الخميس, نوفمبر 28, 2024
Homeمقالاتالمغزى والاهمية العالمية لثورة اكتوبر الاشتراكية العظمى :: ادلة وبراهين : الدكتور نجم...

المغزى والاهمية العالمية لثورة اكتوبر الاشتراكية العظمى :: ادلة وبراهين : الدكتور نجم الدليمي 

( بمناسبة الذكرى104 (1917 –2021) لثورة اكتوبر الاشتراكية.
خطة الدراسة ::
مقدمة.
المبحث الاول:: اهمية ومعني ثورة اكتوبر الاشتراكية العظمى.
المبحث الثاني ::قالوا عن اكتوبر.
المبحث الثالث:: خصوم اكتوبر  يعترفون.
المبحث الرابع:: دور واهمية ثورة اكتوبر الاشتراكية :: حقائق وارقام.
 المبحث الخامس :: بعض الاستنتاجات والمقترحات.
الحلقة الأولى ::
مقدمة
قدم الرفيق الخالد فهد مؤسس الحزب الشيوعي العراقي تهنئة بمناسبة الذكرى ال26  لثورة اكتوبر الاشتراكية المجيدة جاء فيها(( الى الحزب البولشفي الحكيم وأعضائه اقطاب الحكم السوفيتي وطليعته ودماغه المفكر، الى قادته الميامين رفاق ستالين في الجهاد والى الرفيق ستالين ،ارث ماركس وانجلس و لينين ومكملهم، الذي تتجسم في شخصه حكمة شعبه وعبقريته، بطولة شعبه وتضحيته…. انكم في اكتوبر ضربتم القيصرية عدوة التقدم الانساني ومعها الملاكون والراسماليون وازلتم جيوشها من على صدور سكان سدس الكرة الأرضية…. انكم اوجدتم في اكتوبر مجتمعاً انسانيا بما تتضمنه هذه الكلمة من معنى وفتحتم اولى صحائف تاريخ الانسان الذي يسلك بإرادته في سدس الكرة الأرضية… انكم اعلنتم حق الشعوب في الحرية والاستقلال وحقها في تقرير المصير…. انكم كرستم جهودكم الدبلوماسية وناضلتم نضال الابطال في سبيل اقرار السلم العالمي فوضعتم مبدأ السلامة الاجتماعية لتحولوا دون وقوع هذه الحرب المدمرة لعلمكم بما ستجره من بؤس وشقاء للجماهير في العالم اسره)). مؤلفات
 الرفيق فهد،  بغداد، السنة 1974، ص364-367.
المبحث الاول:: اهمية ومعني ثورة اكتوبر الاشتراكية العظمى
1– ان اشتداد وتفاقم ازمة النظام الراسمالي العالمي وفي مرحلته المتقدمة الامبريالية، والتنافس الحاد بين الدول الامبريالية بعضها مع البعض الاخر كان يحمل طابعاً اقتصاديا بالدرجة الأولى، اي التنافس حول اقتسام العالم والهيمنة عليه والاستحواذ على ثروات شعوب العالم بهدف تصريف جزء من ازمة نظامهم المازوم بنيويا وقد تم هذا التنافس بين الاطراف القوية المكونة لهذا النظام المتوحش والعدواني، الا وهو النظام الراسمالي العالمي مما ادي ذلك الى نشوب الحرب العالمية الأولى( 1914 -1918،) والحرب العالمية الثانية ( 1939-1945) وما يسمى بالحرب الباردة (1946-1991). ان جميع هذه الحروب الغير عادلة كانت تحمل طابعاً اقتصاديا بالنسبة للحرب العالمية الأولى بالدرجة الأولى، اما الحرب العالمية الثانية كانت تحمل طابعاً ايديولوجيا واقتصادياً، اما ما يسمى بالحرب الباردة فهي كانت تجمل طابعاً طبقيا وايديولوجيا وسياسيا واقتصادياً وعسكريا في ان واحد  اي حرب بين المعسكر الراسمالي بقيادة الامبريالية الاميركية وحلفائها المتوحشين وبين المعسكر الاشتراكي بزعامة الاتحاد السوفيتي، وقد بلغت كلفة هذه الحرب ما بين 13-15 ترليون دولار حصة الاسد منها تعود للامبريالية الاميركية. ان هذه الحروب الغير عادلة قد عكست ولا تزال تعكس ازمة النظام الراسمالي العالمي وخاصة في مرحلته المتقدمة الامبريالية، وفشل هذا النظام الطفيلي من معالجة ازماته السياسية والاقتصادية والاجتماعية والمالية… بالطرق السلمية، بل اعتمد على اقذر اسلوب لتصريف جزء من ازمته العامة والمتفاقمة الا وهو اشعال الحروب الغير عادلة وتحت سيناريوهات عديدة.
2-لقد كانت روسيا القيصرية احدى اضعف الحلقات المكونة للنظام الراسمالي العالمي، وتأثرت روسيا القيصرية بجميع امراض النظام الراسمالي المريض واللصوصي   وانعكس هذا على روسيا القيصرية سياسياً واقتصادياً واجتماعياً واستحوذت البرجوازية الروسية الحاكمة على اهم فروع  الاقتصاد الوطني بالتعاون والتنسيق مع راس المال الغربي، وكانت روسيا القيصرية تعيش ازمة خانقة شملت كافة المجالات وبنفس الوقت كانت تعاني ايضاً من قهر وظلم نظام القنانة. ان الاستغلال والاضطهاد البشع للغالبية العظمى من الشعب الروسي وهيمنة الراسمال الاجنبي على الاقتصاد الروسي وتفشي البطالة والفقر والبؤس والمجاعة والامية ،  اذ بلغت نسبة الامية في روسيا القيصرية اكثر من 80 بالمئة من الشعب الروسي، وتعمق الفجوة الاجتماعية والاقتصادية لصالح النخبة الحاكمة في روسيا القيصرية. ان هذه العوامل وغيرها قد مهدت وساعدت على قيام ثورة اكتوبر الاشتراكية العظمى وفي وجود حزب ثوري قولاً وفعلاً معتمداً على النظرية الثورية النظرية الماركسية -اللينينية، ومن خلال نضوج الظرف الموضوعي والذاتي قامت ثورة اكتوبر الاشتراكية عام 1917 بقيادة لينين العظيم وتم تقويض النظام القيصري التابع والمتخلف، وان انتصار ثورة اكتوبر الاشتراكية كان حتمي وموضوعي ومنطقي وليس من باب الصدفة اذ قال قائد البروليتاريا العظيم لينين، الثورة اليوم وليس بالامس وليس غداً.
3- تكمن اهمية ثورة اكتوبر الاشتراكية العظمى في انها شكلت اهم حدث في بداية القرن العشرين من حيث القوة والتأثير على مصائر شعوب العالم وفتحت عصراً وطريقا جديداً في تطور المجتمع البشري من اجل التحرر السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وكانت القوة الرئيسية والسند المنيع والناصر والداعم لحركات التحرر الوطنية وخاصة في بلدان اسيا وافريقيا وأميركا اللاتينية، وكما احدثت شرخا وانقساما كبيراً في النظام الراسمالي العالمي الموغل في عدوانيته وجرائمه الوحشية.
4– ان ثورة اكتوبر الاشتراكية، هي اول ثورة اشتراكية في العالم قوضت سلطة الاستغلالين في روسيا وجعلت ملكية وسائل الانتاج ملكية عامة، ملكية تعود للشعب وغياب الملكية الخاصة لوسائل الانتاج، وتم القضاء على الاستغلال والاضطهاد والامية والبطالة والعوز والفقر وكما حققت ثورة اكتوبر الاشتراكية ضمان حق العمل دستوريا اي غياب البطالة، وعملت على تحقيق مجانية التعليم والعلاج والسكن لجميع المواطنين وبدون تميز. ان ثورة اكتوبر الاشتراكية  فتحت صفحة جديدة في تاريخ المجتمع البشري الحديث، وهي اول ثورة اشتراكية يقوم بها العمال والفلاحين والجنود الثورين بقيادة الحزب الثوري الحزب الشيوعي الروسي وهي الثورة التي حققت العدالة الاجتماعية والاقتصادية في المجتمع اللاطبقي ومن قمة تلك العدالة هي ربط الاجر بطبيعة العمل وهذه هي قمة العدالة الاجتماعية والاقتصادية في المجتمع اللاطبقي. انها المحطة الاولى في تاريخ المجتمع الحديث التي قوضت سلطة القياصرة المتوحشين وحررت الشعب الروسي من كل اشكال الظلم والاستغلال والاضطهاد والعبودية، انها غيرت مجرى التاريخ الحديث واظهرت دولة من طراز جديد دولة اشتراكية يقودها العمال والفلاحين… بقيادة الحزب الطليعي، الحزب الشيوعي الروسي، انتصرت ثورة اكتوبر الاشتراكية في بلد  غارق بالامية والفقر والتخلف الاقتصادي والاجتماعي، بلد تابع وواقع تحت الهيمنة الامبريالية العالمية وبنفس الوقت فان الراسمال الاجنبي مهيمن على اهم فروع الاقتصاد الروسي وهيمنتة تتراوح ما بين 50- 80 بالمئة.
