تتعقد المحادثات النووية الدولية مع النظام الايراني وقد دخلت أصعب مرحلة لها بعد أن صار واضحا بأن الاخير ليس جادا بما فيه الکفاية وإنه يحاول وبصورة مکشوفة المماطلة والتسويف وإستغلال العامل الزمني خصوصا بعد أن أکدت مختلف المصادر الموثوقة وخبراء التحليل السياسي بأن هذا النظام ماض في مساعيه السرية من أجل إنتاج القنبلة النووية وإن المخاوف الدولية والاقليمية تتزايد تبعا لذلك مما يحث على العمل من أجل إيجاد ثمة سبيل للتصدي لذلك.
وکالة أنباء رويترز قد عکست في جزء من تقرير جديد للوكالة الدولية للطاقة الذرية من أن النظام الإيراني وسع التخصيب العالي في موقع نطنز، وقد دعى رافائيل غروسي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية وفي وقت سابق بعد لقائه مع نواب ومسؤولين أمريكيين في واشنطن “القوى العالمية إلى إدانة النظام الإيراني بسبب وضع العراقيل في عملية مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية”، ومن دون شك فإن غروسي لا يتحدث عن نفسه، فهو يعكس مواقف مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي يتألف من 35 دولة خاصة دول الغرب، وهو مايٶکد جدية تصريح غروسي وسيکون له بالنتيجة إنعکاسات وآثار على الموقف الدولي ازاء النظام الايراني الذي صار يبالغ في شروطه التعجيزية من أجل العودة الى طاولة المحادثات.
النظام الايراني الذي يدرك أکثر من غيره صعوبة الوضع الذي يواجهه مع المجتمع الدولي بخصوص المحادثات النووية ولاسيما بعد أن تجاوز الحدود المألوفة کثيرا ولاسيما بعد أن هددت الدول الغربية بالبحث عن بدائل أخرى في حال فشل المحادثات، وإن سعي النظام الايراني لإطالة المفاوضات والتفاوض من أجل التفاوض يثير الشکوك أکثر فأکثر حيال هذا النظام الذي تزداد مآزقه السياسية والاقتصادية والامنية حدة ولايجد لها حلا حتى لو تم عقد إتفاق نووي جديد خصوصا وإن طهران تدرك بأن أي إتفاق جديد لن يکون في صالحها أبدا ولذلك فإن”أردستاني” الذي هو عضو سابق في اللجنة الامنية بمجلس الشورى الايراني وعندما يصرح بأن”إن صناعة السلاح النووي هو السبيل الوحيد للنظام للخروج من المآزق السياسية والدبلوماسية والأمنية”، فإنه بذلك يعکس واقع وحقيقة الموقف الايراني ولاسيما إذا ماأخذنا بنظر الاعتبار إن النظام الايراني يصر على التمسك بممارساته ونهجه القمعي ضد الشعب الايراني وبتدخلاته السافرة في بلدان المنطقة ولايتخلى عنها مهما کلف الامر کما إنه متمسك أيضا ببرامجه الصاروخية وبتطويرها ويرفض المطالب الدولية بشأنها ولذلك فإن صناعته للأسلحة النووية من وجهة نظر النظام کما عبر عنها “أردستاني” آنفا هو السبيل الوحيد لخروج النظام الايراني من مآزقه، لکن يبقى هناك سٶال وهو: هل سيسمح المجتمع الدولي بولادة کوريا شمالية ثانية؟!