عندما انبش في صندوق الذاكرة ينضب من مساماتها ثقل الفصول المتراكمة من الأحداث في مرحلة من مراحل التاريخ السياسي المترع بالمأساة الإنسانية، في بلد هيمنت عصابة فاشية على مقدرات الشعب. ليس من السهل ان ينسى المرء تلك الايام الصعبة التي ظلت راسخة في ذهني بكل جزئياتها، رغم مرور سنوات مضت إلا أننا نتذكر ونصحو على فصل من حياتنا السابقة لنروي للأجيال القادمة عنها.
لقد أضحت بغداد مدينة كئيبة موحشة، حيث استنزفت قدراته الاقتصادية كليا بعد الحرب الطاحنة التي دارت رحاها بين الحلفاء بقيادة الولايات المتحدة الامريكية والجيش العراقي المحتل لدولة الكويت والتي انتهت في إخراج الأخير منها وكسر شوكة الطاغية صدام حسن.
وفي ظل هذه التطورات تزامنت معها إشعال انتفاضة آذار المجيدة في عام 1991 التي تمكنت الاجهزة الامنية القمعية من اخمادها في جنوب ووسط العراق، وتحرير مساحات كبيرة من المدن الكردستانية، التي باتت تحت سيطرة الجبھة الكردستانية.
بعد اندحار الجيش العراقي في الكويت وإعلان الحصار الاقتصادي على العراق من قبل الأمم المتحدة، لم يكن حرارة الصيف قد ودعنا تماماً ولا زلنا في بداية الخريف 1991، عندما قرر قيادة الحزب الشيوعي العراقي إرسال الرفيق عادل حبة (أبو سلام) عضو اللجنة المركزية للحزب إلى العمل في تنظيم الداخل في بغداد بعد ان تطوع الرفيق أبو سلام بنفسه للعمل في عقر دار الفاشية. والرفيق ابو سلام غني عن التعريف بمواقفه المشهودة كما يتمتع بشخصية متميزة مفعما بالإنسانية وحب الناس. وعبر تاريخه النضالي الطويل ضد النظام الملكي والانظمة الدكتاتورية المتوالية على العراق، كان نموذجاً للتضحية والفداء ونكران الذات، وكنزاً من المعلومات حول تجربة السجون والصمود تحت التعذيب، فضلاً عن قيم الانضباط الحزبي في المهمات النضالية الكثيرة.
انطلقت بنا سیارة الحزب من مدینة اربیل متوجهةً صوب مدینة السليمانية، حيث هناك كنا في ضيافة الفقيد المهندس فاروق قادر.
كان الرفيق ابو سلام َله َرغبة ملحة للقاء الفقيد السيد جلال الطالباني رئيس الاتحاد الوطني الكردستاني ورئیس جمهورية العراق سابقاً للاطلاع عن قرب على توجهات وسياسة الحركة الكردية آنذاك . وفعلا تم اللقاء بحضور الفقيد الدكتور عزالدین مصطفى رسول وقد جرى في ھذا اللقاء بحث الأوضاع في العراق وكردستان وتوجهات الأحزاب وطلبنا من السيد الطالباني بعدم إعلان اللقاء لأسباب أمنية.
في اليوم الثاني توجه كاتب السطور والرفيق ابو سلام الى النقليات. استقلينا سيارة أجرة واخذنا المقعد الخلفي كي لا يشاركنا أحد. اما المقعد الأمامي فكان من نصيب شابان وهم من ابناء نفس مدينتي، ومن حسن الحظ لم يتمكنا من التعرف عليَّ.
قبل سفرنا حصلتُ للرفيق ابو سلام ھویتین شخصیتین أحدهما كونه موظف كردي من السليمانية حتى يتسنى له العبور بسلام في سيطرات البيشمركة والثاني متقاعد من بغداد.
وهكذا بدأت رحلتنا الشاقة. بعد ان انطلقت سيارة التاكسي مع الريح، كنت أجول بناظري من خلف زجاج نافذة السيارة وأرنو الى البنايات الشاھقة وشوارعها وتذكرت سنوات اقامتي فیھا وشدو الحانها الجميلة. انتابني شعور يتدفق شجناً. هل ستكون رحلتنا هذه رحلة الوداع الاخير الى الابد؟ أم سأعود مرة أخرى الى ھذه المدینة الجميلة؟
بدأت رحلتنا الطويلة الى مدینة الطوفان، ومیاھا غمرت كل أزقتها وشوارعها منذ زمن بعید، كلما ابتعدت السيارة تختفي مدینة السلیمانیة رويدا رويدا خلف المنحدرات وانعطافات الطريق، بعد ان كانت قبل لحظات مضت في نھار باهر وصاف وأضوائها خالیة من الھموم نسبيا بعد انتفاضة آذار ونحن في طريقنا الى مدينة بغداد التي تقبع في ليل حالك السواد، وكانت كردستان آنذاك الملاذ الآمن الوحيد بعد انتفاضة اذار المجيدة في عام 1991، وما أصعب الحياة عندما يشعر المرء وھو في داخل وطنه غریباً.