5- تكمن قوة وفاعلية والمغزى التاريخي الكبير لثورة اكتوبر الاشتراكية في حيوية وقوة الاستراتيجية اللينينية للثورة اذ اكد لينين العظيم ان الصراع الطبقي هو الذي يقرر اختيار الطريق نحو الثورة، وان التراث اللينيني ومغزى ثورة اكتوبر الاشتراكية كان ولا يزال منبع والهام ومصدر للنضال من اجل تحقيق الاشتراكية  من قبل الاحزاب الشيوعية واليسارية العالمية الحقيقية في نضالها المشروع ضد الهيمنة الامبريالية والتخلص من التبعية السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والمالية والعسكرية. ان انتصار ثورة اكتوبر الاشتراكية هو انتصار لكل الشعوب المضطهدة والتواقة للتعايش السلمي والسلام سواء في دول المركز او في دول الاطراف وبهذا الخصوص اشار  لينين العظيم ان البرجوازية كانت تملك حسب تعبيره المجازي (( عربه  مهيئة  بشكل جيد و تم اختيارها ( المقصود العربه) ، وطريق معبد سلفاً، واليات مختبرة سلفاً… اما بروليتاريا روسيا السوفيتية، فلم تكن  تملك لا عربه ولا طريق ولا شيء مجرب.
6– ان اهمية ثورة اكتوبر الاشتراكية تكمن ايضاً في انها قد قوضت الامبراطورية القيصرية الروسية التابعة والمتخلفة، وبزوغ الإشعاع الاول للاشتراكية في العالم، الا وهو قيام ثورة اكتوبر الاشتراكية. لقد اعلنت ثورة اكتوبر الاشتراكية مرسوم الارض ومرسوم السلام اللينيني لأول مرة في تاريخ المجتمع البشري ووضع هذا المرسوم الاسس الديمقراطية الحقيقية للعلاقات الدولية والذي اكد على مبدأ المساواة بين الدول، ثم ادان جميع اشكال الاستعمار والاعتراف بشرعية جميع اشكال النضال الوطني والتحرري لشعوب العالم ومنها بلدان اسيا وافريقيا وأميركا اللاتينية واعطاء حق الشعوب في اختيار النظام السياسي والاقتصادي والاجتماعي لهم،وكما اكد على حق تقرير المصير للشعوب على ان لا يلحق الضرر والعداء للنظام المركزي الحاكم وان لا يشكل خطراً وتهديدا على النظام المركزي.
