.
يواصل المتحور الجديد من فيروس كورونا (أوميكرون) انتشاره في مختلف أرجاء العالم، على الرغم من سعي المزيد من الدول لعزل نفسها بفرض قيود جديدة على السفر.
ويثير اكتشاف متحور أوميكرون مخاوف من أن يكون مقاوما للقاحات وأن يطيل أمد جائحة كوفيد-19 المستمرة منذ نحو عامين، بعدما هز أنحاء العالم في أسبوع واحد فقط.
ففي الثلاثاء الماضي، دخل عالم الفيروسات في مختبر بجنوب أفريقيا، أليكس سيغال، مكتب مدير مركز جنوب أفريقيا للاستجابة للأوبئة والابتكار، توليو دي أوليفيرا، ليخبره بالمتحور الجديد، قائلا له: “هناك شيء ما يحدث. لقد اكتشفوا متحورا لم يروه من قبل”، حسبما تنقل صحيفة وول ستريت جورنال.
ويُعتقد أن المتحور الجديد رفع أعداد الإصابات في البلد، مع تسجيل ما معدله 1600 إصابة يومية جديدة على امتداد الأسبوع الماضي مقارنة بـ500 إصابة يومية في الأسبوع السابق.
وكان فنيو المختبر في حيرة من أمرهم وهم يراجعون اختبارات كوفيد التي كانت إيجابية، حيث تبين أن عنصرا ما كان مفقودا في بروتين سبايك (جزء من الفيروس تستخدمه معظم اللقاحات لتهيئة جهاز المناعة ضد كورونا).
وكان هذا يعني على الأرجح أن الفيروس قد تحور. قام العلماء بتسجيل تسلسل جينوم الفيروس ووجدوا عددا كبيرا من الطفرات.
والخميس، نقل البروفيسور دي أوليفيرا الأخبار إلى رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا، قائلا: “هناك متحور جديد بخصائص يحتمل أن تكون مقلقة وينشر العدوى في البلاد”. وفي نفس اليوم، أعلن وزير الصحة وعلماء جنوب أفريقيا النتائج.
وبعد يوم واحد، أطلقت منظمة الصحة العالمية على المتحور الجديد اسم أوميكرون وأعلنت أنه مثير للقلق. وتقول صحيفة وول ستريت جورنال إنه لم يحدث من قبل أن انتقلت إحدى السلالات بهذه السرعة منذ أول اكتشاف لها وحتى إعلان منظمة الصحة العالمية عنها. فيما يركز العلماء الآن على إيجاد طفرات جديدة.
ويُظهر الاكتشاف السريع والاستجابة السريعة لسلطات الصحة العالمية كيف تطورت معركة العالم ضد كوفيد-19 “في دولة لديها الموارد اللازمة للتعرف على المتحور والإرادة السياسية لإعلان ذلك للعالم”.
ورغم ذلك، اتضحت تداعيات مصارحة جنوب أفريقيا. فبينما لم ينته العلماء من فهم كامل للخطر الذي يمثله المتحور الجديد قيدت فورا دول أوروبية وآسيوية وشرق أوسطية وفي الأميركتين السفر من وإلى جنوب أفريقيا.
وقد دعا رئيس جنوب إفريقيا، مساء الأحد، الدول التي منعت الرحلات من بلاده بعد رصد متحورة جديدة لفيروس كورونا، إلى رفعها في شكل “فوري وعاجل”، وهو موقف أيدته منظمة الصحة العالمية التي حضت من جهتها على “إبقاء الحدود مفتوحة”.
كما صرف المستثمرون نظرهم عن حالة عدم اليقين هذه، متوقعين أن يلقب أوميكرون التوقعات بعودة تديجية لمعظم دول العالم إلى الحياة الطبيعية، مما أدى إلى انخفاض الأسهم وأسعار النفط وعوائد السندات الحكومية.
تقول وول ستريت جورنال إن كل هذا الاضطراب نتج عن متحور “لم يكن معروفا للعالم يوم الثلاثاء الماضي، ولا تزال أصوله وقدراته لغزا للعلماء الذين يدرسون ذلك”.
وبحسب مجموعة الخبراء المكلفة بمتابعة تطور الجائحة، فقد “تم إبلاغ منظمة الصحة العالمية عن المتحورة بي.1.1.529 لأول مرة من جانب جنوب أفريقيا في 24 نوفمبر 2021 (…). تحتوي هذه المتحورة على عدد كبير من الطفرات، بعضها مقلق”.
ووفقا لوول ستريت جورنال، تعتمد المرحلة التالية من جائحة فيروس كورونا الآن على ما تعنيه تلك الطفرات الـ 32. وسوف يستغرق الأمر أسابيع للتأكد من ذلك.
أما منظمة الصحة العالمية فقالت إن هناك أدلة أولية على أن أوميكرون يحتوي بعضا من الطفرات الأشد عدوى مقارنة بالمتحورات السابقة.