في سيطرتيّ السليمانية وجمجمال لم تحدث اية مشاكل تذكر فيما يتعلق بالأوراق الثبوتية. عندما دنت السيارة من سيطرة كركوك راودنا بعض القلق والتوجس ولكن حافظنا على رباطة جأشنا. هنا التفتيش يحوطه التشديد والريبة. أجهزة السلطة الامنية كانت لها اليد الطولى هنا. وحال وصولنا الى سيطرة طوزخورماتو طفقت عمليات التفتيش تأخذ منحى آخر. التدقيق والتعمق في الأسئلة. بدأت التفتيش الدقيق للھویات والحقائب. لن أستطيع نسيان ھذا اليوم، قام أحد المنتسبين بفتح حقيبة عادل حبة، تلك الحقيبة التي اتفقنا مسبقاً انها عائدة لي. لم أكن أتوقع شیئا مثیراً في الحقیبة التي یحملھا الرفیق عادل حبة. عندما بدأ الضابط بفتح الحقيبة، أمسك بـرزمة من الأوراق البيضاء التي تستخدم في جھاز الرونيو لطبع البیانات ورزمة من الظروف البریدیة، وراح يدقق في الأوراق ويتفحص في كل ورقة على حدة، مما أثار في نفسه الشبهات. هذا حدث في سيطرة طوزخورماتو. كنت حينها واقفاً خلف السيارة وانظر الى الضابط ودقات قلبي تتسارع حتى تراءى لي بأن العسكري يسمع تلك الدقات ايضا، وقفت صامتا برھة من الزمن، وكنت خائفا من أن الرفیق قد نسى مقالة أو بیان للحزب بین ھذه الأوراق استجمعت قوايَّ النفسية لمواجهة اي احتمال طارئ.
ما ھذه الأوراق والظروف البریدیة؟ قاله فجأة بصوت خافت ولكن بسرعة ولا زال يحمل عدد من الأوراق في يده وصب تركيزه عليها بينما بقي رأسه مُنحنٍ، واجبته دون تردد، كوني تاجر احتاج الى اوراق للحسابات، حيث كنت أحمل ھویة مزورة كتاجر، صادرة من غرفة تجارة السلیمانیة، وقال وھو یوجه عینیه السوداوین محدقتين نحوي وكأنهما من حجر. كانت المرة الأولى التي ينظر الي فیھا نظرة كاملة حتى اتسعت محجريهما. بدأت أفكر بجدیة فیما سأفعله لو قُبض عليَّ وكنت أفكر بمصیر الرفیق ابو سلام في ھذه اللحظة. وتابع كلامه. ألا توجد أوراق في بغداد؟ كان عليَّ أن ابرر الأمر وھذا ما فعلته.
على وجه السرعة ولكنني لم أفكر ماذا ستكون العاقبة وقلت له: نعم يوجد ولكن لا يوجد وقت لدي لكي أذهب إلى السوق لشرائه. فسكت واغلق الحقيبة.
