.
كشف الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة، اللواء يحيى رسول، الأحد، أن الجهود الاستخباراتية في التحقيقات حول استهداف منزل رئيس الحكومة العراقي، مصطفى الكاظمي، تمكنت من تحديد موقع إطلاق الطائرات والمسار الذي اتخذته.
واستهدف منزل الكاظمي في حوالي الساعة 2:25 دقيقة فجر الأحد، وفقا لما ذكره رسول، في مقابلة مع قناة “الحرة العراق“، واصفا ما حصل بعملية “اغتيال فاشلة”.
وأضاف، في مقابلة مع قناة العراقية الإخبارية “هذه العملية تمت من خلال طائرتين مسيرتين وليس ثلاث طائرات، وقال: “التحقيقات الابتدائية الأولية تشير إلى انطلاق هذه الطائرات من مناطق شمال شرق بغداد، تبعد هذه المنطقة حوالي 12 كلم”.
ورفض رسول الكشف عن الموقع المحدد لإطلاق الطائرات، قائلا في رد عن سؤال: “سنترك ذلك الأمر للتحقيقات”.
وأكد رسول أن الطائرات حلقت على “ارتفاع منخفض”، وأن رادارات الدفاع الجوي لا تكشف الطائرات المحلقة على هذا الارتفاع، “كونها ليست طائرات مقاتلة أو ‘درون’ متقدم، وإنما طائرات صغيرة الحجم”.
وقال إن “الطائرة الأولى.. استطاعت الوصول إلى الهدف (منزل الكاظمي).. ووقعت أضرار مادية إضافة إلى إصابات طفيفة” بين عناصر القوات المسؤولة عن حماية رئيس الوزراء العراقي.
وأضاف لقناة “الحرة العراق” أن هذه الإصابات ليست بأعداد كبيرة “يتراوح عددهم بين سبعة إلى عشرة”، من رجال الأمن مؤكدا عدم وقوع إصابات بين صفوف المدنيين.
وفيما يخص الطائرة الثانية، قال رسول إن قوات الأمن تمكنت من التصدي لها “بواسطة أسلحة خفيفة ومتوسطة.. استطعنا إسقاط هذه الطائرة”.
وأكد أن الجهود الاستخباراتية بدأت تحقيقها مباشرة بعد وقوع الحادثة، مضيفا “تم التوصل إلى بعض أجزاء هذه الطائرة.. هناك مقذوفات استطعنا الوصول إليها”.
وأضاف أنه تم تشكيل خلية للوقوف على التحقيقات الخاصة بالعملية، التي وصفها بـ “الإرهابية”، كونها “استهدفت أعلى سلطة في هرم الدولة”.
وقال رسول إن السبب وراء عدم انطلاق صفارات الإنذار في المنطقة الخضراء، هو أن الصافرات مرتبطة بمنظومة “سيرام” المخصصة للدفاع عن السفارة الأميركية في بغداد، مضيفا أن الطائرات أتت من شمالي شرق البلاد، أي أن الطائرات لم تمر قرب السفارة الأميركية أو تحلق فوقها.
وأكد أن العراق “لا يملك الأجهزة المخصصة للكشف عن الطائرات التي تحلق على علو منخفض، هذه تحتاج جهد فني”.
وأشار رسول إلى أن السلطات ستكشف نتائج التحقيقات للشعب العراقي فور انتهائها.
“العراق خط أحمر”
وأشار الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة، في مقابلته مع قناة العراقية الإخبارية إلى أن “هذه العملية لا تصب في مصلحة العراق، وهي رسالة سلبية وليست رسالة إيجابية”، وأضاف “نحن أقوياء لكن حكماء، نتعامل بحفظ الدم العراقي، لا نريد للبلد أن يصل لاقتتال مثلما حدث بعدما سيطر داعش على مناطق، لحد الآن الساحل الأيمن لمدينة الموصل هو تحت الركام، لحد الآن هناك مناطق في محافظات العراق منكوبة من وراء ما حدث من اقتتال، لا نريد أن نجر العراق لحرب واقتتال، لا نريد أن يقتل عراقي عراقيا”.
