يمکن تشبيه الاوضاع والتطورات الجارية في إيران بأحد أفلام الامريکية المليئة بمختلف أنواع الاثارة والتشويق، فلايتم إسدال الستارة على مشهد ما حتى وتري أحداث فصل آخر أکثر إثارة وسخونة لکن والاکثر إثارة إنه تتم فجأة العودة الى مشاهد سابقة بعد أن تمت إضافة العديد من عوامل الاثارة والتشويق إليها.
بعد الموافقة التي أعلنها البرلمان الايراني على مشروع قانون مكافحة تمويل الإرهاب، فإن أصوات المعارضين ضد هذه الموافقة لانضمام إيران إلى مجموعة العمل المالي (FATF)، حيث يتخوفون من إدراج الولايات المتحدة للقوات المسلحة الإيرانية، خاصة الباسيج والحرس الثوري، ضمن الجماعات الإرهابية، وکما يظهر هناك حذر وترقب في طهران من أحداث وتطورات مرتقبة قد تکون عامل المفاجأة في بعضها قوية وصادمة الى الحد الذي يکون التصرف ازاءه محيرا.
إيران التي يبدو إنها في الکثير من الاحيان تهرب من الرمضاء الى النار رغم إن النظام معروف بتمسکه باسلوب الهروب للأمام وبذلك فإن المشاکل والازمات تزداد صعوبة وتعقيدا وحتى يستعصى حلها، ويبدو إن رد وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف على رفض المعارضين لإنضمام لانضمام إيران إلى مجموعة العمل المالي (FATF) عندما قال بأن المثل الشعبي يقول: “يجب ألا نخشى الموت فننتحر”، قد جاء ومن دون أن يعي ظريف نفسه أو ينتبه إليه جيدا کرد على الخط العام لمواقف النظام من مختلف القضايا والملفات المطروحة داخليا وإقليميا ودوليا.
طهران التي لم تحسم لحد الان موقفها من العقوبات الامريکية المفروضة عليها إذ وفي الوقت الذي تجاهر علنا برفضها لها وعدم الاستجابة للمطالب ال12 التي تطرحها الادارة الامريکية، فإنها تحاول خلسة وعن طرق مختلفة إيجاد قنوات إتصالات سرية مع واشنطن، کما إن تدخلاتها في المنطقة والتي وصلت في بعض الدول الى مرحلة باتت ترهق الکاهل الايراني بشدة کما في الحالة السورية مثلما إن الحالات العراقية واليمنية واللبنانية تسير هي الاخرى بسياق تدفع طهران للهاث خلفها وليس العکس کما کانت الحالة خلال الاعوام السابقة في حين إن الاوضاع الداخلية تزداد غموضا مع إشتداد الازمة الاقتصادية وإصرار النظام على جعل الشعب الايراني وتحديدا الاغلبية التي تعيش تحت خط الفقر تتحمل آثارها وتبعاتها وتداعياتها، أما الموقف الايراني ليس من الاتفاق النووي وإنما من البرنامج النووي ذاته، کل هذا وفي ظل الظروف والاوضاع الداخلية الايرانية والاقليمية والدولية يشبه هروب النظام الايراني من الموت الى حضن الانتحار وستٶکد الاحداث والتطورات القادمة ذلك بکل وضوح.