حول دور ومكانة الخيانة العظمى في تفكيك الاتحاد
السوفيتي (1991-2021) بمناسبة الذكرى ال30 لتفكيك الاتحاد السوفيتي
المبحث العاشر ( الحلقة العاشرة) :: حتمية التطور نحو الاشتراكية.
المطلب الاول :: الزمن يصوت لصالح الاشتراكية.
المطلب الثاني :: كلمة للشعب.
ترجمة واعداد الدكتور نجم الدليمي.
مقدمة ::
**نشرت جريدة البرافدا في 29/7/2021 دراسة لسكرتير الحزب الشيوعي الروسي غينيادي زوغانوف بعنوان (30 عاماً من الخيانة: دروس مريرة… وافاق المستقبل)، اذ قال في مقدمة هذه الدراسة : من يريد ان يعرف تاريخ روسيا وكلمة اب، فهذه الكلمة ( اب) اي شهر اب ترتبط بها الأحداث الدرامية وقبل كل شيئ جريمة تفكيك الاتحاد السوفيتي، 30 عاما مضت في اب عام 1991، وقبل ذلك بسنة ونصف تم انتخاب غورباتشوف رئيسا للاتحاد السوفيتي واكد للشعب السوفيتي ايمانه الكامل بالاشتراكية ووحدة الاتحاد السوفيتي…، ولكن قام وبشكل واعي ومقصود ومخطط بتفكيك اول دولة في العالم، دولة العمال والفلاحين، دولة العدالة الاجتماعية، وبسبب الخيانة العظمى تم تدمير القوة الاقتصادية والاجتماعية والعلمية والعسكرية وكذلك تم تخريب قطاع التعليم والصحة والسكن وكما تم الغاء جميع الحقوق الاقتصادية والاجتماعية…. للمواطن السوفيتي…. واستمر هذا النهج الخطير في حكم بوريس يلسين ولم يتم التخلي اليوم عن نهج الرئيس الروسي السابق بوريس يلسين من حيث المبدأ.
المطلب الاول ::الزمن يصوت لصالح الاشتراكية.
**يؤكد زوغانوف، لقد دفع بلدنا وشعبنا ثمناً باهظا وكبيرا من اجل تحقيق الانتصار ( المقصود الانتصار على الفاشية الالمانيه اللقيط والوريث الشرعي للنظام الامبريالي، في الحرب الوطنية العظمى والعادلة 1941-1945)، الا ان السفلة والانذال وفي عصر الخيانة العظمى، عملوا على تخريب المجتمع والاقتصاد في آن واحد وباساليب عديدة وبشكل واضح وصريح، وافرزت هذه الحقبة السوداء والمظلمة ظهور المنافقين والسفلة والخونة والمرتزقة…. ولكن في خلال هذه الحقبة الكارثية وجد رفاق مبدئين ومخلصين للشعب والفكر والحزب يؤمنون بالاشتراكية ويناضلون من اجلها ومستعدين للتضحية من اجلها حتى النهاية ومن اجل فكر لينين وستالين، وهؤلاء المناضلين لم يهزموا او ينكسروا تحت ضغط ما يسمى بالبيرويسترويكا، وكما لم يهزموا ايضاً امام حملة بوريس يلسين الاجرامية في الانقلاب الحكومي عام 1993( تم قصف البرلمان الروسي، المنتخب شرعياً من قبل الشعب الروسي بالدبابات والمدرعات بهدف التخلص من السلطة التشريعية المعارضة لنهج بوريس يلسين كرئيس لروسيا وتم ذلك تحت علم وباشراف الغرب الامبريالي بزعامة الامبريالية الاميركية ولولا الدعم واعطاء الضوء الاخضر للرئيس الروسي المخمور باستمرار من قبل اميركا وحلفائها لما استطاع أن يقوم بذلك اصلاً، بدليل ان وكالة c
cnn سي ان ان ، قد صورت الاحداث كاملة وهي موجودة في السفارة الأميركية في موسكو والسفارة الاميركية قريبة على البرلمان الروسي وكاتب هذا السطور كان متواجد ميدانياً كمراقب للاحداث وشاهد عيان على ذلك). لقد ضرب بوريس يلسين عرض الحائط –كما يقال – الدستور وجميع القوانين من اجل تنفيذ المخطط المرسوم له من قبل الغرب الامبريالي بزعامة الامبريالية الاميركية في تصفية السلطة التشريعية السوفيتية وكذلك الغاء الدستور الاشتراكي السوفيتي وتم تحقيق ذلك. ان نضالنا مستمر مع ورثة نظام يلسين والذين يمثلون اليوم الحزب الحاكم، حزب السلطة، حزب روسيا الموحدة. انه الحزب الذي ينفذ النهج النيوليبرالي المفرط في وحشيته وعدوانيته ضد الفقراء والمساكين والمضطهدين لصالح الطغمة الاوليغارشية انه نهج تخريبي وهدام.
