حلت الكتلة الصدرية في المرتبة الأولى
.
مُني عدد من السياسيين العراقيين المخضرمين، بخسارة قاسية، خلال الانتخابات النيابية العراقية، التي جرت الأحد الماضي، فيما رأى مراقبون، أن خطاب أغلب تلك الشخصيات لم يكن بمستوى الوعي الشعبي، وما زال يرتكز إلى الماضي.
وحلت “الكتلة الصدرية” التابعة لزعيم التيار الصدري في المرتبة الأولى، بواقع 72 مقعداً، فيما جاء تحالف “تقدم” برئاسة رئيس البرلمان، في المرتبة الثانية، بحصولها على نحو 40 مقعداً.
وأُثار انتباه الشارع العراقي، خسارة سياسيين من الجيل الأول، مثل رئيسي البرلمان السابقين، أسامة النجيفي وسليم الجبوري، ووزير الدفاع السابق، خالد العبيدي، والقيادي في حزب الدعوة، خلف عبدالصمد، ورئيس الحزب الاسلامي، رشيد العزاوي.
كما خسر النائب والوزير الأسبق، سلمان الجميلي، والنائب السابق، ظافر العاني، والنائب السابق، حسن سالم، وآخرون.
خطاب “لا يمشي”
ورأى مختصون، أن أغلب تلك الشخصيات، اعتمدت خطاباً مغايراً، وقديماً، ولا يساير الواقع العراقي الجديد، في ظل المتغيرات التي حصلت، مثل الاحتجاجات الشعبية، والتحولات السياسية التي شهدتها البلاد، أو اعتمادها برامج انتخابية غير واضحة، ما دفع الجمهور إلى “التصويت العقابي” ضدها.
ويرى القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني، عماد باجلان، أن “تلك الخسارة جاءت بسبب تزايد الوعي لدى الناخبين، وسئم من تلك الأحزاب التقليدية، التي كانت تعتمد على شعاراتها الطائفية والعنصرية، لمدة عقدين من الزمان، وحال المواطنين من سيئ إلى أسوأ”.
وأضاف باجلان، في تعليق لـ”سكاي نيوز عربية” أن “الدعاية الانتخابية للكثير من السياسيين لم تكن بمستوى الطموح، أو الخطاب المأمول منهم، بالإضافة إلى أن قانون الانتخابات هذه المرة، قللت نسب التزوير”، مشيراً إلى أن “الشباب العراقي كان عازفاً عن الذهاب إلى صناديق الاقتراع، معاقبة، للسياسيين، الذين حكموا ولم يُقدموا أبسط مقوّمات الحياة”.
ويرى القيادي الكردي أن “مدناً مثل البصرة، التي تتوافر على موارد هائلة، مثل النفط والمياه، ومشاطئة البحار، لكنها تعيش واقعاً خدمياً سيئاً، وتصاعداً في نسب الفقر، والحرمان، فكيف يمكن أن يذهب المواطنون للتصويت، أو يصوّتوا لمن كان سبباً في حياتهم الصعبة”.
وحملت نتائج الانتخابات النيابية في العراق مفاجآت كبرى، كان أبرزها خسارة تحالف الفتح، المظلة السياسية للحشد الشعبي والفصائل الموالية لإيران، نحو 34 مقعدا، نزولا من 48 مقعدا حققها خلال انتخابات عام 2018، وهو ما اعتبر مؤشرا على عدم قبول الشارع لهذا المسار.
سلوك الناخبين
وكان التحالف الذي يضم عددا من الكتل، مثل منظمة بدر وعصائب أهل الحق وغيرها، يأمل في الحصول على نتائج وازنة، تؤهله للمشاركة في تشكيل الحكومة أو فرض رؤيته عليها، لكن ما حصل هو العكس.
وأغلب الشخصيات الخاسرة، كانت من التي تسلمت مناصب سابقة، سواء في الحكومات المتعاقبة، أو شغلت مقاعد في مجلس النواب، لفترة طويلة، وهو ما أعطاها “حصانة” – وفق نظرتها – ما جعل خسارتها تشكل صدمة لها، ما دفعها إلى التشكيك بنتائج الانتخابات، أو اتهام المفوضية بالتلاعب بها.
ويحلل عضو شبكة شمس لمراقبة الانتخابات أحمد العبيدي، سلوك الناخبين، بأنه “يعتمد على تقييمات دقيقة للمرشح، أو النائب السابق، تتعلق بوجوده في المنطقة التي يمثلها، والإنجازات الخدمية، والتشريعية التي شارك بها، فضلاً عن خطابه نحو جمهوره، وفيما إذا كان يتواءم مع المرحلة الراهنة، أو ما زال يعتقد بأفكار سابقة، مثل الخطاب التحريضي، أو المناطقي، أو حتى الغارق في الخدمية”.
ويرى العبيدي في تعليق لـ”سكاي نيوز عربية” أن “بعض القيادات لجأت إلى العمل الخدمي في آخر أيام الدعاية، وهو ما حفز الجمهور على التصويت العقابي ضدهم، وآخرون، ظهروا مع موسم الانتخابات، ما ولّد ردة فعل لدى الجمهور، ضدهم، خاصة وأن غيابهم كان واضحاً، دون إنجازات تُذكر”.