.
أكد متحدث باسم حكومة إقليم كردستان العراق، السبت، أن مجموعة من طائفة “ليف طاهور” اليهودية دخلت الإقليم وغادرت من دون أن يتم اعتراضها، نافيا بذلك تقارير وسائل إعلام إسرائيلية تحدثت عن إحباط سلطات الإقليم خطة لأفراد الطائفة للسفر إلى إيران.
وقال مسؤول دائرة العلاقات الخارجية لإقليم كوردستان، سفين دزيي، في تصريح لموقع “الحرة” إن “مجموعة من أفراد هذه الطائفة يتراوح عددهم بين 50 و60 شخصا، بينهم نساء وأطفال، دخلوا الإقليم بجوازات كندية وأميركية وبقوا لما لا يقل عن أسبوع قبل أن يغادروا إلى تركيا بإرادتهم”.
وأضاف دزيي أن “المجموعة اليهودية وصلت إلى إقليم كردستان من تركيا جوا، ثم عادوا بذات الطريقة إلى إسطنبول ومنها إلى دولة أخرى لا نعلمها”.
ونفى دزيي ترحيل سلطات الإقليم لأفراد هذه المجموعة أو اعتقالهم، مضيفا أنهم “دخلوا الإقليم بطريقة شرعية بعد حصولهم على تأشيرة الدخول في المطار وفقا للضوابط المتبعة مع حاملي الجوازات الأميركية والكندية”.
وأشار المسؤول الكردي إلى أن “سلطات الإقليم لا تعلم الغرض الذي دعا هؤلاء الأشخاص لزيارة أربيل، وما إذا كانوا يخططون للسفر لإيران أو أي دولة أخرى”.
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية وأخرى مهتمة بالشأن اليهودي، بينها وكالة التليغراف، أفادت بأن سلطات إقليم كردستان العراق أحبطت خطة لأفراد طائفة “ليف طاهور” اليهودية للسفر إلى إيران، واعتقلت المجموعة التي كانت موجودة هناك ورحلتهم إلى تركيا ثم رومانيا.
وأبلغ نشطاء، لم يكشفوا عن هويتهم، أن “الطائفة المتطرفة” كانت تخطط لعبور الحدود العراقية الإيرانية والاستقرار هناك. ومن بين النشطاء أعضاء سابقون في “ليف طاهور” تمكنوا من الفرار وأقارب أشخاص ينتمون لهذه الطائفة، وفقا للتليغراف.
وذكرت الوكالة، المهتمة بأخبار المجتمعات اليهودية، أن قائد طائفة “ليف طاهور”، ناحمان هيلبرانس، لم يكن مع المجموعة التي وصلت إلى العراق، إذ لا يزال في غواتيمالا بسبب محاكمته في نيويورك على مزاعم اختطاف أطفال.
وتعني “ليف طاهور” بالعربية “القلب النقي”، ولدى الطائفة تفسير خاص للديانة اليهودية وممارسات، يقول إسرائيليون إنها غريبة، وتصل أحيانا لأعمال ترتقي للجريمة، وهذا ما جعل الطائفة تواجه متاعب قانونية في كل مكان تستقر فيه منذ التسعينيات.
ويبحث أفراد هذه الطائفة الصغيرة عن ملاذ آمن لممارسة نسخة أصولية من اليهودية منذ أكثر من 40 عاما، الأمر الذي جعل الصحافة الإسرائيلية تطلق عليهم “طالبان اليهودية”.
ويقضي رجال “ليف طاهور”، التي تأسست كطائفة في الثمانينيات الميلادية، معظم أيامهم في الصلاة والعبادة ودراسة أجزاء معينة من التوراة، وغالبا ما يشيع لديهم الزواج بين الرجال الأكبر سنا والمراهقات القصر. كما يمتنع منتسبو الطائفة من استخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة كالهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر.
وفي عام 2019، كشف موقع “ياشيفا” المختص في شؤون الديانة اليهودية عن “وثائق سرية”، قال إنها تبين أن طائفة ليف طاهور بايعت المرشد الإيراني الأعلى، علي خامنئي، وطلبت اللجوء لإيران.
وتطلب الطائفة الذهاب لإيران لممارسة حريتها الدينية لأنها تعتقد أن الدولة ستكون خيارا مثاليا لها على اعتبار العداء الدائم بين طهران وإسرائيل والمبني على أساس أيديولوجي من قبل النظام الإيراني الشيعي.
وفي مارس 2012 نشرت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية تقريرا مطولا عن “ليف طاهور” نقل خلاله كاتب التقرير، شاي فوجيلمان، عن أتباع هذه الطائفة قولهم إن وسائل الإعلام لم تكن عادلة في تغطيتها المتعلقة بهم.
ويرون، وفقا للكاتب، أن مراسلي الصحف العلمانية والدينية على السواء نقلوا شائعات وتصريحات مهينة عن طائفتهم، دون أن يكلفوا أنفسهم بمحاولة اكتشاف الحقيقة.
كذلك ذكر الكاتب أن اتباع طائفة ليف طاهور لا يردون بشكل علني على الاتهامات الموجهة ضدهم، ويحاولون تجنب المقابلات الصحفية والتقاط الصور، وخاصة عندما يتعلق الأمر بالصحافة الإسرائيلية.