يشير الكاتب الايراني احمد توكلي꞉﴿﴿الى ان الايزيديين يتبعون ديانة ترجع الى ما قبل الزرادشتية﴾﴾
المعروف أن الديانة الأيزيدية من بقايا الديانة في بلاد ما بين النهرين وترتبط بالسومرية بأكثر من 45 صفة متشابهة، وقد مارسها الأَيزيديين منذ أقدم الأَزمنة.
والتاريخ ديانة الآلهة (نابو السومري) الذي يتمتع بشخصية (طاووسي ملك الأيزيدي) وَهو الآلهة الحكمة والخلود وَيعود تاريخه 1800 قبل الميلاد على أَقل تقدير، وَالتسمية (معبد أيزيدا) في نينوى وَبابل موجود قبل الزرادشت بألف عام، والطقوس والمراسم الدينية في زمن السومريين وَالبابليين والتحديث في (معبد ايزيدا) تكررت مثل الطقوس الدينية للأيزيديين
كل الدلائل تشير الى بروز صراعات بين الايزيدية والزرادشتية في خضم الاحداث التي نشبت اثناء انتشار الزرادشتية٬ حيث كان زرادشت قد نشر ديانته في نفس المنطقة٬ فواجه الايزيدية التي تشبثت بديانتها٬ وتباهت من انها اول من استبدلت عبادة الظواهر الكونية بٲله التوحيد٬ والايزيدية ايضا اول من توصلت الى فكرة طاووس ملك باعتباره الملاك الكبير المقرب الى الاله
واطلق زرادشت على كل من لايؤمن بديانته لقب ﴿عبدة العفريت﴾ او﴿عبدة الشر﴾ كاشارة لمن خالفه ولم يترك ديانته من الايزيديين في المنطقة٬ وبذلك يكون زرادشت اول من اطلق هذه الالقاب والتهم على الايزيديين٬ هذه الالقاب التي لحقت بالايزيدية والتي تم ترويجها واستخدامها للنيل منهم وايجاد الذرائع لقتالهم والقضاء على ديانتهم بعده٬ علما ان الزرادشتية اتخذت الهة الظواهر الطبيعية ملائكة لها بينما تمسكت الايزيدية بالملائكة الخاضعين لارادة الله.
من الطبيعي ان يحدث التصادم والتٲثير بحكم الوجود الفعلي لديانتين يدين بهما الناس منطقة واحدة.
ومن يقول ان الديانة الايزيدية هي امتداد للزرادشتية ٬ يحاول الغاء ديانة ومحو استقلاليتها٬ ولا يدرك مدى اهمية الديانتين٬ وبحكم التعايش في منطقة مشتركة يتم التاثير والتاثر عن طريق التجاور والعيش المشترك.
ان الديانة الزرادشتية مرتكزة في عقيدتيها على الثانوية٬حسب مايتهموهم به الايزيديين وهذا يخالف العقيدة الايزيدية٬ وذلك لعدم وجود اله للخير واخر للشر عند الايزيدية٬ بل ان قوة الخير والشر تجتمعان في الاله ذو الثنائية في الواحد والزرادشتية تنفي هذا التهمة عنها من أنهم يؤمنون بوجود الهين
وقد فسر الدكتور هوك وهو من العلماء المتخصصين في دراسة كتاب (افستا ) هذه الناحية في الديانة الزرادشتية بقوله :
( ان زرادشت النبي ,بعد اثبات وحدة الخالق وحدة لاتتجزا قام بحل رموز هذه المسالة التي شغلت الافكار في كل عصر وفي كل ديانة بتقرير مبداين متضادين وجدا في بداية الخليقة , وهاتان القوتان وان كانتا متضاربتين ومتعاندتين , الا انهما متحدتان متقاربتان في عالم الوجود, ولذلك سميتا بالقوتين التوامين ).
اننا لانرى في الديانة الزرادشتية الهة تشار ك اهور ا مزدا في الخلق والابداع , وانما نجد فيها ملائكة من مخلوقات على درجات مختلفة من القربة .
وهنا نشير الى بعض نقاط الاختلاف بين الايزيدية والزرادشتية –
꞉
1- لا وجود لاله للخير واخر للشر عندى الايزيدية٬ بل ان قوة الخير والشر تجتمعان في الاله ذو الثنائية في الواحد وياتي في احد ادعيتهم﴿ياره بي خيرا بده٬ شه راوه ركه رين﴾ بمعنى꞉﴿يارب امنح الخير وامنع الشر﴾٬ اما في الزرادشتية يوجد اله للخير اهرومزدا واخر للشر اهريمان.على حسب اتهام الايزيدية بثنائية الآلهة للزرادشتية
2- دفن الموتى
عند الايزيدية يعتبر القبر البيت الحقيقي والابدي للجسد٬ بينما الزرادشتيون يضعون الجثث على مرتفع عال لتنهشه النسور المقدسة وذلك لعتقادهم ان دفن الجسد تحت التراب سوف يدنس العناصر المقدسة﴿الماء والتراب والهواء والنار﴾ ٬ وان للروح عندهم بداية ونهاية هذا فقط بالفترة الماضية اما الان فلم يعد لهذا الطقس من وجود ٬ اما عند الايزيدية فليس للروح بداية ونهاية بل انها سرمدية خلقها الله قبل كل شيء ووضعها في ﴿قنديل﴾ قبل ان تنتقل الى جسم الكائن وتخرج منه بعد مماته٬ ويدفن الايزيديون موتاهم ورؤسهم باتجاه الشمس تحت التراب مع رفعه وتنزيله لثلاث مرات لكي تعود العناصر الثلاث الى مصدرها الارض بينما تنتقل الروح التي يمثلها العنصر الرابع النار الى ربها في السماء.