شعرت بهدوء عميق. كانت لحظات صعبة تلك التي أمضیتھا مع الضابط وبعد ذلك اختفى كل توتري وتحركت السيارة متوجهة نحو المصیر المجھول. بدأت أفكر بطريقة أكثر عقلانية في تبرير وجود هذه الأوراق. فالقادم أكثر صعوبة وتعقيدا وهو سيطرة بغداد. وهي السیطرة الاخیرة وعلینا أن نجتازها بأمان، وجدار المصاعب لیس عصیاً، لنصل إلى الرفاق، لقد قطعنا شوطا طويلا ومررنا بستة سيطرات كل شيء سار على ما يرام، ولم تبق سوى هذه النقطة الخطرة التي تحدد مصيرنا نحو الضفة الاخرى. كنت أفكر مليا بقلق واضطراب وعشرات الأسئلة تحفر دماغي وكنت اھئ نفسي للإجابة علیھا وكان ھمي الوحید أن یصل الرفیق ابو سلام بأمان الى بغداد. عند وصولنا الى سیطرة بغداد كانت بعكس كل تصوراتنا وتوقعاتنا. كان هناك رجل واحد قصير القامة. ذو جسم ممتلئ يلبس الملابس المدنية. سار نحو السيارة وطلب منا النزول لتفتيش الحقائب ولم يكن في صندوق السيارة غیر حقیبة الرفیق ابو سلام، نزلت في الحال من السیارة. قبل أن يفتش الحقيبة طلب رجل الأمن مني الهوية. وعندما تأكد بأنني تاجر، دار بيننا حديث ودود ونسى أن يأخذ الھویات من الآخرين. بادرني بالسؤال، فيما لو كان لدي مكتب تجاري في بغداد، ھززت رأسي بالنفي واسترسلُت في الكلام، انا اشتري المواد وانقله الى كركوك ولدي مخازن ھناك. عقب انتھاء حديثنا، سَمح لنا بالمرور. ھكذا وصلنا الى ساحة النھضة في بغداد بأمان بعد أن تخلصنا من كافة السيطرات واستقلينا سيارة تاكسي ومررنا بساحة التحرير. كانت الساحة تعج بالسيارات، والمكتظة بالناس وترجلنا من التاكسي في ساحة النصر واتفقنا ان نلتقي بعد ساعة عند مطعم للكباب الواقع في جھة الیمين من الساحة ويكون موعدنا في ھذا المكان لحين اعلام رفاق الحزب بوصول الرفيق عادل حبة الى بغداد. بعد أن اتفقت مع الرفاق حول المكان المطلوب إيصاله استقلينا سيارة تاكسي وتوجھنا الى هناك حيث رفاق الحزب. هكذا وصلنا بأمان.
ھناك بعض الأعاجيب لولاھا لاصبحنا في عداد الموتى.
* منقول من مدونة
عادل محمد حسن عبد الھادي حبه
سیرة ذاتیة
ولد في بغداد في محلة صبابيغ الآل في جانب الرصافة في أيلول عام 1938 ميلادي.
في عام 1944 تلقى دراسته الإبتدائية، الصف الأول والثاني، في المدرسة الھاشمیة التابعة للمدرسة الجعفرية، والواقعة قرب جامع المصلوب في محلة الصدرية في وسط بغداد
انتقل الى المدرسة الجعفرية الإبتدائية – الصف الثالث، الواقعة في محلة صبابيغ الآل، وأكمل دراسته في ھذه المدرسة حتى حصوله على بكالوريا الصف السادس الإبتدائي
انتقل إلى الدراسة المتوسطة، وأكملها في مدرسة الرصافة المتوسطة في محلة السنك في بغداد
نشط ضمن فتيان محلته في منظمة أنصار السلام العراقية السریة، كما ساھم بنشاط في اتحاد الطلبة العراقي العام الذي كان ينشط بصورة سرية في ذلك العھد. أكمل الدراسة المتوسطة وانتقل إلى الدراسة الثانوية في مدرسة الإعدادية المركزية، التي سرعان ما غادرھا ليكمل دراسته الثانوية في الثانوية الشرقية في الكرادة الشرقية جنوب بغداد
في نھایة عام 1955 ترشح إلى عضوية الحزب الشیوعي العراقي وھو لم يبلغ بعد الثامنة عشر من عمره، وھو العمر الذي يحدده النظام الداخلي للحزب كشرط للعضوية فیه
اعتقل في موقف السراي في بغداد أثناء مشاركته في الإضراب العام والمظاھرة التي نظمھا الحزب الشیوعي العراقي للتضامن مع الشعب الجزائري وقادة جبھة التحرير الجزائریه، الذين اعتقلوا في الأجواء التونسية من قبل السلطات الفرنسية الاستعمارية في صيف عام 1956
دخل كلية الآداب والعلوم الكائنة في الأعظمية آنذاك، وشرع في تلقي دراستھ في فرع الجیولوجیا في دورته الثالثة
