. 5- جعل الحزب كشركة لعائلة الطالباني يقف على رأس قيادته زوجته هيرو، وشقيقة زوجته شاناز، بافل، قوباد، لاهور، آراس، آلا، بيجرد، ومحمد طالباني الخ الخ الخ بعد كل يزعمون دون خجل أن الحزب ليس عائليا!!!. 6- تسليم معارضين كورد من شرقي كوردستان إلى النظام الإيراني وجرى إعدامهم بدم بارد في إيران. عجبي، أ تريدوا أن ينسى الشعب الكوردي هذا الفعل المخزي؟؟. 7- إتباع سياسة التخاذل مع سلطة الأشياع في بغداد، وهذا يخدش هيبة وكبرياء الكورد الذين هاماتهم بعلو جبال كوردستان. 8- الفساد المتفشي في السليمانية والجمارك التي تقع في حدودها مع شرق كوردستان. من الأمور المخزية، لقد أوقفوا كاميرات المراقبة المرورية في السليمانية، قالوا كي لا تذهب مبالغ الغرامة إلى أربيل العاصمة ؟؟؟!!!. 9- من الأمور التي تؤثر سلباً على أي حزب، أن يقوم بدور الحاكم والمعارض معاً!!! الحزب مشارك في حكومة الإقليم حيث قباد كان نائباً لرئيس مجلس الوزراء والقيادي شيخ جعفر نائباً لرئيس الإقليم وللحزب وزراء ومدراء في الحكومة أيضاً، لكنه في جانب آخر يلعب الحزب دور المعارض وينتقد الحكومة الخ لا نستطيع أن نقول شيء عن هكذا سياسية غير إنها سياسة صبيانية ما لا يرتضي بها الشعب الكوردي المتفولذ بالنضال. 10- من التصريحات التي أثرت سلباً على سمعة الاتحاد ما قالته عضوة مكتبه السياسي آلا طالباني في قناة تلفزيونية بأنها عربية أسدية، أن الشعب الكوردي لا يغفر للشخص والحزب الذي يهين كبرياءه كشعب قائم بذاته ويقول على الهواء مثل هذا الكلام غير المسئول. 11- انشقاق نوشروان وتأسيسه لحركة التغيير. وكذلك انشقاق برهم صالح وعودته إلى الاتحاد بطريقة كوميدية حتى يتبوأ منصب رئيس جمهورية العراق؟! لازالت الطريقة التي أصبح بها رئيساً يقزز الذوق العام السياسي،هو الآخر كان مسماراً آخراً ضرب في نعش الاتحاد. 12- تصريحات غير المتوازنة للخبل المدعو آراس جنكي،هي الأخرى أثرت سلباً على اسم الاتحاد في الشارع الكوردستاني. 13- إبعاد القيادات التاريخية من المواقع المتقدمة والحساسة في الحزب، التي لها علاقات مباشرة مع الجماهير، وفي مقدمتهم ملا بختيار صاحب فكر وقلم لا يستهان به. 14- تحويل قبر جلال الطالباني إلى مزار كإمام زادة، يا ترى في أي حزب يزعم أنه اشتراكي ديمقراطي ولا ديني يجعل من قبر قائده مرقداً كمراقد الأئمة؟؟؟!!!. 15- الأصوات النشاز التي ارتفعت من السليمانية طالبت بفصلها عن جسد إقليم جنوب كوردستان. إبان زيارة مصطفى الكاظمي لسليمانية استقبلته جماهير المدينة وقال له أحدهم: أهل بك في شمال العراق. عندها كتبت مقالاً بعنوان: تباً لكم أ هذه هي قلعتكم.
إن كل هذه النقاط وغيرها التي لم نذكرها كي لا نرهق القارئ، هي التي أوصلت حزب الاتحاد الوطني الكوردستاني إلى ما هو عليه الآن، الذي يقف في أدنى مستواه في الشارع الكوردستاني. عزيزي المتابع، إن العرف السائد في الأحزاب الديمقراطية في العالم المتحضر إذا هبطت شعبية أي حزب منها وخسرت في الانتخابات أو في استفتاء ما في ذات اللحظة التي تعلن عن النتائج يقدم رئيس الحزب استقالته، لأن بسبب قيادته الفاشلة أوصل الحزب إلى فقدانه لشعبيته في الشارع. السؤال هنا، هل يقدم بافل طالباني الذي نشأ في أعتى ديمقراطية في العالم إلا وهي الديمقراطية البريطانية على الاستقالة كي يفسح المجال لمن هو أقدر منه في قيادة الحزب؟ ها إننا ننتظر
” لا ديمقراطية دون محاسبة، وإلا
12 10 2021