لم يكن العراق مؤهلا للديمقراطيه المفاجئه حيث كان يرزح تحت ظل نظام طاغي جائر دموي وطائفي دكتاتوري أعدته الدوائر الاستكباريه على مدى أربعين عام وهي المده الكافيه لتغيير ثوابت جيل بأكمله ليحل محله جيل اخر لاعلاقه له بثوابته الأساسيه.. ونحن اليوم نعيش تحت وطأة الاستكبار العالمي بكل ماأوتي من قوه وثقافه للقتل والطائفيه والقبليه المقيته وأخطر مرحله من مراحله هي التعتيم على الفوارق ومشاكلها المجتمعيه للمكونات الرئيسه في العراق الشيعه والسنه والكورد وباقي الأقليات لتجذيرها مع افاتها وتغذيتها كل على حده بالكراهية والحقد والبغضاء لتتفاقم وتتحول الى قنابل موقوته يفجرونها متى ماشاؤوا وأين ما أرادوا وحسب ماتقتضيه مصالحهم وبرامجهم التخريبيه للبلاد والعباد في آن واحد ‘ وكان الاجدر بمفكرينا وقادتنا ان يبرزوا هذا التنوع في النسيج المجتمعي العراقي ويضعوا له المعالجات والحلول الجذريه التي تحفظ كرامة كل هذه المكونات على أساس التعايش السلمي واحترام الرأي والرأي الآخر لا أن يسكتوا ويغضوا الطرف عنه.. اذن نحن بحاجه ماسه لنوجد نظام سياسي يهتم ببناء الانسان البناء السليم وبما يحفظ المقدسات والمعتقدات لجميع العراقيين وايتاء كل ذي حق حقه.. ولولا وجود المرجعيه العليا والعلماء والعقلاء والمثقفين لكنا الآن لانسمع حتى الاذان في جوامعنا ولا الاجراس في كنائسنا ولا باقي الشعائر الدينيه للعراقيين الموجوده منذ آلاف السنين.. فرفقا بهذا الشعب المظلوم وهذا البلد الجريح.
رسول حسن نجم