قطعاً أن المدينة التي أعنيها في عنوان المقال أعلاه؛ هي مدينة السليمانية، التي بناها ورفع من شأنها آل بابان، لكن دمرها وقزَّمها آل طالبان؟. أقوله بترس الفم: لم تعد السليمانية في عهد سلطة الغلمان من آل طالبان مدينة التضحية والفداء كما كانت تسمى. بل حتى في زمن والدهم العراقچي جلال طالباني، الذي خنق الفكر القومي الكوردي والوطني الكوردستاني فيها إلى أبعد الحدود. لقد جعلهم لا يميزون بين الانتماء للوطن الكوردستاني والانتماء للكيان العراقي المحتل لوطنخم!!، حتى إنك حين تسأل أحدهم: من أين أنت. يرد عليك بلهجة جافة: عێڕاقیم. أي: أني عراقي!!. ولا يخطر بباله أبداً أنه كوردستاني؟. قبل فترة زار رئيس مجلس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي مدينة السليمانية وعند استقباله من قبل الجماهير في مدخل المدينة قال له أحدهم بلغة عربية وبلهجة عراقية ركيكة: سيدي أهلاً بك في شيمال العراق!!. بعد مضي أربعة عقود على سيطرة حزب طالباني – كما يسميه العرب- على هذه المدينة الكوردستانية لم يحاول أن يرسخ في فكر أهلها اسم وطنهم كوردستان؟؟!!. أ صحيح؛إذا قائد الحزب يتناسى – تعمد نسيانها- أن له وطن اسمه كوردستان، كيف أريد منه أن يلقن مواطنيه باسمه؟؟؟. تصور عزيزي القارئ، أن أعداء الكورد من القيادات الشيعية وغيرهم لم يقولوا يوماً ما عن جنوب كوردستان بأنه جزء من العراق، أو كوردستان العراق، للحق يقال، في كل مرة عندما يذكرون اسم الوطن الكوردي يقولون كوردستان بدون لاحقة العراق. لكن رئيس حزب قومي كوردي مثل جلال طالباني وغلاميه وبقية العائلة المالكة، كالمغامر لاهور، والخبل آراس، والعروبية آلا أسدي، واللا سياسية بيجرد (بێگەرد) وزوجة جلال وشقيقته شاناز الخ أن هؤلاء جميعاً… في كل مرة حين ينطقون اسم الشعب الكوردي ووطنه كوردستان يلحقونهما بالمحتل العراقي…؟؟!! كقولهم كوردي عێڕاق، کوردستانی عێراق. أتساءل مجدداً، يا ترى ماذا فعل حزب الاتحاد الوطني الكوردستاني في مدينة السليمانية التي يوصفها بقلعته الشامخة قومياً ووطنياً خلال أربعة عقود ونيف!!!. أو كما وصفها الطالباني الأب في حياته بـ: شاره حەیاتەکە = المدينة الفاضلة. أي قائد هذا الذي يفضل مدينة كوردية على أخرى أن لم يكن إنساناً مناطقياً وضَيق الأفق؟!.
عزيزي المتابع، من بقايا السياسة السلبية لجلال طالباني التي ورثتها عائلته وتغرسها في المنظومة الفكرية للمواطن الكوردي ليل نهار في السليمانية صار لا يعرف مدى خطورة الانعطافة التي تمر بها المنطقة بصورة عامة والعراق بصورة خاصة، ومدى تأثير هذه الانعطافة على جنوب كوردستان. فلذا، لم يهتم أهل السليمانية بعملية الانتخابات الاتحادية التي أحدثت تغييراً في البيت الكوردي؟ وسيصل تردد هذا التأثير إلى جنوب كوردستان بعد تشكيل الحكومة الاتحادية في بغداد، وعندها لا يفيد الندم وعض الأصابع ويردد مع نفسه لماذا لم نشترك في الانتخابات بكثافة حتى يكون لنا صوت مدوي تحت قبة البرلمان الاتحادي وفي الحكومة الاتحادية. نقول لأهل السليمانية، هذا هو ثمار الاشتراك في الانتخابات الاتحادية التي كانت بنسبة 37% أقل نسبة تصويت في عموم المحافظات في إقليم كوردستان بما فيها كركوك السليبة كانت في العاصمة الثقافية لكوردستان!!!. فلذا، أنا تكلمت في هذه الوريقات بلغة خشنة، لأني أعلم أن القادم خطر وخطر جدي على حدود جنوب كوردستان الجغرافية؟. إن مدينة دهوك في أعالي الإقليم صوتت بنسبة 61% شيء جيد ومفرح، لكن حتى هذا قليل نسبياً، وجب على عموم المدن الكوردية في الجنوب الكوردستاني أن تشترك في مثل هذه الانتخابات بنسبة 9،99% لأنها واقعة في دائرة الخطر ولا يحميها سوى كثرة أصواتها الانتخابية كدرع واقي لها ولوطنها كوردستان. حتى أن كركوك التي في قلب الخطر، كانت نسبة المشاركة فيها بـ 44% صدقوني عار على كل كوردي حق له التصويت وجلس في البيت ولم يصوت، وتحديداً الكورد في كركوك المغتصبة عربيا.
عودة إلى بيت القصيد في موضوعنا الذي هو مدينة السليمانية. حقيقة لا أدري على ماذا صوتت السليمانية لحراك الجيل الجديد، الذي يرأسه المدعو شاسوار جلال. أولاً: لم يضع اسم كوردستان في ذيل اسم حراكه وهذا عمل مقصود لا يغتفر، لا أجزم، لكني أقول: ربما كان اختيار الاسم بدون تذييله باسم كوردستان كان بأمر من محتلي وأعداء الكورد وكوردستان؟ كي يبينوا للعالم أن الجيل الجديد الكوردي لا يحبذ اسم وطنه كوردستان، بل يحبذ اسم آخر؟؟؟. حتى أن حركة التغيير وقع في هذا المطب… التي هي الأخرى لم تذيل اسمها بلاحقة الكوردستاني؟؟!!. ثم، أن المدعو شاسوار توجد عليه مسائل كثيرة في المحاكم في السليمانية مع الكثير من أهل السليمانية، بالإضافة إلى شقيقته سروه التي كانت تعادي الكورد وكوردستان في بغداد، وتكلمت في القنوات العربية كأية عربية عنصرية ضد تطلعات الشعب الكوردي الجريح؟!. البارحة، بدأ الحراك التحرك المشبوه ضد الكورد وكوردستان حين اجتمع مع صبية بعض الكتل الصغيرة التي فازت بالانتخابات التي لا يوجد في قاموسها شيء اسمه كورد وكوردستان، ككتلة امتداد والمستقلين، لقد قال أحدهم في برنامج مع ملا طلال: نحن أصحاب فكر وطني جامع. وقال الآخر: نؤسس للمواطنة بعيداً عن العرقية والطائفية. يقول المثل: من فمك أدينك. إن السياسي الكوردي يعلم جيداً أن من يقول مثل هذا الكلام الماسخ يقصد به الكورد وكوردستان، تصور أن حراك شاسوار يريد أن يتحالف مع هؤلاء…؟. عزيزي المواطن الكوردي، إن تحالف شاسوار هذا خارج البيت الكوردي يبدد الفعل السياسي لمقاعد الكورد في البرلمان الاتحادي؟. السؤال هنا، يا ترى على أي شيء استندوا أهل السليمانية حين منحوها وحراك شقيقها خمسة مقاعد في البرلمان الاتحادي؟!، حقاً شبيه الشيء منجذب إليه؟؟؟ بلا أدنى شك هذا ظلم ما بعده ظلم وإجحاف بحق الكورد وكوردستان. وفي كركوك السليبة، حصل الحراك الذي يرأسه شاسوار على مقعد واحد، لكن هذا المقعد على الرغم من أنه مقعد يتيم للحراك إلا أنه ذات مفعول خطير، سوف نرى في قادم الأيام كيف تستخدم مستحقات هذا المقعد الحراكي مع مقاعده الـ8 الأخرى تحت قبة البرلمان الاتحادي؟. حقاً هذه الانتخابات تركت نقطة سوداء كبيرة بجانب نقاط سوداء أخرى في صفحة أهل السليمانية، الذين منحوا خمسة مقاعد للغلام شاسوار وتركوا حزب أبو الشهداء (محمد حاج محمود) بدون أي مقعد!!!، بلا شك أنه فعل مشين يحز في النفس. أنهم – أهل السليمانية- يعلمون جيداً أن عمر كاك محمد النضالي كمقاتل (پێشمەرگە) في جبال كوردستان أكبر من العمر الزمني لشاسوار عبد الواحد!!.هنا نتساءل، يا ترى ما هي الوحدة القياسية لدى أبناء العاصمة الثقافية لكوردستان يقيسون بها نسبة الوطنية (کوردایەتی) لدى المرشحين للانتخابات حتى يمنحوهم أصواتهم!!!. عزيزي القارئ، أن نتائج الانتخابات في السليمانية تبين لكل ذي عينين بأن هناك التسيب واللا مبالاة واضح كل الوضوح بأن الحس القومي الكوردي والوطني الكوردستاني أصبح في العاصمة الثقافية لكوردستان في أدنى مستوى؟؟؟!!!. حقيقة ليست الانتخابات فقط بين لنا أن الحس القومي والوطني ليس كما يجب، لو نعود قليلاً إلى الوراء، وتحديداً في عام 2018 وكذلك هذا العام 2021 زار الجرموق حيدر العبادي، كل من السليمانية عاصمة الثقافة، وأربيل العاصمة السياسية، لم نشاهد أية مظاهرات أو اعتراضات في شوارع المدينتين تستقبله بالطماطم والبيض الفاسد، وهذا يدل ليست السليمانية والاتحاد الوطني الكوردستاني لم تقم بواجباتها القومية، بل الحزب الديمقراطي الكوردستاني هو الآخر توجد عليه عدة نقاط تلوث تاريخه، كـ31 آب 1996 ووجود مواقع عديدة في بهدينان محتلة من قبل الجيش التركي الطوراني، بالإضافة إلى استقباله للجرموق حيدر عبادي في العاصمة أربيل!!!.
بعيداً عن صناديق الاقتراع في العراق وجنوب كوردستان. يوجد هناك شيئان يدهشاني، الأول: الجبس الملفوف لأكثر من عقد حول اليد اليسرى لشاسوار عبد الواحد دون أن يقول ولو لمرة واحدة لماذا وما هي!. الشيء الثاني: الطاقية العبرية، المثبتة على مؤخرة رأس رئيس وزراء إسرائيل الحالي نفتالي بينيت، لا أدري كيف ثبتت على مؤخرة رأسه الأصلع المسطح دون أن تقع!.
19 10 2021