دكة احتياط مزدحمة بأسماء وازنة
لم يكن قانون الانتخابات العراقي السابق يقود إلى أية مفاجآت فيما يتصل باستبدال النوّاب، أما القانون الجديد فقد يكشف عند تطبيقه تغييرات مثيرة على مستوى أعداد الكتل.
وتجرّب البلاد للمرة الأولى، تطبيق قانون يستبدل مقعد البرلماني الشاغر، بصاحب أعلى الأصوات من الخاسرين، بينما كان الاستبدال في القانون السابق يجري من داخل الكتلة، أي أن شغور مقعد نائب ينتمي إلى الكتلة (س) سيقود إلى منح المقعد إلى شخص آخر من الكتلة ذاتها.
تنص المادة 15 من قانون الانتخابات الساري، رقم 9 لسنة 2020، خامساً على مايلي:
“اذا شغر أي مقعد في مجلس النواب يحل محله المرشح الحائز على أعلى الأصوات في الدائرة الانتخابية”.
وقد واجهت هذه المادة انتقادات لجهة أنها ربما تغيّر التوازنات المكوّناتية في بعض المناطق المختلطة، في حال وفاة، أو حتى اغتيال نوّاب.
ووفقاً للقانون، ستتغير الأوزان البرلمانية مع موجة صعود النواب لتسلم مناصب تنفيذية، وعلى فرض تشكيل كابينة الحكومة المقبلة من نوّاب فائزين، أو تسلمهم مناصب تنفيذية في الدرجات الخاصة أو غيرها، فإن الحديث عن صعود نحو 30 نائب خاسر لتسلم مقاعد برلمانية بصفة بدلاء، سيكون أمراً منطقياً، بالنظر إلى أعداد الشخصيات المطلوبة لشغل مناصب في الكابينة الوزارية، إلا إذا تم تكرار تجربة الوزراء “التكنوقراط”.
لكن التغيير في أوزان الكتل البرلمانية بعد تشكيل الحكومة، قد لا يكون مؤثراً بالقدر الذي هو عليه أثناء صراع تشكيل الكتلة الأكبر.
أدناه بعض التطبيقات المفترضة للقانون الجديد، والمبنيّة على آخر أرقام أصدرتها المفوضية:
بغداد
الدائرة الثانية – الرصافة – بغداد، قد تكون الأعلى حظاً بالاستبدال، فتسلّم أي من “حاكم الزاملي، مها الدوري، حسن الكعبي” من الكتلة الصدرية مناصب تنفيذية، سيعني مباشرةً صعود النائب الخاسر “حسن سالم” من كتلة صادقون إلى البرلمان.
في الدائرة السادسة – الرصافة – بغداد، ينتظر وزير الدفاع الأسبق “خالد العبيدي”، شغور مقعد من أصل أربعة يشغلها الآن كل من “عائشة المساري، علي الساعدي، محمد القدري، وعباس الجبوري” وسيحظى العبيدي بفرصة الدخول إلى البرلمان مباشرةً.
في الدائرة السابعة – الرصافة – بغداد، ستتمكن النائبة السابقة “انسجام الغراوي”، من تحالف قوى الدولة، من استعادة مقعدها البرلماني، في حال شغور مقعد “محمد شياع السوداني” لتسلمه منصباً حكومياً، أو أياً من الفائزين الآخرين في الدائرة “صفاء التميمي، محمد السوداني، ابتسام التميمي”.
المرشح الشهير “كامل عنيّد” (استُخدمت دعايته الانتخابية كمادة في برنامج البشير شو الساخر) سيكون بإمكانه الحصول على مقعد نيابي عن الدائرة التاسعة – الرصافة – بغداد، فيما لو شغر مقعدان من أصل ثلاثة، يشغلها الآن كل من محافظ بغداد السابق “عطوان العطواني” و “ستار العتابي” و”ابتسام البديري”.
في الدائرة الحادية عشرة – الكرخ – بغداد، ينتظر القيادي في منظمة بدر “معين الكاظمي” والنائب السابق “حمد الموسوي” مقعدين على التوالي، فيما لو شغر مقعدان من أصل 5 يشغلها الآن الفائزون “عالية نصيّف، مهدي الخيكاني، تقي الفرجالله، حسنين الخفاجي، نسرين الحجيمي”.
في الدائرة “الساخنة” 12 – الكرخ – بغداد، سيكون بإمكان النائب السابق “محمد الكربولي” تسلم مقعده، فور شغور مقعد أحد النواب الفائزين “غاندي الكزنزاني، علي الموسوي، علي الساعدي، حسين سعيد الربيعي، وشيماء العبيدي”.
كربلاء
في كربلاء، الدائرة الثالثة، سيتمكن مرشح حركة امتداد، “ضياء هندي”، من دخول البرلمان، إذا ما شغر مقعد أي من الفائزين الأربعة “محمد آل علي، رائد الفتلاوي، أحمد العماري، وابتسام الابراهيمي”.
وفي الدائرة الأولى، في حال تسلّم وزير الإسكان الأسبق، والنائب الفائز الحالي عن الكتلة الصدرية طارق الخيكاني، منصباً تنفيذياً، فإنه سيخلي مقعده لمرشح تحالف الفتح “حسين علي اليساري“.
كركوك
في كركوك، الدائرة الأولى، سيتعيّن شغور مقعد أحد الفائزين الخمسة “شاخوان عبدالله، أميد فيض الله، ديلان زنكنة، صباح وهاب، مهيمن الحمداني” ليتمكن المرشح الخاسر “مؤيد الداوودي” من نيل مقعده، أما النائبة السابقة “آلا طالباني”، فسيتعيّن عليها انتظار شغور مقعد النائبة الفائزة “ديلان غفور زنكنة” واختلال نسبة التمثيل النسائي، لتحل محلّها.