أصبح مسؤولاً عن التنظيم السري لاتحاد الطلبة العراقي العام في كلية الآداب والعلوم إضافة إلى مسؤوليته عن منظمة الحزب الشیوعي العراقي الطلابية في الكلية ذاتها في أواخر عام 1956. كما تدرج في مهمته الحزبیة لیصبح لاحقاً مسؤولاً عن تنظيمات الحزب الشيوعي في كليات بغداد آنذاك
شارك بنشاط في المظاهرات العاصفة التي اندلعت في سائر أنحاء العراق للتضامن مع الشعب المصري ضد العدوان الثلاثي الإسرائيلي- الفرنسي البريطاني بعد تأميم قناة السويس في عام 1956
بعد ثورة تموز عام 1958، ساھم بنشاط في إتحاد الطلبة العراقي العام الذي تحول إلى العمل العلني، وانتخب كرئيسا لإتحاد في كلیة العلوم- جامعة بغداد، وعضواً في أول مؤتمر لإتحاد الطلبة العراقي العام في العھد الجمھوري، والذي تحول أسمه إلى اتحاد الطلبة العام في الجمهورية العراقیة. وفي نفس الوقت أصبح مسؤول التنظيم الطلابي للحزب الشيوعي العراقي في بغداد والذي شمل التنظيمات الطلابية في ثانويات بغداد وتنظيمات جامعة بغداد، التي أعلن عن تأسیسھا بعد انتصار الثورة مباشرة
أنھى دراسته الجامعية وحصل على شھادة البكالوريوس في الجیولوجیا في العام الدراسي 1960-1959. وعمل بعد التخرج مباشرة في دائرة التنقيب الجيولوجي التي كانت تابعة لوزارة الاقتصاد
حصل على بعثة دراسية لإكمال الدكتوراه في الجیولوجیا على نفقة وزارة التربیة والتعلیم العراقیة في خریف عام 1960. تخلى عن البعثة نظراً لقرار الحزب لإیفاده إلى موسكو-الإتحاد السوفییتي للدراسة الاقتصادية والسياسة في أكاديمية العلوم الاجتماعیة-المدرسة الحزبية العلیا. وحصل على دبلوم الدولة العالي بدرجة تفوق بعد ثلاث سنوات من الدراسة ھناك
بعد نكبة 8 شباط عام 1963، قرر الحزب إرساله إلى طهران – إیران لإدارة المحطة السرية التي أنشأها الحزب لإدارة شؤون العراقیین الھاربین من جحیم إنقلاب شباط المشؤوم، والسعي لإحياء منظمات الحزب في داخل العراق بعد الضربات التي تلقاھا الحزب إثر الإنقلاب. اعتقل في حزيران عام 1964 من قبل أجھزة الأمن الإیرانیة مع خمسة من رفاقه بعد أن تعقبت أجھزة الأمن عبور المراسلین بخفة عبر الحدود العراقیة الإیرانیة. وتعرض الجمیع إلى التعذيب في أقبية أجھزة الأمن الإیرانیة. وأحيل الجميع إلى المحكمة العسكرية في طھران. وحكم علیه بالسجن لمدة سبع سنوات، إضافة إلى أحكام أخرى طالت رفاقه وتراوحت بین خمس سنوات إلى سنتين، بتھمة العضویة في منظمة تروج للأفكار الاشتراكية
أنھى محكومیته في أيار عام 1971، وتم تحویله إلى السلطات العراقية عن طريق معبر المنذرية- خانقین في العراق. و انتقل من سجن خانقین إلى سجن بعقوبة ثم موقف الأمن العامة في بغداد مقابل القصر الأبيض. وصادف تلك الفترة ھجمة شرسة على الحزب الشیوعي، مما حدى بالحزب إلى الإبتعاد عن التدخل لإطلاق سراحه وعمل الأھل على التوسط لدى المغدور محمد محجوب عضو القيادة القطرية لحزب البعث آنذاك، والذي صفي في عام 1979 من قبل صدام حسین، وتم خروجه من المعتقل
عادت صلته بالحزب وبشكل سري بعد خروجه من المعتقل. عمل بعدئذ جیولوجی في مديرية المیاه الجوفیة ولمدة سنتین. وشارك في بحوث حول الموازنة المائية في حوض بدره وجصان، إضافة إلى عمله في البحث عن مكامن المیاه الجوفیة والإشراف على حفر الآبار في مناطق متعددة من العراق
عمل مع رفاق آخرين من قيادة الحزب وفي سرية تامة على إعادة الحیاة لمنظمة بغداد بعد الضربات الشديدة التي تلقتھا المنظمة في عام 1971. وتراوحت مسؤولياته بين منظمات مدینة الثورة والطلبة وريف بغداد. اختير في نفس العام كمرشح لعضوية اللجنة المركزية للحزب
