ﺳﻤﻊ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺴﻼﻃﻴﻦ ﺑﺄﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﻕ
ﺟﺎﺭﻳﺔ ﺳﻌﺮﻫﺎ ﻳﺘﺠﺎﻭﺯ ﺳﻌﺮ 100 ﺟﺎﺭﻳﺔ
ﻓﺄﺭﺳﻞ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﻳﺴﺘﻘﺪﻣﻬﺎ ﻟﻴﺮﻯ ﻣﺎ
ﻳﻤﻴﺰﻫﺎ ﻋﻦ ﺳﻮﺍﻫﺎ ، ﻓﻠﻤﺎ ﺟﺎﺀﺕ ﻭﻗﻔﺖ
ﺃﻣﺎﻣﻪ ﻭﺷﻤﻮﺧﻬﺎ ﻟﻢ ﻳﻌﻬﺪﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻮﺍﺭى
ﺍﻷﺧﺮﻳﺎﺕ.
ﻓﺴﺄﻟﻬﺎ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ : ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺳﻌﺮﻙِ ﻏﺎﻟﻲ ﻳﺎ
ﻓﺘﺎﺓ ؟
ﺃﺟﺎﺑﺖ : ﻷﻧﻲ أﺗﻤﻴﺰ ﺑﺎﻟﺬﻛﺎﺀ.
ﺃﺛﺎﺭ ﻛﻼﻣﻬﺎ ﻓﻀﻮﻟﻪ ، ﻭﻗﺎﻝ ﺳﺄﺳﺄﻟﻚِ ﻟﻮ
ﺃﺟﺒﺘﻲ ﺃﻋﺘﻘﺘﻚِ ﻭﻟﻮ ﻟﻢ تجيبى ﻗﺘﻠﺘﻚِ ،
ﻓﻮﺍﻓﻘﺖ.
ﻓﺴﺄﻟﻬﺎ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ” :
ﻣﺎ ﻫﻮ ﺃﺟﻤﻞ ﺛﻮﺏ ؟
ﻭﺃﻃﻴﺐ ﺭﻳﺢ ؟
ﻭﺃﺷﻬﻰ ﻃﻌﺎﻡ ؟
ﻭﺃﻧﻌﻢ ﻓﺮﺍﺵ ، ﻭﺃﺟﻤﻞ ﺑﻠﺪ”؟
إﻟﺘﻔﺘﺖ ﺍﻟﺠﺎﺭﻳﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﻳﻦ ﻭﻗﺎﻟﺖ :
“ﺣﻀﺮﻭﺍ لى ﻣﺘﺎﻉ ﻭﻓﺮﺱ ﻓﺈﻧﻲ ﻣﻐﺎﺩﺭﺓٌ
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺼﺮ ، ﻭﺃﻧﺎ ﺣُﺮﺓ ، ﻭﺭﺩﺕ ﻋﻠﻰ
أﺳﺌﻠﺔ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﻗﺎﺋﻠﺔ ” :
ﺃﻣﺎ ﺃﺟﻤﻞ ﺛﻮﺏ
ﻓﻬﻮ ﻗﻤﻴﺺ ﺍﻟﻔﻘﻴﺮ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ، ﺍﻟﺬﻱ ﻻ
ﻳﻤﻠﻚ ﻏﻴﺮﻩ فإﻧﻪ ﻳﺮﺍﻩ ﻣﻨﺎﺳﺒﺎً ﻟﻠﺸﺘﺎﺀ
ﻭﺍﻟﺼﻴﻒ ؛؛؛
ﺃﻣﺎ ﺃﻃﻴﺐ ﺭﻳﺢ ﻫﻲ ﺭﺍﺋﺤﺔ ﺍﻷﻡ ، ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﻧﺎﻓﺨﺔ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻓﻲ ﺣﻤﺎﻡ ﺍﻟﺴﻮﻕ ،
ﺃﻣﺎ ﺃﺷﻬﻰ ﻃﻌﺎﻡ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺟﻮﻉ ،
ﻓﺎﻟﺠﺎﺋﻊ ﻳﺮﻯ ﺍﻟﺨﺒﺰ ﺍﻟﻴﺎﺑﺲ ﻟﺬﻳﺬ ،
ﺃﻣﺎ ﺃﻧﻌﻢ ﻓﺮﺍﺵ ﻣﺎ ﻧﻤﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺑﺎﻟﻚ ﻣﺮﺗﺎﺡ ، ﻓﻠﻮ ﻛﻨﺖ ﻇﺎﻟﻢ ﻟﺮﺃﻳﺖ ﻓﺮﺍﺵ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﺷﻮﻙ ﻣﻦ ﺗﺤﺘﻚ ،
ﺛﻢ ﺳﺎﺭﺕ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺒﺎﺏ ، ﻓﻨﺎﺩﺍﻫﺎ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﻟﻢ
ﺗﺠﻴﺒﻲ ﺳﺆﺍﻟﻲ ﺍﻻﺧﻴﺮ ، ﺇﻟﺘﻔﺘﺖ ﻭﻗﺎﻟﺖ :
أﻣﺎ ﺃﺟﻤﻞ ﺑﻠﺪ ﻫﻮ :
ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﺤﺮ ، ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺤﻜﻤﻪ ﺍﻟﺠﻬﻠﺔ ، ﺃﺟﺎﺩﺕ ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ ﻓﻨﺎﻟﺖ
ﺣﺮﻳﺘﻬﺎ !!
“ﻧﻌﻢ ﺻﺪﻗﺖِ ﺃﺟﻤﻞ ﺑﻠﺪ ،
هو ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﺬى ﻻ ﻳﺤﻜﻤﻪ ﺍﻟﺠﻬﻠﺔ “.