7- ان ثورة اكتوبر الاشتراكية، هي اول ثورة في العالم قادها حزب بروليتاري من طراز جديد حزب ماركسي -لينيني وهي اول ثورة شعبية ناجحة في عصر الامبريالية المتوحشة والطفيلية وكان قوامها الرئيس هم العمال والفلاحين والجنود الثورين…  وحظيت بدعم شعبي وعسكري كبيرين بدليل انظم نحو 300 الف عسكري من لينينغراد عشية الثورة وكما انظم نحو 30 الف عسكري من الجيش القيصري. ان ثورة اكتوبر الاشتراكية كانت المحطة الاولى في العالم(( لقطار))  الثورات الشعبية وفتحت الطريق امام كادحي شعوب العالم من اجل نيل حقوقهم المشروعة وتحريرها السياسي والاقتصادي والاجتماعي وتحقيق العدالة الاجتماعية، وان اكثر من 80 بالمئة من سكان العالم قبل ثورة اكتوبر الاشتراكية يعيشون في دول مستعمرة او شبه مستعمرة وبفعل دور ومكانة ثورة اكتوبر الاشتراكية تحررت اكثر من 100 دولة وحصلت على استقلالها السياسي وهي اليوم تناضل من اجل التحرر الاقتصادي لان لاقيمة للتحرر السياسي بدون التحرر الاقتصادي، ناهيك من ان اكثر من 80 بالمئة من شعوب هذه الدول يعملون في القطاع الزراعي البلدان النامية انموذجا حيا وملموسا على ذلك
8– يكتسب انتصار ثورة اكتوبر الشعبية الاشتراكية اهمية ومغزى كبيرين على الصعيد العالمي بدليل بعد ثورة اكتوبر الاشتراكية في عام 1917، لم يعد النظام الامبريالي العالمي هو  المسيطر والمهيمن على العالم  اي لم يعد اسلوب الانتاج الراسمالي مسيطرا ومهيمنا اقتصاديا على الصعيد العالمي بل انقسم العالم الى معسكرين معسكر راسمالي بزعامة اميركا ومعسكر اشتراكي بقيادة الاتحاد السوفيتي وبهذا الخصوص اكد لينين (( يحق لنا ان نفتخر ونحن نفتخر فعلاً بانه كان من نصيبنا شرف البدء ببناء الدولة السوفيتية البدء هكذا بعهد جديد في التاريخ العالمي، عهد سيطرة طبقة جديدة… نحو  حياة جديدة.. نحو ديكتاتورية البروليتاريا(، سلطة الشعب) نحو تحرير الانسانية من نير الراسمال ومن الحروب الامبريالية.
9– لقد كانت ثورة اكتوبر الاشتراكية اول شكل تاريخي للانتقال من الراسمالية التابعة والمتخلفة الى الاشتراكية، وهي اول ولادة لمجتمع اشتراكي غير طبقي، وهي دشنت مرحلة تاريخية طويلة الامد، ان هذه الثورة الشعبية الاشتراكية قد جاءت نتيجة وحدة الشعب الروسي ومن خلال وجود حزب ثوري، حزب ماركسي – لينيني، تقوده قيادة ثورية ومبدئية ومخلصة وحاسمة في الوقت المناسب وبهذا الخصوص يؤكد ماركس (( بغية ان تتمكن الشعوب في الاتحاد يجب ان تكون لديها مصالح مشتركة، وبغية ان تكون مصالحها مشتركة يجب ان يتم القضاء على العلاقات القائمة ( المقصود الملكية الخاصة لوسائل الانتاج)، لان علاقات الملكية تفترض استغلال بعض الشعوب لغيرها وان انتصار البروليتاريا على البرجوازية يعني اخماد جميع النزاعات القومية.. التي تولد العداوة بين الشعوب)).  ان وحدة الشعوب وانهاء الحروب الغير عادلة وتحقيق التعايش السلمي بين الشعوب لا يمكن ان يتحقق ذلك الا من خلال سيادة وهيمنة الملكية الاجتماعية لوسائل الانتاج في المجتمع اللاطبقي، لانها تخلق التلاحم والتعاون والصداقة والسلام والتعايش السلمي وتحقيق التكافؤ بين الشعوب.
10-لقد حولت ثورة اكتوبر الاشتراكية النظرية العلمية الى واقع موضوعي من حيث التطبيق الفعلي، وهي اول ثورة في العالم اتجهت نحو بناء المجتمع اللاطبقي المجتمع الاشتراكي كمرحلة انتقالية للشيوعية وكانت هي البداية الحقيقية والجادة التي ارست تناقضات النظام الامبريالي العالمي وكما ايقضت شعوب العالم نحو الحرية والاستقلال والديمقراطية الشعبية. ان ثورة اكتوبر الاشتراكية كانت ولا تزال وستبقى لها مغزى واهمية عالمية، وهي قد غيرت الخريطة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والايديولوجية لصالح الشعوب التواقة للسلم والتعايش السلمي. لقد اكد لينين ان(( ليس بعض سمات ثورتنا، بل جميع سماتها الاساسية وكثير من سماتها الثانوية تتسم بالأهمية العالمية بمعنى ان تاثير ثورتنا على جميع البلدان))،وكما اكد لينين ايضاً انه لا مفر تاريخياً من تكرار ماجرى عندنا على النطاق العالمي. ان هذه الخبرة لن تنسى ولا يمكن بحال الغاء هذه المرحلة فقد دخلت التاريخ كانجاز للاشتراكية وسوف تبني الثورة بناؤها الاممي على هذه الخبرة.
##يتبع
تشرين الثاني2021
RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular