يحكى ان رجلا حكيما عادلا اختاره الناس ليكون هو حاكم البلدة وفي اول يوم له في الحكم اجتمع الناس كل يريد ان يروي له مشكلته وشكواه لكي يحلها له
فقال لهم الحكيم الحاكم انتظروا قليلا واحضر صندوقا كبيرا
وقال: كل منكم يكتب مشكلته في ورقة ويضعها في هذا الصندوق ثم ينصرف ويأتي غدا ان شاء الله
فظل الناس يوم كامل يكتبون شكواهم ومشاكلهم ويضعونها في الصندوق حتى امتلئ لأخره وفي اليوم التالي بدأ الناس يتوافدون على الحاكم ليروا ماذا فعل في مشاكلهم
فقال الحاكم للحراس ادخلوا واحدا بعد الاخر
ولما دخل اولهم قال له الحاكم: اعطني ورقتك من الصندوق
فأخذ الرجل يتناول الاوراق يقرأها واحدة تلو الأخرى يبحث عن ورقته
وكان كلما قرأ مشكلة كتبها غيره….
يحمد الله ان مصيبته ليست كمصيبة غيره حتى خرج من عند الحاكم حامدا شاكرا
صابرا محتسبا ..
وهكذا يدخل كل واحد يقرأ مصائب غيره فتهون عليه مصيبته
فخرج لهم الحاكم وقال:
ان الله ما اشقاك الا ليسعدك وما اخذ منك الا ليعطيك وما ابكاك الا ليضحكك
وما حرمك الا ليتفضل عليك وما ابتلاك الا لانه يحبك فاصبر فإن فرج الله قريب .