مماطلة وتسويف المسٶولين في نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية لم تعد مسألة مألوفة ولا عادية بالمرة خصوصا وبعد أن تزايدت وتنوعت الحجج والاعذار المختلفة بشأنها ولاسيما من حيث عدم توقيت العودة وجعلها تتسم بالغموض والمجهولية في وقت باتت الاوساط السياسية والاستخبارية المسٶولة في البلدان الغربية تحذر من المستوى الخطير الذي بلغه تطوير البرنامج النووي الايراني وإقترابه من إنتاج وصناعة القنبلة الذرية، والملفت للنظر، إن المسٶولين الايرانيين يحاولون وبصورة واضحة جدا مسك العصا من الوسط وعدم ترك الحبل على غاربه وهو الامر الذي يضاعف من الشکوك أکثر ولاسيما وإنه يمکن تأويله على أکثر من محمل.
الخيارات الغربية الاخرى وخصوصا الامريکية منها والتي صار الحديث عنها يزداد ولکن ليس بصورة واضحة ودقيقة يمکن أن يستشف أو يستخلص منها شئ، وکأنه يکون مشابها للف والدوران والممطالة الايرانية وهذا مايمکن إعتباره تقصيرا غربيا أکثر من واضح خصوصا وإن المستفيد في هذه الحالة هو النظام الايراني الذي صار العالم کله يعرف بأنه يلعب بالنار على المکشوف الى حد بعيد من دون أن يکون هناك من رد مناسب ضده وهذا مايعيد الى الاذهان ماکانت زعيمة المعارضة الايرانية، مريم رجوي، تشدد عليه من إن العقوبات والضغوط الدولية غير کافية بالمرة من أجل حسم موضوع الملف النووي للنظام، وإن هذا النظام من الصعب جدا أن يتخلى عن برنامجه النووي مالم يکن هناك إتفاق نووي يتسم بالحزم والصرامة وتکون الساحة والمجال مفتوحة أمام المفتشين الدوليين، أو”وکما تشد رجوي”، لابد من إدخال العنصر الايراني الى الصراع الدولي الدائر مع هذا النظام ليس في المجال النووي وإنما في مختلف المجالات الاخرى التي باتت تٶرق العالم وتدفعه للتوجس والريبة، وهي بذلك تلمح لتغيير النظام بإعتباره الخيار الاهم لضمان نهاية البرنامج النووي للنظام.
النظام الايراني الذي يتلاعب منذ أکثر من 3 عقود بالعالم ولم يتم حسم نواياه المشبوهة أو وضع حد لها على الرغم من الاتفاق النووي الذي تم إبرامه معه في عام 2015، وحتى إنه وبعد کل هذه المدة من المحادثات الدولية معه لايبدو بالصورة التي يمکن للمجتمع الدولي القول بثقة من إن التفاوض معه قد حقق أية نتيجة إيجابية معه بل وحتى إن الامر يبدو کما أکدت مريم رجوي، من إن التفاوض مع هذا النظام من دون إتباع نهج حازم وصارم مضيعة للوقت ويخدم النظام، وإن مايجري حاليا يثبت تلك الحقيقة المرة وهو مايتطلب بالضرورة أن يکون هناك تحرك دولي بالمستوى المطلوب ضد هذا النظام ولکن السٶال هو؛ متى سيکون هذا التحرك؟!