واستدرك قائلا: “لكن يجب على الجميع أن يعوا خطورة ما نمر به، لن نعمم سنتوجه إلى الجهة التي خططت ونفذت وهذه الجهة والعناصر هي التي سيلقى القبض عليها”.
ونفى رسول أن يكون تنظيم “داعش” وراء عملية استهداف الكاظمي، وقال: “أكيد ليس داعش، واضحة، لقد قوضنا إمكانيات داعش بشكل كامل، صحيح أنه لا يزال موجودا في القرى والجبال، قد يتمكن من زراعة عبوة أو أو شن هجوم مسلح، لكن هذا ليس من عمل داعش”.
وأضاف أن “استهداف لأعلى سلطة تنفيذية واستهداف قائد القوات المسلحة، هو استهداف لهيبة العراق، وفي نفس الوقت صار في رسائل سلبية سواء للداخل العراقي أو خارجه”.
وقال: “ما حصل وجّه رسالة أن العراق يمكن أن يذهب للهاوية.. يا إخوان العراق خط أحمر، هذا بلدنا ولا يجب أن نجر بلدنا إلى الهاوية”.
“نعرفهم جيدا”
وتوعد الكاظمي بـ”ملاحقة مرتكبي جريمة الأمس”، في إشارة إلى الهجوم الذي استهدف مقر سكنه في بغداد، مؤكدا “نعرفهم جيدا وسنكشفهم”.
وأكد الكاظمي، خلال جلسة الحكومة العراقية، الأحد، أن “هناك من يحاول أن يعبث بأمن العراق ويريدها دولة عصابات”، مضيفا “ونحن نريد بناء دولة”.
وقال رئيس الوزراء إن “يد العدالة سوف تصل إلى قتلة الشهيد العقيد نبراس فرمان ضابط جهاز المخابرات الوطني العراقي”، الذي قتل قبل أشهر في بغداد، وانتشرت إشاعات عن تبني إحدى المنصات الإعلامية للمسؤولية عن مقتله.
وأكد رئيس الوزراء العراقي “بلدنا يمر بتحديات عدة ليست وليدة اليوم وليست نتاج هذه الحكومة وتمكّنا من تفكيك وحل الأزمات الاقتصادية والصحية”، مضيفا أن “نتائج الانتخابات والشكاوى والطعون ليست من اختصاص الحكومة”.
وانزلقت تظاهرات، الجمعة، اشترك فيها مناصرون لأحزاب سياسية عراقية تمتلك أذرعا مسلحة، إلى العنف في بغداد، مما أدى إلى مقتل متظاهرين اثنين، تبين فيما بعد إنهما ينتميان لحركة “عصائب أهل الحق”.
وقال الكاظمي “أمرنا بفتح التحقيق الفوري في الأحداث التي حصلت مع المحتجين أمام المنطقة الخضراء وسنضع أي متجاوز خلف القضبان ونقدمه للعدالة”.
وأكد “حاربنا الفساد ولن نتوقف عن ملاحقة الفاسدين ولن نسمح بأي توسط لهؤلاء ولن يفلتوا من العدالة”، مضيفا “منعنا انزلاق العراق في حرب إقليمية وتمّكنا من العبور بالبلد إلى بر الأمان”.
وقدم الكاظمي شكره إلى “قادة وزعماء المنطقة والعالم الذين اتصلوا أو أرسلوا رسائل أو أصدروا مواقف تتضامن مع الدولة العراقية”، كما شكر “كل القوى السياسية التي عبرت عن دعمها لمفهوم الدولة إزاء اللا دولة”.
ووصف الرئيس الأميركي، جو بايدن، الأحد، الهجوم الذي استهدف منزل رئيس الوزراء العراقي بـ”الإرهابي” وأعرب عن إدانته الشديدة للحادث.