** يشير غينيادي زوغانوف، ان من بقى وفياً ومخلصا لمبدأ العدالة الاجتماعية، ومن عانى من المحاكمات والمشاركة في الاعتصامات والمظاهرات الشعبية هم فقط الشيوعيين الروس وبعض من حلفائهم من القوى الوطنية الروسية. لقد استمر الشيوعيين بالعمل المثابر والدفاع عن مصالح وحقوق الشغيلة وهؤلاء الشيوعيين قد اتحدوا تحت خيمة الحزب الشيوعي الروسي، واليوم لنا الحق الكامل بالحديث عن ان الحزب الشيوعي الروسي هو القوة الحقيقية والرئيسية في المجتمع الروسي مع حلفائه وفق برنامج الحزب. ان فكرة الاشتراكية التي نطرحها اليوم للشعب الروسي، هو ان نحذرهم من ان خدعة الراسمالية الطفيلية – اللصوصية التي يتم تطبيقها اليوم في روسيا الاتحادية وتحت غطاء مايسمى بالاصلاح الاقتصادي او ما يسمى بالنهج الليبرالي والنيواليبرالي فهذا النهج منحاز لصالح الاقلية في المجتمع الروسي اي لصالح الاوليغارشية الروسية بالدرجة الأولى. ان الاشتراكية التي نناضل من اجلها اليوم هي لمصلحة الشعب الروسي وهي تقوم على أساس العلم الحديث والتكنولوجيا الحديثة، المتطورة، وعلى الشغيلة الواعية والمنظمة التي تستخدم هذه التكنولوجيا الانتاج المادي وتحقيق الاشباع المادي والروحي للمجتمع، بهدف التغلب على المشاكل الاقتصادية والاجتماعية.. التي تواجه المجتمع الروسي، وكما تقوم ايضاً على التطور المبدع والخلاق وعلى مبدأ العدالة الاجتماعية وعلى العمل النزيه هذه هي محاولتنا وهدفنا لانبعاث دولة اشتراكية قوية ومستقلة، وبدون ذلك غير ممكن ان نحمي ونصون دولتنا الاشتراكية من اعدائها في الداخل والخارج، وهذا هو التحدي الذي يواجهنا اليوم ، وبدون ذلك فنحن نواجه خطراً وتهديدا واحتمال وقوع الكارثة لنا. ( ان ما يحدث اليوم من تازما خطيراً بين روسيا الاتحادية وأميركا وحلفائها من استفزازات عسكرية في البحر الاسود وفرض عقوبات اقتصادية وسياسية ودبلوماسية….. لم تحدث حتى في قمة الحرب الباردة السابقة، فالوضع فعلاً ينذر بخطر اندلاع حرباً قد تكون كونية ولا يوجد فيها منتصر اصلاً، وعن حق عندما قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في حالة اندلاع الحرب…، نحن نذهب للجنة وهم يذهبون للنار. وكما قال ايضاً عالم بدون روسيا الاتحادية لم يكن لصالحنا ولن يكون مفيدا لنا….).
