بعد التصريح الفج والاستفزازي لنائب رئيس الهيئة القضائية في البرلمان الإيراني حسن نوروزي، خلال مقابلة له يوم الاحد المنصرم مع موقع “مرصد إيران”، والذي قال فيه لدى إشارته إلى احتجاجات نوفمبر 2019 والمحكمة الشعبية في لندن لمحاكمة المسؤولين الإيرانيين الضالعين في قمع المحتجين: “أنا كنت ممن أطلقوا النار على الناس وقتلناهم، “الآن من يريد محاكمتنا؟”، فقد أثار هذا التصريح عاصفة من ردود فعل مختلفة غلب عليها الإشمئزاز والرفض القاطع، ولاسيما من قبل أمهات الضحايا اللائي إستنکرن بشدة هذا الموقف الاستفزازي الفج والسمج.
ضحايا إنتفاضة 15 نوفمبر 2019، الذين تجاوزوا ال1500 فرد، قتلوا أو تم تصفيتهم بطرق واساليب مختلفة من جانب الاجهزة القمعية للنظام خصوصا بعد أن تم خطف البعض منهم أو إعتقالهم وإقتيادهم للسجون حيث تمت ممارسة عمليات تعذيب بشعة بحقهم بحيث قضى العديد منهم نحبه من شدة التعذيب والمثير للسخرية إن النظام الايراني زعم حينها بأن الذين قضوا نحبهم من جراء التعذيب، قد إنتحروا، وقد أثار کل ذلك سخط وإستياء وغضب الشعب الايراني کما أثار إستياء وإشمئزاز وسائل الاعلام العالمية، وإن ماقد صرح به هذا المسٶول قد أثار مشاعر أمهات الضحايا اللواتي قمن بالرد عليه من خلال شريط فيديو وقلن بأنهن على استعداد لمحاكمته لو خرج من “عشه” بدون حارس شخصي وأسلحة وهراوات وجهاز الصعق الكهربائي.
أمهات الضحايا اللائي أضفن في شريط الفيديو بأنهن “لا يخفن من السجن والموت” ويحتجن على السلطات، مثل أبنائهن في احتجاجات نوفمبر ضد الحكومة بشكل سلمي وبلا أسلحة. وخاطبت إحدى الامهات نوروزي: “تعيشون في أوكاركم ومعكم 30 مرافقا ثم تقولون، نحن قتلنا ولا أحد يستطيع محاكمتنا، تعال إلى وسط الساحة، ومحاكمتك علينا، اخرج مثلنا بأيد فارغة، نحن لا نهاب الموت ولا السجن”، لکن المثير للسخرية والتهکم إن تصريح نوروزي الذي إنتشر بسرعة واسعة في وسائل الإعلام الناطقة بالفارسية وأشعلت التعليقات في منصات التواصل الاجتماعي وبعد الانعكاسات السلبية التي تركته، فإن نوروزي ولکي يبرر تصريحه الاستفزازي بحجة أکثر سخفا من تصريحه فقد صرح لموقع البرلمان الإيراني إن هذه “مقابلة ومراسل مزيفين” و”أنا شعرت بأن الصحافي الذي أجرى المقابلة منافق”!
منافق، وصف يستخدمه قادة النظام الايراني ضد مجاهدي خلق، وهم وفي الوقت الذي دأبوا فيه على الادعاء بأن مجاهدي خلق لم يعد لها من تأثير على الاوضاع في إيران، لکنهم ومع کل تطور وأحداث غير عادية يوجهون إتهاماتهم للمنظمة بل ومن المفيذ التذکير بأنهم قد إتهموا مجاهدي خلق بالوقوف وراء إنتفاضتي ديسمبر2017 ونوفمبر2019، مع إن إنفعال نوروزي في تصريحه وصلافته فيها يمکن ربطه بحالة القلق والامتعاض والسخط التي تعتمر في صدور القادة والمسٶولين الايراني من جراء المحاکمة الجارية للمسٶول الايراني السابق حميد نوري في السويد بتهمة مشارکته في مجزرة عام 1988، بشکل خاص والمحكمة الشعبية الدولية في لندن والنشاطات الاحتجاجية ضد النظام في دخال وخارج إيران بشکل عام.