5 آلاف مقاتل من الأويغور استخدمهم الرئيس التركي رجب إردوغان لتنفيذ مخططه الخبيث في شمال سورية، جاء بهم من الشتات، وحولهم إلى مرتزقة وإرهابيين، ليقضي على نضالهم عبر عشرات السنين من أجل العيش كبشر، فيما يعمل في الوقت الراهن على التضحية بهم مجددا بعد إلقائهم في أفران الإرهاب التركي داخل سورية، بتسليمهم إلى الحكومة الصينية التي تطاردهم، مقابل جرعة مساعدات لإنعاش الاقتصاد المنهار.
عبر تركيا.. من باكستان إلى سورية
أعلن تنظيم الحزب الإسلامي التركستاني في بلاد الشام عن نفسه عام 2014 من خلال مقاطع فيديو نشرها على الإنترنت في الوقت الذي يقيم فيه مقاتلو الحزب مع عائلاتهم بجبل التركمان بريف اللاذقية، بينما تأسس الحزب في أفغانستان عام 1993 بعد انسحاب الاتحاد السوفيتي، وسيطرة الجماعات المسلحة وحركة طالبان على البلاد، ليهاجر عناصر التنظيم من باكستان إلى سورية في 2012 بعدما فقدوا الملاذ الآمن ويعتنقوا أفكار داعش التي تفوق القاعدة في التشدد.
ينحدر التنظيم من جماعة أنشأها حسن معصوم – الذي قتل في غارة أميركية عام 2002 م – في نهاية التسعينيات، ويترأسه عبد الحق التركستاني المقرب من الملا عمر والمعروف بعلاقاته الوطيدة بتنظيم القاعدة.
أصدر الحزب منشورا في ذكرى هجوم 11 سبتمبر قال فيه: “ستظل غزوة منهاتن المباركة رسالة إلى ملل الكفر عامة وحكومة الصين الشيوعية خاصة، و لن يهدأ لنا بال أو يسكن لنا قرار حتى نزيل عرشكم ونبيد حكمكم، و نسترد أرضنا المغتصبة من تحت براثنكم، و نقيم شرع الله فيها على أشلاء طواغيتكم”.
يتبنى الحزب سياسة الإرهاب ضد الحكومة الصينية، ما أضر بشدة بالقضية الأويغورية، حيث يقول الأمين العام للحزب الشيخ عبد الحق التركستاني في إحدى خطبه: أيها الشباب، لو كنتم قادرين على المجيء إلى أرض الهجرة والجهاد فافعلوا فهو واجب عليكم، وإذا لم تستطيعوا فلا تنسوا الإعداد بما استطعتم فهو كذلك، وجب عليكم قتال الكفار الصينيين المحتلين بل هو من أوجب الواجبات عليكم.
لم يكن انتقال عناصر الحزب إلى سورية بمحض الصدفة بل في إطار المخطط التركي لحشد الجماعات الإرهابية في العالم لقتال النظام السوري وتدمير الدولة بما يسمح بخضوع شمال سورية لأنقرة، ويبلغ عدد مقاتلي الحزب بضعة آلاف من اكتسبوا خبرات عسكرية جيدة في سورية، ويقيمون مع عائلاتهم في قرى جبل السماق والتركمان، بعدما طرد سكانها وفق تقرير نشرته البي بي سي.
القتال للأويغور والسلام للأتراك
بعنوان “سورية.. المقاتلون الأجانب في إدلب والمصير المجهول” قالت بي بي سي في تقريرها: إن رحلة المقاتلين الأويغور إلى سورية بدأت منذ عام 2012 حين جاء المسلحون من أفغانستان وبدأوا يشجعون الأويغور من دول آسيا على الانضمام إليهم في سورية عبر تركيا، في حين وفرت أنقرة الدعم الكامل لعناصر الأويغور للوصول إلى مناطق الحزب شمال سورية، وشجعتهم على الإقامة في شمال البلاد من أجل تغيير التركيبة السكانية للمنطقة.
وفرت تركيا الأسلحة الثقيلة لمقاتلي الحزب الذين ظهروا في مقاطع فيديو وهم على أرتال من الدبابات والمدرعات، وتؤكد تقارير استخبارتية منشورة امتلاكهم أسلحة غربية حديثة حصلوا عليها عن طريق تركيا.
ينشط الأتراك في تهريب الأويغور من الصين إلى تركيا وظهر ذلك بعد إلقاء العديد من الدول مثل ماليزيا وتايلاند وأندونيسيا القبض على عشرات الأويغور ممن يحملون جوازات سفر تركية مزورة، وفي 2015 اعتقل الأمن الصيني شبكة لتهريب الأويغور في شنغهاي، وكان من بين المعتقلين عشرة أتراك حسب صحيفة غلوبال تايمز.
وفضح تقرير صادر عن المرصد السوري لحقوق الإنسان العلاقة القوية التي تربط الحزب التركستاني مع الاستخبارات التركية التي أمنت له مناطق عبوره إلى سورية وقدمت له الدعم المالي والعسكري مقابل توفير الحماية للقوات التركية شمال سورية.
تسليم الضحية إلى بكين
بسبب ممارسات الحزب الإسلامي التركستاني ضد الأقليات الدينية في سورية تفقد قضية الأويغور التعاطف معها يوما بعد آخر خاصة بعد أن هدم عناصر الحزب الكنائس ورفعوا أعلامهم على الصلبان، إضافة إلى طرد المسيحيين من قرى في إدلب وتوطين عائلات الأويغور بدلا منهم.
نشرت جريدة الشرق الأوسط تقريراً عن تورط مقاتلي الحزب في نقل أسلحة كيميائية من منطقة معرة النعمان بهدف استخدامها ضد المدنيين، فيما تستغل الصين هذه الممارسات في تشويه صورة المسلمين في تركستان لاستخدامها كذريعة لتبرير قوانين أكثر صرامة، بهدف مكافحة خطر الإرهاب.
أضرت سياسة تركيا الداعمة للإرهاب بقضية الأويغور، حيث يؤدي التواجد العسكري الأويغوري – الذى جلبته أنقرة – في سورية إلى نشاط الحكومة الصينية فى تتبع مقاتلي الأويغور، فيما قرر إردوغان أن يضحي بهم مقابل التقرب من العملاق الصيني والحصول على امتيازات اقتصادية تنقذ بلاده من الأزمة الاقتصادية الطاحنة.