**ان النتائج الخطيرة والكارثية لتفكيك الاتحاد السوفيتي والنظام الاشتراكي، قد حولت البلد من دولة عظمي سياسياً واقتصادياً وعسكريا وعلميا، دولة تمتلك امكانيات علمية وتكنولوجية عالية في عصرها الماضي ( المقصود المدة1917- 1984) الى دولة ذات اقتصاد وحيد الجانب، ضعيف في تطوره يعتمد بالدرجة الأولى على الموارد الطبيعية ( نفط، غاز…..) وعلى قطاع الخدمات وهذا الاقتصاد الوحيد الجانب( الموارد الطبيعية + قطاع الخدمات) الذي تتم ادارته ليس من قبل الدولة مباشرة بل تتم ادارته الفعلية من قبل الاوليغارشية الروسية ولصالحها فحصة الاسد من الثروة والعائد يذهب للاوليغارشية. ان هذا الوضع يتعمق باستمرار لصالح الاوليغارشية الروسية بالدرجة الأولى ولم تعد هناك رقابة جدية من قبل الحكومة الروسية عملياً حول القطاع المالي – المصرفي، ويعمل هذا القطاع للنهب والانحطاط. يعتقد زوغانوف، ان البديل لكل ما تم ذكره اعلاه وغيره يمكن ان تتم معالجته وفق برنامجنا الاقتصادي والاجتماعي الذي يؤكد على ضرورة تاميم القطاعات الاستراتيجية الهامة ومنها: النفط والغاز والالمنيوموم والغابات والماس… وان يكون القطاع المالي تحت اشراف وتوجيه رقابة الدولة الاشتراكية والمجتمع الروسي ( نعتقد من الضروري ان يتم حصر انتاج وتسويق وتحديد الاسعار من قبل الدولة، الحكومة، بخصوص انتاج صناعة المشروبات الكحولية وصناعة التبغ اي تحت اشراف وهيمنة الحكومة حصرياً لما فيها من فوائد مالية رهيبة تدخل للحكومة ناهيك عن الأضرار البشرية اذ تفقد روسيا الاتحادية سنوياً ما بين 40_ 50 الف شخص بسبب الكحول الغير صالحة للاستهلاك. نعتقد ان صناعة الكحول والتبغ تدر سنوياً عشرات المليارات من الدولارات، هذه المبالغ الفلكية تذهب للقطاع الخاص المافيوي وليس للشعب الروسي، اذا علمنا ان صناعة المشروبات الكحولية في الاتحاد السوفيتي كانت تساهم في الميزانية الحكومية اكثر من 20 بالمئة.، سؤال مشروع؟ لماذا لم يتم تاميم صناعة المشروبات الكحولية وصناعة التبغ؟ لمن ولمصلحة من يتم ذلك؟ ).
** يؤكد زوغانوف ان النظام الحالي، هو نظام مدمر ويعمل من حيث المبدأ لصالح الاقلية في المجتمع الروسي اليوم وهذا النهج فعلاً مضحك في الحقيقة. ان الامل والمصدر الوحيد للثروة الوطنية واستخدامها لصالح الشعب الروسي يكمن في تعزيز دور ومكانة الدولة في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والمالية وتعزيز الرقابة الشعبية والقطاع العام.تعتبر انتاجية العمل المتطورة والتي تعتمد على التكنولوجيا الحديثة والايدي العاملة الماهرة، هي احد اهم مؤشر للتطور الاقتصادي والاجتماعي في البلد، الا ان ذلك قد اهمل عملياً من قبل اصحاب الملكية الخاصة لوسائل الانتاج ( القطاع الخاص الراسمالي)، وبالتالي تركز الاقتصاد في يد مجموعة من الاوليغارشية الروسية وبنفس الوقت تم ابعاد دور ومكانة الدولة من ادارة الاقتصاد الوطني واصبح دور الدولة الرئيس يتمثل بدور الحارس الامين لصالح وحماية الراسمال الاوليغارشي، لان القطاع الخاص الراسمالي هدفه تحقيق الربح وتعظيمه،فالربح هو المؤشر الرئيس لنشاط الراسمالي. ان برنامجنا الاقتصادي والاجتماعي والسياسي المطروح على الشعب الروسي يعتبر اليوم هو الحل الوحيد والمخرج الرئيس للأوضاع الغير طبيعية التي يمر بها شعبنا الروسي. ان برنامج حزبنا يؤكد وقائم على خلق الانتاج المادي وتطويره وتطوير التكنولوجيا والايدي العاملة.
