خلال فترة الهجمة الوحشية لنظام البعث في نهاية سبعينات القرن المنصرم، على اعضاء وجماهير الحزب الشيوعي العراقي، اضطر الشيوعيون إلى ترك عوائلهم ومساكنهم واعمالهم للنجاة بأرواحهم، فهاجروا ألالاف منهم الى غير مدنهم أو إلى خارج العراق وبظروف قاسية، كما لجأ عدد قليل منهم في نهاية عام 1978 الى الجبال، لتتشكل النواة الأولى لحركة الانصار المسلحة لمقارعة النظام الدكتاتوري، والتي استمرت وتطورت لغاية نهاية عام 1988 .
تمثل الحركة الأنصارية علامة مضيئة وخطوة شجاعة إنطلقت من القاعدة الحزبية، لتتبنى اللجنة المركزية الكفاح المسلح رسمياً بعد أن ترسخت اسسها بدماء وجهود الانصار، حيث خاض الأنصار العمليات البطولية العسكرية المتنوعة، وشملت مساحات واسعة من الحدود الغربية مع سوريا والشمالية مع تركيا إلى الحدود الشرقية مع إيران، أي كل اقليم كردستان تقريباً.
وتَمثـّلَ في الحركة الانصارية كل فسيفساء الطيف العراقي من قومياته المختلفة ومن كافة مدنه، اكاديميين وعمال وفلاحين وكسبة وموظفين، كما شاركت المرأة بجدارة لتشكل تجربة فريدة في تاريخ العراق المعاصر.
كل هذا العمل الأنصاري الجبار، لم يكن لولا إيمان الشيوعيين بعدالة هدفهم الجميل ببناء وطن حر وشعب سعيد، وبقيادة حزبهم حزب فهد وسلام عادل وكل الشهداء الذين رسمت دمائهم خارطة الوطن الموحد.
ورغم أنتكاسة الحركة الأنصارية بسبب همجية النظام وإستخدامه للأسلحة الكيمياوية والاخطاء التي رافقتها، وتعقد اللوحة السياسية وخروج المئات من الأنصار من صفوف الحزب وبعضهم اُبعِدَ ظُلماً، بقي الأنصار سياج الحزب والأقرب إليه ويتمنون دوماً أن يتعافى الحزب وأن تتاح لهم الفرصة ليقدموا ما يستطيعون لتقويته وإعادة ألقِهِ.
إن المؤتمرات الحزبية يجب أن تكون وعند توفر النوايا الصادقة، فرصة لِلمّ الشملِ وترميم ماخربته الممارسات الخاطئة، التي كلفت الحزب كثيراً وعزلته جماهيرياً، وبعد حوار جاد وصادق مع أحد الرفاق الأنصار، توصلنا إلى المقترح التالي: من الضروري أن تخصص اللجنة المركزية خمسين دعوة للرفاق من رابطة الأنصار كضيوف، والتي بدورها توزعها على الفروع حسب حجمها ليتم أنتخاب / أختيار الراغبين والكفوئين الغير حزبيين، وهذا بمثابة أحترام وتكريم للشهداء الأنصار الأبطال الذين ضحوا بحياتهم من أجل انقاذ الحزب، وكذلك تكريماً للرفاق الأنصار الأحياء، وتوفير الفرصة لهم للمساهمة بالحوارات الفكرية والسياسية في اروقة المؤتمر،
أفلا يستحقون ذلك يا قيادة الحزب ؟!
عبد الرضا المادح
2021.10.23