3- القرابين
الايزيدية تقدم القرابين في جميع الاعياد والمناسبات ﴿ما عدا عيد خضر- الياس الذي يصادف في شهر شباط﴾٬ اما الزرادشتية تعتبر تقديم الحيوانات كقرابين من المحرمات.
4- الصوم
يصوم الايزيدية في عدة مناسبات خلال السنة مثل صوم الله﴿ايزي﴾ بالاضافة الى صوم خضر الياس وصوم اربعينية الصيف واربعينة الشتاء٬ ولمن يرغب الصوم في أي وقت من ايام السنة هذا يعني الايزيدية تقدس الصوم تقربا لله ٬ اما الزرادشتية تحرم الصوم وتعتبره تعدي على النفس البشرية.
5- لو كان زرادشت نبيا للايزيديين٬ لكانوا على الاقل يذكرونه ولو مرة واحدة في صلواتهم وادعيتهم واقوالهم الدينية…٬ بينما يجري ذكر انبياء اخرين مثل نوح وابراهيم الخليل وموسى ودانيال…الخ.
6- ولو كانت الايزيدية امتداد للزرادشتية٬ لحتفظوا في بيوتهم على الاقل كتابي ﴿زند افستا﴾ و﴿كاتها﴾ ووفروا على انفسهم عناء البحث عن كتابي ﴿الجلوة ومصحف رش﴾.
7- الرمز
الايزيدية تتخذ طير الطاؤوس رمزا لها٬ بينما الزرادشتية تتخذ النسر رمزا.
8- تحرم الايزيدية الزواج من خارج محيط الديانة الايزيدية٬ بينما الزرادشتية تحلله.
9- الايزيدية مقفلة غير تبشيرية لا تقبل الدخول اليها٬ بينما الزرادشتية ديانة مفتوحة تقبل الدخول اليها والخروج منها.
10- الديانة الأَيزيدية تتبنى الشمس وتعتبرها قبلة بينما الديانة الزرادشتية يقدس النار ويراها مظهر عظيمًا من مظاهر تجلي الله بدون الشمس.
11- لا يوجد نص ديني أو تاريخي أيزيدي على الإطلاق ورّد فيه كلمة (زرادشت – فرس).
12. الديانة الأيزيدية هي من الديانات الرافدينية القديمة، بينما الديانة الزرادشتية تبنت رسالة مؤسسها زرادشت
13. لا يوجد يوم مقدس للزرادشتيين، بينما الأربعاء هو يوم مقدس للأيزيديين.
14- عدم وجود دور للمرأة في الطقوس الدينية الزرادشتية، بينما المرأة مقدسة في الديانة الأيزيدية مثلاً (خاتونة فخرا وَغيرهُن)، وللمرأة دور مهم في معبد لالش وتقوم بتعميد الطفل بمياه (عين البيضاء – Kanêa Spî) وَتشارك في الكثير من المراسيم الدينية الأيزيدية.
المصادر :-
١- القومية الأَيزيدية : الباحث أَمين فرحان
٢- الأيزيدية صدى الحضارة
1 – عبد الناصر حسو- اليزيدية وفلسفة الدائرة
تحيّة طيبة
أولاً لا يسعنا إلا الشكر والإمتنان لكل من يهتم بالشأن الئيزدي , لكني كنت أتمنّى من أستاذي الشمري العزيز قبل أن يحفر قبر نابو والسومريين أن يعثر لنا إسم الئيزديين كدين لقوم قبل الشيخ عدي بيوم وليس قبل 1800 عام ……….. التعقيب طويل لني كنت أتمنى أن أعرف الهدف الذي من أجله يهب الجميع من أجل فصل الداسنيين ( الئيزديين) عن الأصل الكوردي الزرادشتي لقد شخصته منذ مدة لكني كنت أتجنب السياسة اللعينة,فهو نفس الهدف الذي كان للمرحوم السابق الذي (فرض القومية العربية على التعداد السكاني ليكتب الئيزديين عرباً ويفصلهم عن الكورد وهو أصلاً لم يعترف أبداً بعربية الئيزديين , تماماُ مثلما يجهل أستاذي الفاضل الشمري كل شيء عن زرادشت و الزرادشتية أولاً وعن الئيزدية ثانياً ولا يعلم من صنع الدين الئيزدي الحالي ولا أي شيء عن الدين الداسني الذي سبق الشيخ عدي وشكراً