استقال من عمله في دائرة المیاه الجوفیة في خريف عام 1973، بعد أن كلفه الحزب بتمثيله في مجلة قضايا السلم والاشتراكية، المجلة الناطقة بإسم الأحزاب الشیوعیة والعمالية العالمية، في العاصمة الجیكوسلوفاكیة براغ. وأصبح بعد فترة قلیلة وفي المؤتمر الدوري للأحزاب الممثلة في المجلة عضواً في ھیئة تحریرھا. وخلال أربعة سنوات من العمل في ھذا المجال ساھم في نشر عدد من المقالات فیھا، والمساھمة في عدد من الندوات العلمية في براغ وعواصم أخرى
عاد إلى بغداد في خريف عام 1977، ليصبح أحد إثنين من ممثلي الحزب في الجبھة التي كانت قائمة مع حزب البعث، إلى جانب المرحوم الدكتور رحيم عجينة. وأختير إلى جانب ذلك لينسب عضواً في سكرتارية اللجنة المركزية ویصبح عضواً في لجنة العلاقات الدولية للحزب
في ظل الھجوم الشرس الذي تعرض له الحزب، تم اعتقاله مرتین، الأول بسبب مشاركته في تحریر مسودة التقرير المثير للجنة المركزية في آذار عام 1978 وتحت ذريعة اللقاء بأحد قادة الحزب الديمقراطي الأفغاني وأحد وزرائھا عند زیارته للعراق. أما الاعتقال الثاني فيتعلق بتھمة الصلة بالأحداث الإیرانیة والثورة والمعارضين لحكم الشاه، ھذه الثورة التي اندلعت ضد حكم الشاه بداية من عام 1978 والتي انتھت بسقوط الشاه في شتاء عام 1979 والتي أثارت القلق لدى حكام العراق
اضطر إلى مغادرة البلاد في نھایة عام 1978 بقرار من الحزب تفادیاً للحملة التي اشتدت ضد أعضاء الحزب وكوادره. واستقر لفترة قصیرة في كل من دمشق والیمن الجنوبیة إلى أن انتدبه الحزب لإدارة محطته في العاصمة الإيرانية طھران بعد انتصار الثورة الشعبیة الإیرانیة في ربيع عام 1979. وخلال تلك الفترة تم تأمین الکثیر من احتیاجات اللاجئين العراقيين في طھران أو في مدن ایرانیة أخرى إلى جانب تقديم العون لفصائل الانصار الشیوعیین الذين شرعوا بالنشاط ضد الدیكتاتوریة على الأراضي العراقية وفي اقليم كردستان العراق. بعد قرابة السنة، وبعد تدھور الأوضاع الداخلية في إیران بسبب ممارسات المتطرفين الدینیین، تم إعتقاله لمدة سنة ونصف إلى أن تم إطلاق سراحه بفعل تدخل من قبل المرحوم حافظ الأسد والمرحوم ياسر عرفات، وتم تحویله إلى سوریا
خلال الفترة من عام 1981 إلى 1991، تولى مسؤولية منظمة الحزب في سوریا والیمن وآخرھا الإشراف على الإعلام المركزي للحزب وبضمنھا جريدة طريق الشعب ومجلة الثقافة الجديدة
بعد الانتفاضة الشعبية ضد الحكم الديكتاتوري في عام 1991، انتقل إلى إقليم كردستان العراق. وفي بداية عام 1992، تسلل مع عدد من قادة الحزب وكوادره سراً إلى بغداد ضمن مسعى لإعادة الحياة إلى المنظمات الحزبية بعد الضربات المھلكة التي تلقتھا خلال السنوات السابقة. وتسلم مسؤولية المنطقة الجنوبية حتى نھایة عام 1992، بعد أن تم إستدعائه وكوادر أخرى من قبل قيادة الحزب بعد أن أصبح الخطر یھدد وجود ھذه الكوادر في بغداد والمناطق الأخرى
اضطر إلى مغادرة العراق في نھایة عام 1992، ولجأ إلى المملكة المتحدة بعد إصابته مرض عضال
تفرغ في السنوات الأخيرة إلى العمل الصحفي. ونشر العديد من المقالات والدراسات في جريدة طريق الشعب والثقافة الجديدة العراقیة والحیاة اللبنانیة والشرق الأوسط والبيان الإماراتية والنور السوریة وكار الإیرانیة ومجلة قضايا السلم والاشتراكية، وتناولت مختلف الشؤون العراقیة والإیرانیة وبلدان أوروبا الشرقية. كتب عدد من المقالات بإسم حمید محمد لاعتبارات احترازية أثناء فترات العمل السري
یجید اللغات العربیة و الإنجليزية والروسية والفارسية متزوج وله ولد وبنت وحفیدان.