##يشير زوغانوف ان واحدة من رذائل ( مساوئ) نظام الراسمالية المتوحشة لدينا اليوم في روسيا يكمن في غياب، فقدان، العلاقة بين النشاط الاقتصادي والثورة العلمية والتكنولوجية، وبغياب ذلك يستحيل تحقيق التطور الاقتصادي والاجتماعي…. وضمان مستقبل المجتمع والدولة، وهذا النهج ايضاً يساعد على هدم ( تخريب) وبشكل شاذ وغريب لنظام التعليم السوفيتي – الروسي، وبالنتيجة يؤدي ذلك الى الانحطاط وانقراض العمل الذهني ( العقلي) وبنفس الوقت يساعد على هجرة الكوادر الوطنية العلمية ومن مختلف الاختصاصات وهذا يشكل خطرا كبيرا وخسارة كبرى للمجتمع والاقتصاد الوطني. ان النظام الحالي يرغم وسيرغم المواطن على ان يفكر فقط لليوم الذي يعيشه وللحظة المحددة ( يعني فقدان الامل في الحياة والمستقبل) والعيش لليوم الذي هو فيه فقط) وابعادهم عن جوهر القضايا والمهام الاستراتيجية من دون رؤيا واضحة للمستقبل. لقد حدد الحزب الشيوعي الروسي في المؤتمر العلمي الذي عقد في نهاية شباط /2021 ( نموذج المستقبل) ومن اهم الاستنتاجات التي توصل اليها المؤتمر هي:: افلاس ( نهاية) الراسمالية في روسيا الاتحادية والعالم ومن الضروري العمل وبحزم على انبعاث الاشتراكية ومبادئها في الإدارة والتخطيط في المجالات المختلفة الاقتصادية والاجتماعية والعلمية والثقافية…..،
## يبين غينيادي زوغانوف، في بلدنا تم تخريب منظم للنظام الذي كان سائدا في ظل السلطة السوفيتية، بهدف عدم استقلاليته وتشويه التركيبة الاجتماعية للمجتمع وكذلك المنظمات الجماهيرية والمهنية من اجل اضعاف دورها الرقابي على السلطة وعلى الفساد المالي والإداري المخالف للقانون، اي بعبارة أخرى غياب دور الرقابة الشعبية على نشاط وعمل النظام الحاكم بشكل عام وعلى السلطة بشكل خاص. في ظل السلطة السوفيتية لعب هذا النظام دوراً كبيراً وهاما ( المقصود دور المنظمات الجماهيرية والمهنية والحزبية…..) اذ اعتمد النظام السوفيتي على المنظمات الجماهيرية والمهنية من اجل تعزيز الرقابة الشعبية والذي تمثل في اتحاد النقابات العمالية والمهنية وكذلك على منظمات الكمسمول و المنظمة النسائية. ان هذه المنظمات الجماهيرية والمهنية لن تعمل فقط على تعزيز وحدة المجتمع والرقابة على السلطة، بل الدفاع عن الوطن والعاملين في مختلف القطاعات الاقتصادية المختلفة ( تجربة الحرب الوطنية العظمى والعادلة 1941-1945 انموذجا حيا وملموسا على ذلك بالدفاع عن الوطن الاشتراكي، ولن يستطيع اي مسؤول في السلطة من اقالة، ابعاد اي موظف عامل…من العمل لان ذلك لا يسمح به الدستور الاشتراكي السوفيتي. ان هذه السياسة يعتمدها الحزب الشيوعي الروسي استناداً للخبرة الماضية للسلطة السوفيتية.
** يؤكد زوغانوف، يعمل الحزب الشيوعي الروسي اليوم على انبعاث دولة العدالة الاجتماعية وتفعيل دور القانون في الحياة الاجتماعية والاقتصادية، ويلعب اليوم الكمسمول الشيوعي واتحاد عموم نساء روسيا، منظمة نسائية (( امل روسيا)) وغيرها من المنظمات الجماهيرية والمهنية الاخرى بهذا الاتجاه. نحن لدينا ثقة عالية وكبيرة بنجاح وانتصار الاشتراكية بالاعتماد على الحقبة الثورية والتي تمثل للشيوعيين الروس اليوم الا وهي الحقبة اللينينية – الستالينية والعمل على انبعاث الايديولوجية الاشتراكية في مجتمعنا ولها امتداداً تاريخياً كبيراً في تاريخ الشعب الروسي وبقية شعوب الاتحاد السوفيتي وكما يعتمد حزبنا ايضاً على تفعيل العمل الجماعي – التعاوني وعلى الوعي الوطني الملتزم، اي خلق الوعي الاجتماعي.
**#يتبع