لستُ اعرف من اين نبدأ ولمن نقدم المؤاساة.. اعتذر لجميع مريدي بير خدر إيزيدياً وكوردستانياً لأننا سوف نعزي انفسنا اولاً ثم نعزيهم جميعاً بدءاً من عائلته وذويه والى كل أحباءه من طلبة وقراء ومخلصين للتراث الايزيدي الديني خاصةً والثقافة الكوردية عامة.. كان المرحوم صديقاً مخلصاً لعائلتنا كونه بيرنا الرسمي حسب الحد والسد في الايزيدية.. كان يقدم ملاحظاته للأمير الخالد ولنا جميعاً بكل هدوء بإخلاص تام.. يبتعد عنا قليلاً ثم يتراجع ويصر على رايه فنتقبله فيضحك ويقول أنا بيركم ويجب ان تأخذوا برأيي ولكم الحرية في كيفية تطبيقه.
فالكلمات حقاً تعجز عن التعبير لمدى اسفنا على هذا الرحيل المبكر والمفاجئ لهذه القامة والشخصية التي تعتبر من الاعمدة الرئيسية للديانة الإيزيدية.. كان اول من بادر بالكتابة عن الديانة الإيزيدية بعد اخذ الموافقة والمباركة من الأمير والبابا شيخ في سبعينيات القرن المنصرم.. نعم لقد كان من اوائل من وضع الأسس الثابتة للكتابة والنشر مع دقة وحرص في النقل والمتابعة. فقد كان الوعاء الامين الذي سلمه رجال الدين علم الصدر الشفاهي بعد أن كان غير مسموح كتابته أو نشره.
ستظل كتاباته ومؤلفاته وابحاثه نبراساً بل قنديلاً مقدساً يسير على خطاه طلبة البحث عن العرفان في الإيزدياتي روحياً تاريخاً وحاضراً ومستقبلاً.. رحيلك حتماً ترك فراغاً كبيراً لن يملئه احد لكننا على ثقة تامة إن البذور الذي زرعته ومنذ السبعينيات من القرن المنصرم سيزدهر بل إننا نشهد ونرى الكثير من الأجيال التي تلمذت على كتاباتكم فهم سيقع على عاتقهم إكمال مسيرتكم النضالية خدمة لتضحيات تراث اجدادنا نعم لقد اثقلت كاهل محبيك وقراءك ومتابعيك وكل مريديك.
لتنم قرير العين يا بير خدر بطمانينة وسلام وهدوء فإنك كفيت ووفيت مثلما يقال.. برحيلك تم طي صفحة من كتاب أيامكم الذي خصصتموه لأجل ئيزديخان خاصة وكوردستان عامة وهنا أستذكر كيف إنك أقنعت زوجتك المسكينة في بيع ذهبها لطبع كتابكم (ئيزدياتي) ليكون رداً على من يتهموننا بعبادة غير الله (خودى) ولكل من يشوه ديانتنا.. دوركم كان كبيراً لتصحيح مسار ديانتنا لذا فإنك ايضاً سوف تكون كبيراً باعيننا سواء كنت حاضراً او غائباً فذكراك سيبقى كنقش الحجارة والأثار الخالدة لن يمحوها الزمن بسهولة.
لك الرحمة والخلود ولنا جميعاً من مريديك الصبر والسلوان.