غادرنا الى الدنيا الاخرة بعجله من امرنا ولاراد لامر الله يوم 15-11-2021م رحمه الله وهو رجل دين من طبقة البير الازيدية وتعادل كلمة الشيخ في اللغة العربية واستاذ خريج كلية الاداب / بغداد وعضو برلمان كوردستان سابقا ومؤسس مراكز لالش الثقافي والاجتماعي في دهوك ومن الرعيل الاول من مثقفي الازيدية.
رجل مرح وفرح جدا والبسمه لاتفارقه رغم انه تربى يتيما كان رحمه الله كل امله نقل وتغيير الواقع الازيديى الى مكانته الحقيقية والطبيعية محاولا جاهدا من بداية شبابه و حياته العلمية والنضالية ودخل ميدان الثقافة الازيدية من اوسع ابوابها متحديا الكتمان و الزمن والظروف السياسية التي عاشها وكان يتردد الى بغداد متجولا في علومها ومتحديا مثقفيها بالدفاع عن حقه في الحياة.
له رحمه الله في كل قصة وقفة حق وكل موقف ثبات للحق ومن ذكرياته ذات يوم في بغداد كتب مقالا ردا على نشر المؤرخ العراقي عبدالرزاق الحسيني حول الازيدية في احدى الصحف ، وكان على معرفة مع المؤلف العراقي جورج حبيب صاحب كتاب – اليزيدية بقايا دين قديم – مما اثار غضب عبدالرزاق الحسيني مشتكيا عليه في وزارة الثقافة والاعلام بقوله انا مؤرخ العراق كيف يوجه لي شاب هاوي (يقصد بير خدر) كلام و نقد لي ؟ مما حذى بجورج حبيب بتبليغ البير رحمه الله بقرار منع نشر اي شئ له في الصحافة العراقية .
مهما قلنا ونكتب عنه رحمه الله لايمكن جمع جهد وعمل واندفاع هذا الرجل الكبير ببضع كلمات لان بصمته واضحه وراسخة وشاهده عليه في كل صغيرة وكبيرة في نسيج العقل والقلب والوجع الازيدي لم يقف لينظر مايحصل كان يتحدى ويتدخل وينقد كل من يقف في طريق الحق الانساني .
رغم كبر سنه ومرضه في الفترة الاخيرة واختياره السكن في المانيا ، لكنه كان في تواصل مع الالم والواقع الازيدي في العراق وكم من مرة اتصلت معه لتناقش وونتجادل في كل الامور كان رحمه الله لايزعل من نقد وعتب ولايتفلسف بغير لغة نفهمها معولا على الازيدياتي التي فنى حياته من اجلها ،وزار بعشيقة وبحزاني والموصل موخرا واثقا الخطى لايهاب احدا مستندا على اهله واثقا من نفسه يجول في كل مناطقنا رغم انها متنازع عليها بل هو الرجل ينازع عليها ومن اجلها ، كان له طموح باستلام الشباب الازيدي امور المسؤوليات والمواقع الازيدية خاصة في الاقليم وكان يحضر اي ندوة ولقاء واجتماع ليكون دينمو المعركة الثقافية بكافة ابوابها و كان يحرص سنويا كتقليد مهم على لقاءات اعضاء مراكز لالش مع اعلى المستويات في الاقليم .
لهذا لارثاء للرجال الكبار لانهم خالدين بيننا باعماله رغم مغادرة جسدهم لكنه تجده امامك له وقفة وحزمة في حياتك كان الجميع اصدقائه واخوانه واحبائه لايميز بين البَين بل كان في العين عَين . لقد عاد اخيرا للعراق يزور كل انسان حي وميت رغم مرضه وازمة كورونا واوجاع ملته لكنه لم يبخل على روحه بالوفاء وتذكر اهله اثناء غيابه ولم يرضى كما يبدوا بالموت في {خارج عراق كوردستانه } بل الخلود هنا بالموت وباقِ بين اهله وقومه لقد كان مع شعبه طول حياته فليس معقولا ينتقل للعالم الاخر ويموت في بلد آخر غير بلده الشيخان / عين سفني مسقط رأسه وحياته ، فالرجال تحيا وتموت بين شعبها وبلدها واهلها. بالمجد والخلود عشت يابير والى الجنان باق هناك دوما وهنا نستشف الايام بروحك بما كنت فيها كالحلم الطويل بيوم طيب نعيشه وها تغادرنا لنبقى وحدنا بعد ان كنت يابيرنا الغالي مرشدا ومرجعا دينيا وانسانيا وثقافيا .. والله المستعان من هول هذا الزمان… وفي الاخير الدائم والباقي وجه الله الكريم .
نوفمبر / 2021م