الأحد, نوفمبر 24, 2024
Homeمقالاتالانسحاب الامريكي: ماهر ضياء محيي الدين

الانسحاب الامريكي: ماهر ضياء محيي الدين

 

 

من المؤمل ان تنسحب القوات القتالية الامريكية خلال الفترة  القادمة ، ويبقى وجودها كقوى ساندة للقوات العراقية في  اطار التدريب والمساعدة  والمشاورة وتبادل المعلومات الاستخبارية هذا ما هو معلن ،لكن الحقيقية المؤكدة للجميع غير ذلك تماما .

هل ستنسحب القوات الامريكية  من العراق ؟

بعد التصويت على  قرار مجلس النواب الذي ينص على اخراج القوات الامريكية ، بسبب اولا انتفاء الحاجة من وجودها بعد دحر داعش ، وثانيا لدينا قوات امنية  متعددة الاصناف والتشكيل قادرة على حفظ الامن وفرض الاستقرار وثالثا وهو الاهم اصبح وجودها بمثابة عباء كبير على البلد واهله وسط دعوات ومطالبات من مختلف شرائج المجتمع العراقي ، وقوى السياسية الوطنية بضرورة انهاء وجودها ، واعطاء الدور الاكبر للقوات الامنية في المحافظة على امن البلد وحمايته من التهديدات الخارجية والداخلية ، وفي المقابل هناك اطراف تدعوا الى ابقاءها لان ظروف البلد العامة مازالت غير مستقرة  ، والتهديدات الارهابية ما زالت قائمة ، وقضية السلاح المنفلت ، والفصائل المسلحة التي خارج سيطرة الدولة ، والخوف من دخول العراق في دوامة الحرب الاهلية بين ابناء المكون الواحد او المكونات الاخرى ، وهناك اطراف تهدد بالسلاح اذا ما انسحبت القوات الامريكية خلال الفترة المعلنة ، لتكون الحكومة بين المطرقة  والسندان وهنا بيت القصيد .

نتكلم بصراحة وبدون مقدمات طويلة امريكا لن ولن تنسحب من العر اق تحت اي ظرف او متغير ، واذا فرضنا  جدلا انسحبت سيكون شكليا او اعلاميا ،لان الانسحاب في وقتنا الحاضر يعطي رسائل للعالم انها انسحبت تحت ضغط التهديد  من قبل الفصائل المسلحة المرتبطة بعدوها اللدود ايران ، وقد يقول قائل هناك قرار برلماني ملزم لها بالانسحاب ، لتكون حجتها ، لكن الحقائق والوقائع معروفة من الجميع في قرار الانسحاب ، والظروف او الاسباب التي استوجبت هذا القرار هذا اولا ، وثانيا هناك اطراف كما قلنا تدعم بقاءها ولم تصوت على هذا القرار ، بل تدعم وجودها , ومستعدة لتكون قواعدها الدائمة على اراضيها  لتكون ايضا حجتها هذا من جانب .

جانب اخر غاية في الاهمية امريكا لم تأتي الى العراق بجيوشها الجرارة  وتسقط نظامها الحاكمة لكي تنسحب ، و ولديها حسابات ومشاريع واهداف طويلة الاجل يردها تحقيقيها في بلدي ، وما يمتلك بلدي من خيرات وثروات وموقع جغرافيا متميز للغاية ليكون في دائرة التنافس والتحارب بكل الطرق والوسائل بين الدول العظمى ، ودول الجوار ، ليكون وضع البلد في هذه الصورة المفجعة .

ولو ابتعدنا قليلا عن موضع الانسحاب المزمع خلال الايام القليلة القادمة ونأخذ سوريا كحجة على الجميع ، والكل مطلع على مجريات الأحداث الملتهبة منذ سنوات عدة نجد ان كل القوات المتنازع ان صح التعبير على اراضيها لم تنسحب     منها سواء كانت الروسية او الامريكية ، ولم تستطع ساحات المعارك ولا طاولات التفاوض ان ينتج عنها حلا شاملا للصراع في سوريا ،وبقيت الامور كماهي عبارة عن لهيب بركان في اي ساعة ينفجر ، والعراق اشبه بسوريا عبارة قوى حكومية واخرى مواليه واخرى خارجية  ولا توجد قوة مسيطر على الظروف العامة ـ وتسطيع فرض وجودها على الكل ، لنبقى في دوامه ندور ، ولا يعرف ما هي نهاياتها ؟ .

واخر سؤال نطرحه هل القوات الامنية قادرة  على تحمل المسؤولية الكاملة بعد قرار الانسحاب ؟ نعم والف نعم قادرة وتستطيع من دحر الإرهاب وقلع جذورها ، وفرض وجودها ، لكنها بحاجة الى بعض الخطوات الداعمة من اجل بناءها ، وديمومة وجودها واهم خطوة عدم زجها في الصراعات السياسية ،ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب  وفق شرط الخبرة والكفاءة ، سيكون لدينا قوات امنية ضاربة ومهنية .

اتمنى من كل قلبي ان تتحد كل القوى الوطنية الشريفة تحت راية واحدة وتوحد الكلمة ، وترص الصفوف من اجل   انقاذ ما يمكن انقاذه ، واجبار القوات الاجنبية وعملائها على الخروج وفق الخيارات الدبلوماسية ، والا ستكون فوهات البندقية والمدفعية هي من تخرجهم من ارض المقدسات والاديان السماوية من اجل مصلحة الجميع .

ماهر ضياء محيي الدين

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular