اقدمت الخارجية الأميركية على إدراج اسماء ثلاثة من ثوار الأمة الكردية في خانة ما تسميه بالمنظمات الإرهابية، وذلك تلبية للضغوط التي مارستها الحكومة التركية والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والمعروف عنه تأييده للتنظيمات الجهادية الإرهابية والدعم والتغطية السياسية التي يقوم بها نظامه على جماعات وتنظيمات الإسلام السياسي الجهادي في المنطقة، والتي تعتبر المسؤولة عن إراقة دماء الأبرياء ونشر الفوضى واللاستقرار.
وجاء هذا القرار الأميركي بعيد مرحلة مرت بها المنطقة، وشهدت تصدر تنظيم “داعش” الارهابي الذي قام بجرائم كبيرة ضد الانسانية، لعل أهمها الهجوم على منطقة شنكال وقتل وجرح وسبي الآلاف من الإيزيديين الأبرياء. حيث قام حزب العمال الكردستاني، بقرار وإشراف من الثوار الثلاثة، بالتصدي للهجوم الداعشي والقيام بحماية المدنيين بغض النظر عن عرقهم أو دينهم. فقد قام حزب العمال الكردستاني بالدفاع عن الإيزيديين في شنكال، والمسيحيين وكنائسهم في الجزيرة السورية، وعن العرب في الرقة ودير الزور، باذلا الدماء الزكية ومضحيا بالآلاف من خيرة مقاتلات ومقاتليه الأبطال.
إن القرار الأميركي الجائر لا يخدم الاقليات المضطهدة، لأنه يصف من يدافع عنها ويقبل التعددية والحرية، ويتصدى للإرهاب الداعشي وإرهاب بقية المجموعات الإرهابية، بالإرهاب. بل ان هذا القرار يقوى من عضد هذه التنظيمات ويقوي من عضد الدولة التركية الظالمة، الراعية الرئيسية للإرهاب الإسلامي في المنطقة. وهذا القرار محط إدانة من الاقليات في المنطقة، والتي لا ترى في الثوار الثلاثة إرهابيين بل مناضلين ثوار ومدافعين عن الإنسانية والحرية والكرامة، وترى في الجماعات الجهادية هي الإرهابية، وترى في من يدعمها في أنقرة هم الإرهابيون الحقيقيون.
ان التجميع الايزيدي السوري اذا يدين القرار الأميركي، فانه يطالب ادارة الرئيس دونالد ترامب والتي دافعت عن الاقليات والابرياء من المدنيين في المنطقة وحاربت الارهاب الداعشي ودعمت القوات التي تحاربه، باعادة النظر في هذا القرار الظالم، والتحقق من الجهة التي اصدرته والاشخاص الذين يقفون وراءه، وفحص علاقاتهم بالدولة التركية ومنظمات الاسلام السياسي المدعومة من تركيا وقطر والتنظيم العالمي للاخوان المسلمين.
اننا في التجمع الايزيدي السوري نعتبر الثوار الثلاثة وحزب العمال الكردستاني مناضلين حقيقين دافعوا عن شعبنا وعن الاقليات في المنطقة، وكان لهم الفضل في القضاء على “داعش” وانقاذ حياة مئات الالاف من البشر، ونشر قيم الحرية والتعددية والعلمانية وتحجيم العنصرية والطائفية والفكر الظلامي في المنطقة. لذلك نرفض هذا القرار، ونعتبره منحازا للجلاد على حساب الضحية، وقد نشر هذا القرار الحزن لدى شعبنا، والفرح لدى الجماعات الإرهابية الجهادية، وداعميها في أنقرة، لذلك نطالب برفعه فورا.
التجمع الإيزيدي السوري
برلين في 9/11/2018