الجمعة, نوفمبر 29, 2024
Homeمقالاتماذا بعد الانتخابات ؟ حكومة توافقية أم حكومة  أغلبية ؟:جمعة عبدالله

ماذا بعد الانتخابات ؟ حكومة توافقية أم حكومة  أغلبية ؟:جمعة عبدالله

 
أنتفاضة تشرين الشبابية خلقت وضعاً جديداً في المبادئ السياسية وقيمها وكيفية التعامل المسؤول بها , بحيث لم تألفه الأحزاب السياسية في الواجهة التعامل السياسي . هذه المبادئ الجديدة لا يمكن تجاوزها والقفز عليها, وما نتائج الانتخابات الاخيرة ,  إلا إفرازات من هذه الانتفاضة العظيمة بشكل مباشر أو غير مباشر . وكشفت عن عورات الواجهات السياسية للأحزاب  المتنفذة , وبانت حقيقتها بأنها عبارة عن  دكاكين تجارية صرفة ,  تفكر بالربح  في مصالحها الضيقة ,  على حساب معاناة الشعب  بالإهمال  والحرمان والظلم  والفساد , وخلقت من رحمها أفعى الطائفية المدمر للسلم الأهلي . فكانت منطلقات الانتفاضة :  يجمعها لون  وطني  واحد :  نريد وطن  لا للطائفية . لا للفساد . لا للتبعية , يعني عكس منطلقات ومبادئ هذه الأحزاب التي تلعب على اثارة الفتن الطائفية التي تهدد السلم الأهلي .
لقد أفرزت نتائج الانتخابات الى الوجهة السياسية :  قطبان سياسيان  مختلفان   تماماً . الأول  الرابح في الانتخابات أو الكتلة الاكبر ويتزعمها التيار الصدري , والقطب الآخر الذي عرف بلقب السلاح الخاسر أو كتلة  الإطار التنسيقي  ويتزعمها نوري المالكي وتتحرك تحت المظلة الايرانية . تحاول تحشد  قواها في سبيل إفشال نتائج الانتخابات تمييعها  وتزييفها والقفز عليها , في ممارسة سياسة نهج  : الترهيب والترغيب في جر الأطراف الأخرى إليها ( السنية والكوردية ) بالضغط والابتزاز أو بجرها بعسل  الكعكة العراقية  . أولاً : التهديد بإشعال وأثارة الفتن الطائفية التي تنسف السلم الاهلي , وعودة الحرب الطائفية من جديد , وبدأت مقدماته في  الأحداث الدموية التي شهدتها   مدينة ( المقدادية ) وما تبعها من الرد بالعنف الدموي المقابل . وكذلك سقوط ثلاثة صواريخ في منطقة المنصور في بغداد , وتم العثور على منصات الصواريخ  آخرى جاهزة للانطلاق نحو مطار بغداد , أو نحو السفارة الامريكية ,  يعني التهديد بعودة خلية الكاتيوشا من جديد . اما في كوردستان العراق فيتم التهديد الإيراني باستخدام  السلاح بضرب  المدن الكوردستانية , اما اذا فشل هذا المبدأ , يبدأ مبدأ الترغيب . وهو منح هذه الاطراف السياسية ( السنية والكوردية ) امتيازات ومغانم وحقائب وزارية أكثر بكثير مما تطلب وتستحق , في سبيل جرها  الى كتلة الاطار التنسيقي لتشكيل الحكومة تحت المظلة الايرانية , هذا ما يعول عليه السلاح الخاسر في لعبته السياسية الخطيرة ( العب لو  أخرب الملعب ) .
ان التلويح بالورقة الايرانية في التهديد , في التخريب سواء  بالسلاح أو باللعب بالورقة الطائفية , يشكل تهديداً  خطيراً  له عواقب وخيمة على العراق . من أجل تسميم المناخ السياسي في الفوضى والانفلات . من أجل  تغيير نتائج الانتخابات لصالح  السلاح الخاسر , سيكون له اضراراً فادحة على العراق , وقالها صراحة السيد مقتدى الصدر بقوله  ( تصلنا أخبار مؤكدة بتدخلات الاقليمية بالشأن الانتخابي  العراقي , والضغط على الكتل والجهات من أجل مصالح خارجية فيها ضرراً كبيراً على العراق وشعبه ) وأضاف قائلاً ( نحن عراقيون نحل مشاكلنا فيما بيننا , وإلا في تدخلهم وادخالهم هو أهانة للعراق وشعبه , وضرب استقلاله  وهويته وسيادته ) .
أن الامور بعد الانتخابات وصلت الى منعطف خطير جداً ,  وامام مفترق الطرق : أما تشكيل حكومة توافقية وهو ما مطروح على الساحة السياسية , وما يعول عليه السلاح الخاسر , يعني نتائج الانتخابات تكون على شكل لا غالب ولا مغلوب , ولا  توجد ا الكتلة الاكبر والكتلة الاصغر , الكل يتقاسم الكعكة العراقية كالسابق ,  كما تعودوا على مدى 18 عاماً من سنوات العجاف والخراب والاهمال . وأما تشكيل حكومة أغلبية للكتل السياسية التي فازت بالانتخابات ,  وأفرزت  الكتلة الاكبر , وأعطت  حق الكتل الاخرى بما فيها السلاح الخاسر في الانتخابات , أن تكون في المعارضة داخل البرلمان . يعني اعطاء الحجم الحقيقي لكل كتلة سياسية ,  أن تأخذ استحقاقها الانتخابي . بدون شك السلاح الخاسر يرفض هذا المبدأ وينسفه جملة وتفصيلاً  ,  بالتهديد أو بالورقة الإيرانية الضاغطة . لذا كل الاحتمالات مفتوحة على مستقبل العراق   …………………………………….. والله يستر العراق من الجايات !!
          جمعة عبدالله
RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular