لايبدو إن صبر وتحمل المسٶولين في نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية کان قادرا على الاستمرار في کظم غيظه في مواجهة تظاهرات العطش في إصفهان بعد أن ردد المتظاهرون شعارات من قبيل “الموت للديكتاتور” والموت لخامنئي”، إذ سرعان ماتطورت الامور في هذه التظاهرات ووصلت الى حد المواجهات بين المحتجين والقوات الامنية أدت الى مقتل متظاهر بالرصاص الحي فيما اعتقل الأمن أكثر من 120 مواطنا ممن نزلوا إلى الشوارع، مع ملاحظة إن قوات الامن کانت قد أطلقت يوم الجمعة الماضي الغاز المسيل للدموع والرصاص لتفريق المتظاهرين، زاعمة أن عددا من المحتجين رشقوهم بالحجارة وأضرموا النار بدراجة للشرطة، ولايبدو أن التجمعات الکبيرة للمزارعين الغاضبين في مجرى نهر زاينده رود الجاف، الذي يعبر وسط المدينة، والذي يعزون جفافه لتحويل السلطات مياهه إلى محافظة يزد المجاورة، من أجل مشاريع عسکرية وأخرى تجارية، ستنتهي سريعا کما يتمنى النظام الايراني.
هذه التظاهرات وأخرى مشابهة لها جرت في مدن أخرى، تأتي على خلفية اللقاء الذي عقده الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي مع ممثلين من محافظات أصفهان ويزد وسمنان في وقت سابق هذا الشهر، وتعهد بإيجاد حل لمشاكل المياه. لکن يبدو بأن الکيل قد طفح بالناس خصوصا وإنهم يعلمون بأن القادة والمسٶولون في النظام الايراني بارعون في إطلاق الوعود ولکنهم کاذبون في الإيفاء بها، والذي يلفت النظر أکثر لهذه التظاهرات ويٶکد مسى خطورتها وتهديدها للنظام، إن المرشد الاعلى للنظام خامنئيم إعتبر هذه القضية مشكلة رئيسية في البلاد، دون أي ذكر للاحتجاجات.
تجدد الاشتباکات وفشل النظام الايراني بإقناع الجماهير الغاضبة بالعودة الى منازلها وترديد شعارات “الموت للديكتاتور” والموت لخامنئي”، يٶکد إخفاق النظام بشأن دق أسفين بين المتظاهرين وبين منظمة مجاهدي خلق التي تنشط خلاياها الداخلية في سائر أرجاء إيران للعمل ضد النظام، وإن النظام يعتبر شعارات المطالبة بإسقاط النظام أو الموت للديکتاتور والموت لخامنئي بأنها شعارات لمجاهدي خلق ولذلك فإنه يطلق النفسه العنان في مواجهة هذه التظاهرات بکل عنف ولاسيما وإنه کان قد حاول للإيحاء بأن المتظاهرين موالون للنظام ويرفضون إطلاق شعارات ضده وإنهم ضد مجاهدي خلق، لکن الذي حدث بعد کل تلك المحاولات المستميتة للنظام إن المتظاهرين کرروا ماکان المتظاهرون في إنتفاضة 28 ديسمبر2017، و15 نوفمبر2019، يهتفون به من شعارات معادية للنظام، والحقيقة إن رفض هذا النظام والرغبة بإسقاطه صار هما شعبيا عاما.