أما في الدائرة الثانية، فلن يستفيد النائب السابق الخاسر “خالد المفرجي” من خلو مقعد النائب الفائز “أرشد الصالحي” لأن المرشحين الخاسرين “سوسن جدوع، وغريب المرادلي” على التوالي، يسبقان المفرجي على “دكة الاحتياط”.
في الدائرة الثالثة لكركوك، فائزان، وفائزة (كوتا) هم كل من النائب “محمد تميم” ومحافظ كركوك “راكان سعيد” و”منى الجبوري”، ووفقاً للأرقام، سيحتاج الزعيم القبلي “وصفي العاصي” إلى شغور مقعد أحد الرجلين الفائزين ليتسلم مقعده، لكن العاصي أعلن عبر صفحته الشخصية فوزه بالمقعد، ونشر فيديو يقول فيه مسؤول في المفوضية “ماكو كوتا” رداً على سؤال احد الصحفيين.
نينوى
في الدائرة الرابعة بمحافظة نينوى، فاز حتى الآن كل من “ابراهيم قبو آل عثمان، ومحمد فرمان الجبوري، ونايف دباس الشمري، ومقعد كوتا نسائية لليال يونس العطو”، وينتظر النائب السابق “مختار الموسوي” شغور أي من المقاعد الرجالية ليستعيد مقعده البرلماني.
ذي قار
في حال تولّى رئيس حركة امتداد، الفائز عن الدائرة الأولى في ذي قار، علاء الركابي، منصباً تنفيذياً، أو استقال، فإن بديله سيكون مرشح الكتلة الصدرية الخاسر “غزوان الغزي”.
أما إذا شغر مقعد النائبة الفائزة عن الكتلة الصدرية، في الدائرة ذاته، أميرة عبدالرسول، فإن بديلتها ستكون “أمل الناصري” من تحالف الفتح.
فرصة استعادة النائب السابق عن تحالف الفتح “وليد السهلاني” مقعده في البرلمان، متوقفة على شغور مقعد أحد النواب الفائزين داوود الطائي عن امتداد، أو غايب العميري عن الكتلة الصدرية، أو داخل راضي الحميدي عن دولة القانون.
أما شغور مقعد نائبة الكتلة الصدرية “مروة الكناني” سيعني صعود المرشحة عن حزب “المحافظون” هيفاء حسين.
القيادي البارز في ائتلاف دولة القانون “كاطع الركابي”، سيحتاج شغور مقعدين من أصل ثلاثة سيشغلها “وزير العمل في حكومة الكاظمي النائب الفائز عادل حاشوش، والنائب الفائز عن امتداد كاظم الفياض، ونائب الكتلة الصدرية عمار السلمان”.
مرشح حركة “حقوق” في الدائرة الخامسة، “محسن العامر”، سيحتاج إزاحة مقعدين من أصل ثلاثة سيشغلها حالياً النائب الفائز عن امتداد فلاح الهلالي، والنائب الفائز عن دولة القانون عارف الحمامي، والنائب الفائز عن الكتلة الصدرية غسان السعيدي.
النجف
في النجف، يحظى زعيم حركة الوفاء، “عدنان الزرفي” بفرصة لاستعادة مقعده، عن الدائرة الأولى، فيما لو تولى أحد النواب الأربعة منصباً تنفيذياً “المستقل محمد عنوز، أو حسن العذاري الدلفي عن الكتلة الصدرية، أو المستقل هادي السلامي، أو عقيل الفتلاوي عن دولة القانون.
البصرة
في الدائرة الأولى بمحافظة البصرة، إذا شغر مقعد المحافظ الفائز أسعد العيداني، فإن خليفته سيكون المرشح “المستقل” والقيادي في هيئة الحشد الشعبي “علاء الحيدري”.
وسيكون الطريق إلى البرلمان سالكاً أمام رئيس تجمع “الفاو زاخو” وزير النقل الأسبق “عامر عبدالجبار” عن الدائرة الثانية في البصرة، على أن يشغر أحد المقاعد الأربعة التي يشغلها الآن “عدي عواد عن الفتح، عامر الفايز وعلي عشوان عن تصميم، وأياد المصاليخ عن الكتلة الصدرية”.
وينتظر رئيس مجلس محافظة البصرة السابق “صباح البزوني”، شغور مقعد أي من “علي الجوراني عن تحالف قوى الدولة، أو مهند الخزعلي عن الكتلة الصدرية، أو المستقل هيثم الزركاني” ليحل محلّه.
الأنبار
في الدائرة الأولى بمحافظة الأنبار، إذا قرر رئيس البرلمان السابق محمد الحلبوسي شغل منصب تنفيذي، فإنه سيهدي مقعده إلى مرشح منافسه تحالف عزم “عيسى ساير العيساوي”.
أما تولي محافظ الأنبار علي فرحان الدليمي منصباً تنفيذياً، فلن يغيّر من المعادلة، لأن بديله سيكون من الحزب ذاته، مرشح تحالف تقدم في الدائرة الثانية “أحمد العلواني”.
في الدائرة الثالثة، سيتعيّن على النائب عن تقدم هيبت الحلبوسي البقاء في البرلمان، لأن شغور مقعده سيعني صعود “فارس الفهداوي” عن تحالف عزم إلى البرلمان.